أرجوحة الحب

”في علاقات الحب، يكون هناك العاشق والمعشوق، يعيش العاشق في العلاقة بشغفٍ وتفاني ورومانسية، أما المعشوق، فيستمتع وحسب بحب شخصٍ آخر له، لا أعني أن دور المعشوق سيء، لكن.. يعاني العاشقون كثيرًا يا صديقي، بينما أحظي أنا بالمتعة.”

حوار مع النفس

― الشخص الوحيد البائس في هذه الرواية هو أنتَ.
― هههههه. أنتَ تحبها وهي تحبني، وأنا لا أحب أحدًا، ولهذا السبب أنت تكرهني، لأنني حر.
― ألا تحب أحدًا؟ لا تحب أحد بالطبع يا عزيزي، لا تتحلى بالشجاعة الكافية لفعل ذلك.
― امم…
― نعم؛ يجب أن تكون شجاعًا كي تُغرَم بأحدهم.. أنا شجاع، أنا أحبها، وأعترف. لكن أنتَ؟.. الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو الاختباء خلف ذلك الخطاب اللعين.

مَن منا ليس لديه مشاكل؟ من منّا وسط هذا الخراب سويّ نفسيًا؟ من منا لم ترهقه الحياة من قبل ولم يتعرض لفترات من الضغط والقلق وقلة الطاقة؟ لا أحد. أعتقد أننا كلنا نمر بالظروف ذاتها وإن اختلفت من أحدهم إلى آخر.

الحب يفتقد للتوازن في معظم العلاقات

ولكن الفرق هنا أنك تختبئ خلف كل هذه الظروف وتهرب، وتتخلى عن الشيء الوحيد الذي ربما يساعدك في تخطيها أو على الأقل جزء منها، هل تعتبر هذه حرية؟ هل تعتبرها جرأة أن تكون أنانيًا وقاسيًا مع الشخص الوحيد الذي لا يستحق ذلك؟ مخطئ بالطبع!

لقد شعرتُ بالوحدة كثيرًا، ربما أكثر مما أحتمل، ومررت بفترات عصيبة للغاية، وقد هربت من بعضها بالفعل واختبئت، ولكن ربما ذلك ما ساعدني أن أقف أمامك الآن بثبات وأخبرك أنني كنت مخطئًا ولا أحب أن أراك تتصرف هكذا وأسكت؛ لأنني أحبك، ربما حتى أحبك أكثر من نفسي.

”أنا مخطئ، أعلم ذلك.. فكيف لي أن أحب أحدهم أكثر من نفسي؟! أنا لا أتعلم.. أكره نفسي الآن ولكنني.. امم.. أحبك؟ كيف لي أن أفعل ذلك؟ وكيف لها أن تجعلني كارهًا لنفسي بعدما كنت أحبها؟”

الحب مثل شخصين على أرجوحة، حين يرتفع أحدهم، يهبط الآخر.. لطالما يكون التوازن مفقودًا، بسبب الوقت أو الرتابة.. أو بسبب مَن هم مثلي، أولئك الجبناء، الذين لا يحبون أحدًا؛ لاعتقادهم بأن الناس لا تستحق ذلك الحب.

أتفق معك أن الناس لا يستحقون كل هذا الحب، خاصة أولئك الذين يجرحون ولا يقدِّرون، ويظنون أنهم وحدهم من يعانون، ولكن لطالما كان هناك شخصًا يستحق. وإلا نموت بدون الحب.

حافظ على من يحبك ويقدرك

فهناك من يظل هنا لرسالة حب واحدة قرأها، أعلم أنه قد يموت إذا أعاد قراءتها (حد قاله يقراها تاني؟)، وهناك من يحيا فقط لأنه أصبح لديه ما يخاف عليه، والكثير يموتون فقط لأنهم ليس لديهم شيء يبقيهم أحياء.. لأنهم يشعرون بالوحدة.

لا أحب فكرة إعطاء النصائح في صدد هذا الموضوع، ولكن هناك شيء لا يحتاج إلى نصيحة مهما كثرت المشكلات، وتخطت الضغوط قدرتنا، وهو أن تحافظ على شخص واحد على الأقل يقدِّرك ويحبك بصدق، وأن تبحث دائمًا عما يبقيك هنا.

أرى أنك تتساءل كيف كُتبَت هذه المقالة، بالتأكيد قد كتبتها يدٌ واحدة، ولكن شخصيتان، لكل منهما فكرها الخاص كما حدث في حوار البداية؛ إذ أنني لم أستطع بحقٍ أن أدمج فكريهما في مقالة واحدة، ولكن اطمئن.. كلاهما أنا.

فيديو مقال أرجوحة الحب

 

 

 

أضف تعليقك هنا