الحاجة الى الفلسفة في زمن “كورونا”

نشرت صديقة لي عبر الواتساب، منشور تقول فيه، بأن شخص من حيها أقبل على الانتحار،وطرحت السبب بعد ذلك وكانت المفاجأة والغرابة، هو خوفه من إنتشار وباء كورونا، قد يبدو هذا الأمر غريبا، او غير معقولا، ولا شك في ذلك، لأننا نلاحظ هنا مفارقة واضحة مفادها أن الشخص أقبل على الموت، خوفا من الموت مرضا في احتمال ذيوع مرض كورونا.

ماذا تقول الفلسفة في مسألة العيش السليم؟

اعتراف لا بد منه: في هذه الحياة اذا اردنا ان نعيش بسلام وطمأنينة، لا بد لنا ان نرخي السمع قليلا ،ونفكر كثيرا في ما  تقوله الفلسفة في مسألة العيش السليم، وهنا اتذكر:

القاعدة الرواقية التي تقول” لا تسوء الأشياء ولكن تسوء فكرتنا حول الأشياء”.

الضجة الإعلامية السلبية والإيجابية حول الكورونا

هذا بالذات ما وقع مع المنتحر وهذا ما يقع مع الكثيرين، اذ لم يسوء الوضع الى هذه الدرجة التي تجعلنا نقبل على الإنتحار خوفا من انتشار المرض. لكن علينا ان نعترف أيضا بأن ذيوع بعض الخطابات والصور ومقاطع الفيديوهات..عبر مواقع التواصل من أخبار وتصريحان، منها ماهو زائف ومنها هو حقيقي وقد تكون خطابات دينية تجعل من الوباء فرصة للعودة الى طريق الحق والتوبة الى البارئ قبل ان بموت الشخص بهذا الوباء وغيرها من الخطابات التخويفية.

وهذه الخطابات بدورها ستجعل من المرض يشكل أمراضا أخرى ومنها امراض”الاضطرابات النفسية،،الخوف،الحزن،الوسواس،الرعب..”   لأن اللغة سلطة كما يقال وأن المفاهيم التي نستمعها هي التي تحدد نمط تفكيرنا وبذلك ستتحكم في تصرفاتنا وسلوكاتنا بنحو غير مباشر.

لنكن عقلانيين في المواقف الحرجة

حين أخاف من الفشل فهذا الخوف هو بدوره سيجعلني أفشل قبل أن أبد، أحيانا نخطئ لأننا نجعل من عقلنا يسوقنا  الى حيث يريد، ويصوغ أحكاما وتصورات قبل أن تقع مما تجعلها خطرا على الذات الانسانية في سلوكياتها وإفعالها..قد يكون الاستعمال اللاعقلاني للعقل هو الدافع الأكبر لتذمير الذات والإنتحار في الأخير.

كلمة للفيلسوف بوئثيوس: ” كل قدر هو قدر سعيد لو أنك تلقيته بثبات،ورباطة جأش”

أضف تعليقك هنا