الدعاية السياسة في زمن كورونا

بقلم: محمد العربي

يبدو واضحا للعيان أن الحرب البيولوجية الطاغية على المشهد العالمي حاليا هي حرب باردة تغيب عنها الأسلحة المدمرة ويطغى عليها استعمال سلاح جرثومي وميكروبي يدعى “كورونا”، هذه الحرب تهدف إلى هزيمة ونحر إرادة دول متقدمة وتهديدها وابتزازها سياسيا واقتصاديا ولحد الساعة لم يستطع الأطباء إيجاد دواء لهذا الداء بل وعجز المنظمون عن إنقاذ اقتصادهم فاختاروا إنقاذ شعوبهم من هذا الداء الفتاك.

استغلال الشعب الصحراوي تحت ذريعة الدعاية الانتخابية

لم تكن نية أصحاب الضمير هي نية الانتهازيين من المنتخبين الذين يخاطرون بخطى الوطن، ويتجرؤون على إكرامياته لفقراء الأمة محاولين توجيهها صوب فقراء دوائرهم الانتخابية من أجل كسب ودهم قبل منعرج الانتخابات المقبلة.
وبطبيعة الحال استغل مجموعة من المنتخبين المغاربة من بينهم منتخبين ممثلين للمداشر الصحراوية الوضع الحساس للإشتغال على دعاية إنتخابية سابقة لأوانها لكون الأرضية مواتية للتمثيل، على أن إكراميات الدولة وخيرات الصحراء نصيب لأصحاب المشهد السياسي دون غيرهم، وبالتالي الركوب على معاناة الشعب الصحراوي الذي لا ممثل له أثناء تقسيم الكعكة.

وحديثنا هنا عن الدعاية السياسية في هذه الأجواء العصيبة ليس الهدف منه وضع حجرة عثر في عجلة تنمية المناطق الصحراوية، أو رغبة منا في تطويق المساعدات، بل محبة في تصحيح ما نراه واضحا للمريد الذي لا علم له بأحوال الدنيا والمتعلق بالآخرة؛ لهذا نصبوا إلى وصول المساعدات إلى مستحقيها من أجل تماسك شرائح المجتمع، وزرع ابتسامة مؤقتة على شريحة مهمشة من الشعب المضطهد الذي تستنزف خيراته أمام أعينه في انتظار أداء ثمن هذه الابتسامة في الحرب السياسية والفوضى الغابوية المعلن عنها في السنة المقبلة، فهذه الدعاية الذي راح ضحيتها العديد من المواطنين منهم من فرح بلوحة إلكترونية ذو جودة ضعيفة ويصعب التمعن في شاشتها، ومنهم من تغير مزاجه الكئيب بكيس دقيق قيل على أنه مدعم، ومنهم من استبشر بمؤونة غذائية مهداة من أشباه الجمعويين والغرض منها التقاط صورة مع الضحية قصد التشهير والإعلام …

مجمل القول إن إستهداف الشعب الصحراوي تحت ذريعة الدعاية الانتخابية هو أمر مكشوف ومرفوض، ومباداراتكم التي سميتموها بالإنسانية فبينها وبين الإنسانية ما بين السماء والأرض، وكل ما تقدمتم به من مساعدات ما هو إلا خيراتنا وحقوقنا المهضومة، وسنقتصها من الأيادي الانتهازيين طال الزمن أو قصر.

بقلم: محمد العربي

أضف تعليقك هنا