أي وجه جديد للعالم بعد كورونا؟

تزداد أعداد المصابين بفيروس كورونا يوما بعد يوم، ورغم الجهود الحثيثة للحكومات للقضاء عليه بتسخير كل إمكانياتها لذلك، فإن كل المؤشرات تدل أن الأمر يمضي لأزمة لم يشهد العالم مثيلا لها.

الأيام القادمة تكشف لنا منحى انتشار فيروس كورونا

فأعداد الوفيات في اطراد مستمر والمستشفيات ترزح تحت ضغط كبير، وحدها الأيام المقبلة كفيلة بكشف منحى تطور هذا الفيروس، فإما ينجح العالم في القضاء عليه أو يقضي هو على العالم ويغرقه في الفوضى .

ولكن التساؤلات الجوهرية في حالة ما إذا تجاوزنا مشكلة كورونا وهذا أمر وارد بشكل كبير:

  • ما أثر هذه الأزمة على التكثلات الإقليمية؟
  • وما أثرها على النموذج الديمقراطي العالمي.؟
  • وكيف سيتأثر تبعا لذلك سوق المال؟
  • وهل نحن أمام صياغة جديدة للقوى وفق صراعات محتملة؟

تفكك وديون وحمائية شكل إغلاق الحدود بين دول الإتحاد الأوروبي ضربة موجعة لأكثر الدول تضررا من الوباء فيه، وأعاد بذلك للسطح التساؤل حول معنى الإتحاد و جدواه مما ينذر بتغير جذري في بنية الولاءات، ولأن الوباء سيخفض من نسبة الناتج الداخلي الخام لأغلب الدول مما يجعلها أمام عجز في الموازنة.

فيروس كورونا سبب بتشكيل أكبر أزمة اقتصادية لجميع دول العالم

وهذا بطبيعة الحال سيزيد نسبة الدين العالمي والذي يقدر بأكثر من مئتي تريليون دولار، في حين لا يتجاوز الناتج الداخلي لدول العالم خمسة وثمانين تريليون دولار وهذا الفرق بين الرقمين يهدد استقرار سوق المال بعد أن صارت قيمة الدين أرقام في الهواء فقط ولا مصداق واقعي لها، ولأن كل دولة ستحاول حماية سوقها الداخلي ستزيد بذلك من الحمائية بفرض رسوم إضافية والتي ستقابل بالمثل وقد يدخل العالم في صراعات عسكرية جديدة .

النفط أحد عناصر الأزمة إن أحد أوجه هذه الأزمة العالمية قد بدأ بانهيار سوق النفط، هذا الأخير الذي لا يخضع لقوانين منظمة التجارة العالمية على اعتبار أنه سلعة استراتيجية للدول قد يخلق فوضى جديدة، يكون أثرها الكبير على كبريات الدول المنتجة لهذه المادة الحيوية.

العجز سيصيب الدول والمؤسسات الدولية والعالمية

أزمة المنظمات العالمية ولأن العجز سيصيب أيضا ميزانيات أكبر المنظمات العالمية التي تشترك من خلالها ارادة الدول لتعزيز التعاون وتفعيل وسائل ذلك من خلال التوافق على اطار قانوني وتوفير أرصدة مالية، وبفعل ارتباط الأزمة بالمصالح القومية للدول قد لا ينفع حل ضخ أموال في رصيد هذه المنظمات إلا لفترة محدودة، قد يجد العالم نفسه أمام اللاقانون، مما يسمح بهامش كبير للمناورة ومناطق الشك مما يدخل العلاقات الدولية في بؤرة توتر مستمرة.

خلاصات اذن هل نحن قادرون على التعافي سريعا من وباء ينذر بالكثير من الأزمات، أم أن العالم أقوى بكثير من كل هذه الإشكالات واكتسب مناعة قوية ضدها من خلال التجربة الإنسانية في مواجهة الأزمات السابقة.

فيديو مقال أي وجه جديد للعالم بعد كورونا؟

 

 

 

أضف تعليقك هنا