التغييرات الاجتماعية وتأثيرها على الفرد

كيف يمكن التكيف مع التغيرات المجتمعية الجديدة؟

إن التغييرات المفاجئة التي تطرأ على المألوفات الاجتماعية، والأعراف السائدة، لابد لها من تدمير بعض تلك المألوفات من جذورها، وهدمها على أساس التبديل في المعايير، والتغيير في المقاييس؛ فلذلك وجب على المجتمع وطبقاته استيعاب التبديل الجديد ليكون فاتحة جيدة ذات مغزى بَنّاء، ولكي لا تحدث حالات من الاضطراب والطوارئ في حياة العامة من أفراد المجتمع، وكل الطبقات الاجتماعية، وخاصة الطبقة المثقفة منها هي من تتحمل زمام الوضع، وعليها عبء ثقيل في تحملها كل جديد غير مالوف، وتغير غير معروف، وذلك من خلال نشر الجديد بطريقة يمكّن العامة من حسن التعامل معه، وإن استيعاب التغيرات وفهمها ودراستها هو أفضل الأمور؛ لكي تتجنب طبقات المجتمع عنصر المفاجئة الذي يولد حبكة من التقهقر، وأمراض اجتماعية، تضر دون نفع، وتجلب السوء دون حسن فيها، والدولة كذلك تتحمل دور كبير في مثل هذه الأمور الجديدة التي تطرأ حديثة على أهل البلاد، وعليها أن توفر الوسائل والأدوات لكي يتم استخدام الشيء الحديث الجديد بصورة مثلى وبسلوك حسن.

سلبيات التغيرات الاجتماعية

وللتغيرات المفاجئة سلبيات شتى إن لم تؤخذ بنظر الاعتبار، وكذلك تسبب تقلبات في سلوك أفراد المجتمع الذي تطرأ عليه، وتحل فيه، إن لم تجد الاستيعاب الأمثل والعناية الأفضل والاستخدام الأرقى، ومن سلبيات الجديد (تنشا هذه السلبيات عندما لا يتم التعامل معه بصورة صحيحة)، انتشار الأمراض الاجتماعية والنفسية.

ومن الأمراض اجتماعية التي يسببها الجديد: الإفراط حتى الإدمان، وهذا الأمر له حيّز خطير في الأوساط الدولية عموما، ويتسبب الإدمان في تكوين العثرات والهفوات في مجال الدراسة والوظيفة، والتعامل اليومي، وانحلال أنسجة العلاقات الاجتماعية للفرد المدمن بأغلب صورها، وإهمال باقي الواجبات (سواء كانت واجبات عائلية أو واجبات الوظيفة أو الدراسة) كنتيجة للانشغال بهذا الأمر (وكذلك يؤدي إلى تراجع إنتاج الفرد والخمول في السعي له)، وخلاصة القول إن التغييرات المفاجئة تخلق الإرباك في العمل والحياة اليومية.

إضافة إلى التسبب بنتائج أخرى كالأمراض النفسية منها الوحدة والاكتئاب والانعزال عن العلاقات الاجتماعية، وأمراض جسدية كالسمنة أحيانا، وارتفاع معدلات الانتحار ،وشغل حيّز كبير للفضائح والابتزاز، كما نراه اليوم في مواقع الانترنت ((أقصد أن مواقع الانترنت شيء جديد، فمنذ عقدين لم يكن لهذه المواقع وجود الا بنطاق ضيق جدا في بعض الدول، وفي دول أخرى لم يكن للإنترنت وجود الا للاستخدامات العسكرية كما هو حال العراق، وبعد التطور الذي حصل في هذه المواقع، ودخوله إلى أكثر الدول وانتشاره فيها أدى الى استعماله بصورة غير صحيحة، وظهرت مواقع الإباحية، وأخذت الفضائح حيز كبير فيه))..

لابد من فهم التغيرات الجديدة لنتأقلم مع الواقع

فإن لم تفهم كيف تتعامل مع الأشياء الجديدة، فالأحرى بك أن تتعلم كيف تفهمه، أو تحاول أن تتركه حتى تفهمه ( الفهم للشيء الجديد يجب أن يتم إذاعته عبر كل الوسائل المتاحة)، وإن لم تفعل ذلك فمصيرك مجهول حتما، والفرد الذي لا يعرف مصيره فقد أضاع حياته وكل ما يملك، لأن المستقبل رؤية الحاضر له، وإن لم يكن فذلك الهلاك الحقيقي فالسير في الجديد المجهول كالسير على درب لا تعرفه وهو مليء بالألغام، ولا تعرف متى ستكون نهايتك، فكن فاهما مفكرا في التغيرات التي تطرأ كشيء جديد عن المألوف الاجتماعي، وستكون بخير، وقد يرافق فهمك وفكرك للتغيرات شيئا من المشقة في التعامل معها، لكن ذلك شيء طبيعي ونتيجة طبيعة جدا لشيء غير مالوف، وغير معروف سابقا، وإياك إياك أن تمشي دون أن تعلم أين أنت.. إياك أن تكون كذلك لأنه الجحيم بعينه والعذاب الفعلي، وليس بشيء أفضل للبشرية من ان تتماشى مع الجديد المتطور بشكل مدروس مفهوم لان الدراسة والبحث هي لُب كل شيء، وليس لي من قول آخر إلا التحذير من الواقع المجهول، لأن من عاش في الجهل دون نظر فقد ضاع، ومن طلب التطور بغير تماشٍ معه فقد خاب وانتدب حظه الملعون؛ لأن لا تطور بغير تماشٍ معه.. ويعتمد هذا التماشٍ على أسس يضعها المختصون في الامر.

فيديو مقال التغييرات الاجتماعية وتأثيرها على الفرد

أضف تعليقك هنا

كمال انمار

كمال انمار