الإنسان والإنسانية

بقلم: أحمد السعيدي

لستُ باحثًا في العلوم الاقتصادية أو القانونية، ولا مهتمًا بالتطور في مجال التكنولوجيات في عصرنا هذا، ولا خبيرًا بيئيًا ولا ناشطًا مدنيًا ولا صحفيًا في الإعلام ولا حتى فاعلًا سياسيًا في الدولة.

إن لم أكن اقتصاديًا أو سياسيًا أو إعلاميًا فمن أنا؟

أنا مجرد باحث عن الإنسانية في زمن قوى وطغى عليه الجشع وساد الظلم واضمحلت الإنسانية بكل قيمها بسبب التطورات  رغم تطور الأحداث وتسارعها في زمن التكنولوجيات والاختراعات المبهرة التي أصبح الإنسان يهرول وراءها في هذا العالم، وذلك من أجل اكتساب قوة أكبر، إلا أنني تشبثت دائمًا بفكرة واحدة

أنه ليس شرطًا أن تكون قويًا لكي تكون سعيدًا، على عكس ما يحدث الآن في هذا العالم، الكل يجري وراء القوة لكي يشعر بالسعادة، لكي يعيش بين جدران العالم الأربع، واجهة تسمى السلام، جدار الأسلحة، جدار الدمار، ثم الموت في سبيل الاستمرارية بهذا العالم الكئيب.

لماذا نغفل مفهوم الحب وهو أهم أساس بُنيت عليه الإنسانية؟! 

نسى الناس تمامًا أننا يحكمنا الحب قبل القوة، تجمعنا المودة، لأن استمرارالتعايش بالتسامح ولكن نحن الآن نعيش بعالم نتحدث فيه عن العنصرية حين نَصِف الإنسان الأسمر ولا نتحدث عنها عندما نصف الأشقر، نتحدث باسم الحرية عندما يتعلق الأمر بسجن الإنسان ولا نحتج على سجن الإنسانية وتقييدها بأغلال القوة المدمرة والحقد والكراهية المنتشرة ثم نقول أين الحرية؟ إن الحرية عنوان الإنسانية فكيف لك أن تكون إنسانًا حرًا من دون إنسانية ؟ لربما أنت الآن بعالم أصبحت فيه قوي لكنك لست حرًا…!

هل وصل الإنسان لتطبيق شريعة الغاب في بيئته البشرية؟!

هذا العالم الذي نتبجح فيه بزمن الاختراعات والتطورات والتقدم ونتحدث عن الرقي والحضارة، في حين أنه لا يجلب لنا سوى تخريب الإنسان للإنسان نفسه حتى أكاد أقول يزداد يقيني أكثر أن هذا العالم يحكمه قانون الغاب، القوي يحكم والضعيف يسعى للعيش أكثر، والبقية تتناسل من أجل التكاثر فقط.

بماذا ترتقي الأمم وتزدهر؟

إن ازدهار الإنسانية وتقدمها يتجلى في كيفية الحفاظ على الأرواح البشرية من الموت والدمار، يكمن في صون كرامة الإنسان وضمان حريته، والحرص على ضمان العيش لجميع أفراد الشعب بسلام وتسامح وأمان، لنسقي إذن وردة إنسانيتنا ونزرع بذورها بأجسام صغارنا الخصبة، لنعلمهم أن قيمة الإنسان في مدى احترامه للغير، لعلنا نقترب من الإنسانية من جديد، فشوك الورد لا يؤذي الورد لكي ينمو، فكيف للإنسان أن يؤذي إنسانًا من أجل تقدم حضارته! متى ابتعد الإنسان عن إنسانيته؟!

بقلم: أحمد السعيدي

أضف تعليقك هنا