أزمة القراءة في العالم العربي

بقلم: زينب خلوق

أزمة القراءة في مجتمعنا تعود إلى تاريخ قديم، كان يؤمن وبشدة بالنزعة القرائية التي تخرج منها نبغاء ونجباء، خلف التاريخ وراء تلك النزعة أدباء ومفكرون. لئن خضعنا لنظام مستهتر حتى انتهت القراءة فأصبحنا نسلي أنفسنا بأسرار الفنانات والمغنيات.

تهنا خلف تيار الاستعمار واعتمدنا على منهج التقليد

تهنا إن صح التعبير وهممنا خلف تيار الاستعمار، الغرب بلغة الساسة اعتمدنا على منهج ( التقليد) وليت تقليدنا هذا كان منه نفع لثقافة الغرب من جانب الاطلاع على قانون القراءة كتحدي صنعه الغرب وسارو على نهجه، فأصبحت حتى يومنا هذا انجلترا تحتل المراكز الأولى في القراءة.

هل قرأ أحدنا لكتب التاريخ أو الفلسفة أو علم الاجتماع؟

فهل قرأ أحدنا لكتب التاريخ, لكتب الفلسفة، لعلم الاجتماع، لأصول الفقة؟!! أم فقط نهرطق ونعزل أنفسنا عن عالم القراءة، حينما يتبادر في أذهاننا كلمة اقرأ كأنما يحيل ذلك للانفتاح اكثر على ثقافة مفكرين  و فلاسفة  اللذان كان  شغلهم الشاغل تقييم العقل.

طه عبد الرحمان وكتابه “روح الحداثة”

فعندما نقرأ لطه عبد الرحمان لكتابه الشهير “روح الحداثة” الذي يرمي إلى سؤال الأخلاق مساهمة في النقد الأخلاقي للحداثة الغربية؛ فهو يدعونا إلى تأسيس حداثة إسلامية.

طريق الحداثة يبدأ بنقد التراث

في حين أن محمد عابد الجابري يشير إلى  تقييم العقل والحداثة إنطلاقا من التراث. سيما أن طريق الحداثة يبدأ بنقد التراث والبحث عما يؤهلنا منه لخوض غمار الحداثة، فعندما نقرأ لكتابه الشهير نحن والتراث نجد أنه يمرر في أذهاننا فكرة التجديد والعقلنة عن طريق نقد للعقل العربي الذي مازال يعاني من الجهل والجمود والخمول.

امانويل كانط  وكتابه الشهير” نقد العقل الخالص”

إن دعوته إلى إعادة بناء التراث هي في حقيقتها دعوتنا إلى فهمنا للمقروء. فعندما نقرأ مثلا للفيلسوف امانويل كانط نجده في نفس التيار يدعونا إلى تأسيس الأخلاق انطلاقا من العقل. في كتابه الشهير” نقد العقل الخالص” في مشروعه الأول محاولة منه تقييم العقل المحض و إزالة تلك الشوائب والأحكام السابقة. فهو وإن كان يعتبر أن العقل محدود ولا يمكنه إيصال الإنسان إلى الحقيقة إلا وأنه يعترف بشدة وبحدة مكانته العالية في تطور الشعوب في لحظات  جد أساسية.

كوننا نلجأ للقراءة معناه أن نتحدى العقل الباطن بدعوته إلى القراءة

إيمانا منا على ترسيخ القيم والفضائل. كوننا نلجأ للقراءة معناه أن نتحدى العقل الباطن بدعوته الى القراءة، الى التمسك بقواعد القراء والكتاب؛ التشبت بنهضوية العقل والتحرر من الأفكار التقليدية التي تهدم بنية العقل.فالقراءة هي مفتاح الأمل؛ هي النور الساطع الذي يضفي بنا نحو الولوج إلى رؤية العالم بنكهة خاصة.

بقلم: زينب خلوق

 

أضف تعليقك هنا