الاحتلال المحلي الداخلي

ما نحن عليه من صراع وخلاف ونزاع داخلي شبيه بالحرب التي إن ثارت ووجدت هلكت الهلاك الذي لا نهوض له ولا إصلاح فيه ولا رجوع له، فإن حارب الأخ أخيه اختلط الدم الواحد وزاد العناد واشتد الانتقام وأصبح هذا يفكر ويخطط في طريقة يأخذ بها الثأر دون مقاومة ذاك حتى تصير حرب شبيهة بحرب العدو وما هي بحرب العدو رغم أن الاخوة بكل هذا صاروا أعداء.

يعتبر الاحتلال المحلي الداخلي من أقوى الاحتلالات

الاحتلال المحلي الداخلي أقوى الاحتلالات التي تقام على وجه الأرض وفي التاريخ وقد شهد التاريخ على المجازر الصعبة البشعة التي لا تحكى لشدة بشاعتها وانعدام الرحمة فيها لأن في الاحتلال المحلي الداخلي القريب لا يحارب الغريب وانما القريب يحتل القريب تحت أي مسمى أو داعي أو هدف أدى الى مثل هذا الاحتلال الذي هو فتنة ودمار قوي فتاك يهلك الوطن وأصحابه وشعبه الواحد.

متى احتلت الدولة شعبها أو الشعب احتل شعبه الواحد لا الغريب كانت هناك فوضى لن تهدى ولن تنتهي وانما تزيد وتكبر وتنموا الى أن يتم القضاء على الشعب من قبل الدولة والأعداء الذين يبحثون سوى على مصلحتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة التي ان تأذت ..تأذت المصلحة الخاصة فهما مصلحتين وفئتين يكملان بعضهما البعض..يصبح هناك شتات رهيب ..تشرد تسول فقر وخراب وهذا يرغب في الرحيل هروبا من قدوم الأصعب والأشد وذاك يستعين بالغريب لمساعدته في تجاوز الأزمة التي مع وجود الأيادي الخارجية ستتصاعد الأزمة وتزداد وتتعدى ما هو محتمل متوقع بكثير جدا.

الفتنة من أشد أدوات التحريض بين الناس

متى سمحنا للشيطان أن يلعب لعبته القذرة معنا نكن قد فتحنا له الباب ليشع فتنته في جميع أرجاء المكان ويصير القتل وسفك الدماء من الأشياء العادية جدا المباحة التي لا بد أن تمارس وتكون تحت مسمى هذا ارهابي ..هذا معارض ..هذا مؤيد والوطن تحت رحمة الذي لا يرحم وأبناء الوطن يذلون ومتشردون في بيوتهم وشوارعهم كالغرباء التائهين في أرض الغرباء.

ان الاحتلال المحلي الداخلي يبدأ داخل باطن الانسان ..نفسه فيكبر ويكبر ليكون احتلال محلي داخلي قد عم على الجميع من أماكن وأشخاص ..ومتى كان هذا الاحتلال كان معه اليتم والموت والفقر الشديد والتشرد والخوف والرعب ولا حياة تعاش فكل ممنوع مسموح وكل حرام في نظرهم حلال ..ولا الكبير له سيطرة على الصغير ولا الصغير يطيع الكبير ويعود اليه لطلب الاذن والشورى وانما قد يصل به الحال الى قتل أبيه وجده وعمه دون تفكير لأن العقل تم احتلاله احتلال كلي دقيق وشامل والقلب كذلك والنفس كذلك والضمير قد مات ونفسي تعيش وتكون هو الأساس من الوطن والأهل وكل شيء.

بلداننا العربية مثال على الاحتلال المحلي الداخلي

شهدت بلداننا العربية هذا الحال وهذا الاحتلال المحلي الداخلي بأبشع صوره وحالاته ولا يزال المشهد متصدر شاشات الأخبار وصفحات الجرائد وهذا ينهب وهذا يسحب الأرواح وكأنها تحت رحمته وهو الموت الذي جاء في وقته ..والغريب انضم بهدف السيطرة على ما يحدث وهو يقتل ويخطط من اجل الاستفادة وجلب المنفعة في ظل هذه الفوضى التي لا قانون يحكمها ويضبطها ويوقفها ولا حكم قائد بهيبة بامكانه ارجاع الأمور كما كانت ان كان الحكم وأصحابه هم الأيادي الأولى من جعلت من الوطن وأبنائه يعيشون كل هذا .

من المفروض لا احتلال للوطن من طرف أبنائها ورجالها فواجبهم الأول والثاني والأخير حمايته وعدم السماع لأي كان أن يحتله وينتهك حرمته الا أن هذا المفروض صار مفروض بالعكس والوطن الذي هو أمانة الأمين ضيع الأمانة لأسباب يدعيها تقنعنا ولا تقنعنا ولكن الذي نحن متأكدين منه أن الاحتلال المحلي الداخلي ان كان لن ينتهي فهو له بداية وليس له نهاية.

فيديو مقال الاحتلال المحلي الداخلي

أضف تعليقك هنا