البساطة جمال

كثيرا ما يدخل الواحد منا في صراع مع ضميره الذي يكون إما مؤيد أو معارض لما نقوم به.. ولكن المعروف أن الضمير إذا نزغك فهو بالحي لا بالميت أو النائم؛ لذلك إقناع الضمير بالشيء الصعب، خاصة إذا كان معارض، وغير راض لما قمت به، أو تنوي القيام به.

أنواع ضمائر الناس

هناك من الضمائر من تتحرك بعد وقوع الكارثة، وهناك من الضمائر من تقف وقفة الصارم المشدد الذي إن لزم الأمر يقوم بكل ما هو مباح وصعب وقاسي لمنع حدوث أمر ما.. وهذا النوع من الضمائر أصحابها ليس بوسعهم سوى الاستسلام والاستجابة لرغبة الضمير التي تكون سوى لمصلحته، ولإبعاد الضر، والضرر، والخطر، والشر عنه، وعن من حوله، فهو ضمير في خدمة الأمن والأمان والسلم والسلام بامتياز.

إن الضمير الحي يتبع صاحبه كالمراقب الذي لا يغفل عن أي صغيرة أو كبيرة، وهو بمثابة المرشد الموجه نحو الطريق السليم الصحيح والمستقيم الذي إن مشيه أحدا منا فضميره حي وفعال.. إلا أن أحيانا ما تقع ضمارنا في خدعة من الخدع التي تمارس علينا نحن شخصيا، فتوهمنا بأمر هو في الحقيقة لا يقبل، ولا يمكن تصوره، أو المشي فيه، إلا أنه يتم خداعنا بالتزوير، والتزييف، وتغيير الحقائق باستعمال أقنعة، ووسائل يتقبلها، ويقتنع بها الضمير الحي، فهي من مبادئه واعتقاداته التي لا يخرج عنها تحت أي ظرف كان أو وضع. .فيتم الأمر، ويحدث الحدث تحت تهديد غير مباشر وتحت نصب واحتيال، وبمساعدة منا، أو شراكة جعلتنا نساهم في عمل شيء ما لن يقوم به الضمير الحي إن كان ظاهرا ومعروفا دون اللجوء إلى الخداع الذي دوما يلعب الدور الإيجابي الجيد الحسن الذي لا يرفض.

وقوع الضمير الحي في تلك الحيل والمكائد يسقطه أرضا ندما وألما، فهذا الضمير إن أخطأ صاحبه فهو من يجره من بقعة الخطأ إلى الإصلاح السريع ليعود إلى رشده ووعيه من جديد.

بم يخاطب الضمير صاحبه؟

معروف عن الضمائر لا تنام، ولا تغفل، ولا تدخل في السكرة الحياتية التي كثيرا ما نقع فيها وقوع كلي أو جزئي على حسب الضمير ومدى قوته على صاحبه وتأثيره عليه ..وعند الغفلة والنوم، والوقوع منا مرة من المرات، أو في عديد المرات، يحدث نوع من الحوار بين الضمير وصاحبه؛ إذ الأول يخاطب الثاني بكل شراسة وجدية وقوة؛ ليجعله يعي خطورة أو شدة الذي وقع، أو الذي سيقع، أو مصيبة الفكرة، أو النية التي تتهيأ للقيام بكارثة هي ستحل لا محالة، فالمعطيات تؤدي إلى ذلك وأكثر.. فيدخلان معا في حوار والأول يخاطب الثاني والثاني يخاطب ويرد وكثيرا ما الضمير في خطابه يغلب، ويتغلب، ويفوز بالعقل والمنطق والصواب عن كل ما يدور في ذهن صاحبه، وصاحبه يدرك عز الإدراك أن ضميره يريد مصلحته قبل أي شيء، وفي نفس الوقت يربينا على أننا نفكر في غيرنا قبل أنفسنا ليتم العدول عما نخطط إليه وهو خطر وضرر لا غير.

الضمير إن خاطب يخاطب باستعمال أدواته الإقناعية جميعها من تأثير فعال سيجدي بنتيجة الانسحاب، وطلب الغفران عن ارتكاب ذنب في التفكير عن ما سيضر الغير، وإن لم يضرنا، فضرر الغير ضررنا نحن؛ لأن الأخ لا يسمح بإصابة أخيه عن طريقه، أو بمساعدة، وإسهام منه.

كيف نجعل ضمائرنا حية؟

ضمائرنا هو القاضي الحكيم العظيم الذي دوما يجعلنا نتحسن ونتغير إلى الأفضل، فصاحب كل ضمير حي محظوظ؛ لأن الضمائر قد مات منها الكثير، وبقي منها القليل في هذا العالم الذي كثرت فيه الحروب والصراعات والاختلافات من أجل المصالح الخاصة والأنانية التي جعلتنا نخرب وندمر ونهدم ونحن مسرورين، وجاهزين للقيام بالأكثر، والأعظم فداء النفس اللوامة.

الإنصات والاستماع إلى صوت الضمير

ان خاطبك ضميرك فاستمع إليه بكل هدوء، واختر الوقت المناسب ليحاسبك المحاسبة التي تصنع منك شخصا لن يتكرر ..شخصا السلم والسلام هدفه الأول.. وأخيه أولا وأمته أولا وهو ثانيا.. إن خاطبك ضميرك ونزغك النزغة المؤلمة فهو بأعمالك غير راض وغاضب ويتألم لذلك تألمت.

ضمائرنا ان ماتت فهذا بسببنا؛ لأننا لا نجلس الجلسة المطيعة التي فيها بالقلب والروح والعقل، نستمع، ونتعظ ونعترف بكل نوايانا وتخطيطاتنا، وما يجول بخاطرنا وأذهاننا ليتم إنقاذ الموقف.. مع أن الضمير يعلم، وقد وصله بريد مستعجل من النية أو الذهن أو العقل أو القلب بكذا وكذا فيتدخل لإنقاذ الأمر، وإنهائه قبل بدايته، أو تصحيحه بعد القيام به، إلا أننا نقف وقفة الوحش الذي لا يواجهه أحد مهما كان فتغلب على ضمائرنا بغفلتنا وتسرعنا وتهورنا الذي يجعل من ضمائرنا مع الوقت ترى ولا تتكلم لأننا أسكتناها عديد المرات مع أنها هي المحقة ونحن بأنها محقة إلا أن أنانيتنا وما تنتجه قد جعل منا أشخاص بلا ضمائر.

دع ضميرك يقول ما عنده؛ فهو خير صاحب إن نصح أراد لك الخير، ونصيحته وضعتك في خير مكان، ومع نعم البشر والأجناس.

عدم الاستماع إلى الوساوس الشيطانية

لا تثق بشيطانك الذي هو من جعل منك إنسانا بلا ضمير يتجنبك الجميع لأن لا رحمة ولا شفقة، وعندك تضيع الحقوق وتظلم القلوب، وتنتهك الأجسام، وتسلب الممتلكات.

حارب شيطانك بمساعدة ضميرك الحي الذي لا يزال حيا بعد.. وإياك وأن تمنع ذلك الضمير الوفي من الظهور بأي وقت فهو منك، وأنت منه.. افتح لضميرك جميع الأبواب لينقلك إلى القمة.

الذي يبحث عن الجمال، ويهوى الجمال، ويسعى ويتكلف ليكون جميلا، فالجمال في البساطة، والبساطة جمال ..فكلما كنت بسيطا أنت ملك الجمال بلا منازع.

فيديو مقال البساطة جمال

 

 

 

أضف تعليقك هنا