الرحيل والعودة النهائية

من رحل فقد اتخذ قرار الرحيل الذي لا يكون بلا عدوة عادة وأسباب الرحيل عديدة وكثيرة ولكل راحل سبب أدى به الى الرحيل الذي أقسم فيه عدم العودة ثانية فيعمل وفقا لهذا القسم والوعد الذي أقسمه ووعد به مع نفسه أو أمام الجميع ..فمتى خرج القسم والوعد أمام الجميع وجب التطبيق والتنفيذ وان لم تكن هناك قدرة ونفذت من شقاء قسوة وألم الرحيل الذي يجعل منا كثيرا نندم ونود العودة وطرق الباب من جديد رغم كل شيء حصل وكان لكن القلوب ضعيفة ولا تطيق القسوة والبعد كثيرا.

الرحيل هو الحل الذي قرره من رحل

من رحل فقد وجد هذا هو الحل الوحيد أو الأول أو الأنسب أو الأخير أو الحل الذي وجده أمامه وقد رحل لتسرع وتهور منه ..رحل لعدم فهم منه وتقدير أدى به الى الرحيل الذي لن يسمح له بالعودة بسهولة وقبول عودته بعد الذي كان منه فليست كل القلوب تسامح وتنسى وتستعد للبدأ من جديد.

ان للرحيل قسوة وللعودة تلك الشفاء الذي يداوي الكثير من الأمراض والمشاكل والخلاف لكن الرحيل وقت الحاجة  يجعل منهم لا يقبلون عودتنا ولا يساعدوننا في اعادة الأمور بأقل ما كانت على الأقل أو قريبة كما كانت ..فألم الرحيل المفاجئ موجع والوجع يعلمنا القسوة والعناد الذي يصعب أمور كثيرة بين الناس وبين الراحل والعائد خاصة.

فقبل الرحيل لا بد أن نضع النقاط على الحروف والكلمات والجمل ضمن سطورها المناسبة لكي كل شيء واضح وبرقي وبأدب واحترام يخفف من صدمة الرحيل أو من حدة السبب والدافع الذي أدى بالأخير الى رحيل حتمي وضروري وسريع.

اجعل الرحيل أخر خياراتك وليس أولها

لا ترحل لأنك تريد الرحيل ولا تعود لأنك تريد العودة وأسباب الرحيل شبه منعدمة وأسباب العودة الحاجة الشديدة فهنا لن يتقبلك أحد وعودتك جرأة منك يرفضها الكثير بوضوح وبصريح العبارة ..فلا ترحل الا اذا كان الرحيل من شورى ومن تفكير ومن عدة محاولات ومن حكمة هنا لك الرحيل متى كان البقاء صعب وسيعقد الأمور أكثر ويجعل من الحياة مملة ومؤلمة فالرحيل حل من الحلول الجيدة التي لا تظهر نتائجها الى بعد حين وفي الأخير فهنا من الرحيل حكمة نافعة ومفيدة ستتأكد منها يوما ما.

أما لو كان الرحيل لأنك تريد الرحيل بلا سبب مقنع فعلي فرحيلك تهرب لا تفسير له وتفكير بنفسك فهنا الرحيل مرفوض ولا اجبار فيه على البقاء فمن قرر الرحيل فليرحل ولكن لبيس له العودة بنفس الطريقة التي رحل بها فهذا مرفوض ولا يعقل .

إن قررت العودة فلا تفكر بتكرار الرحيل

لك أن تعود ولكن العودة النهائية التي لا يتكرر فيها الرحيل ثانية ويكون فيها البقاء والمواجهة في حالة حلول بعد المشاكل والخلافات والأمور التي تستدعي الرحيل وان كان اضطراري ضروري فلا رحيل فالقلوب لا تقوى على الرحيل ثانية ولن تنفتح الأبواب ثانية فالطرقة الثانية لا يسمعها الجميع ..فمتى عدت ابقى على الدوام .

اذن قبل اتخاذ قرار العودة فليكن قرار نهائي لا رجعة فيه بالعودة النهائية التي لا يكون فيها رحيل بنفس الطريقة الأولى أو بطريقة مشابهة أو بطريقة جديدة أو حتى بطريقة شبيهة أو قريبة من طريقة الرحيل الأولى لكن الذي عاد قد عرف قيمة ما ترك ورائه وهو راحل وما قد خسر وقد تأثر كثيرا بعد أن ترك أثرا عند من تركهم ..أثر شديدا ومؤلم أكيد.

إذا أردت العودة فلا تعد من نفس الطريق من المحتمل أن لاتجد من ينتظرك

العودة النهائية مصير حتمي بعد قرار صحيح وبعد دراسة وتفكير طويل أدى الى العودة ..

لك أن تعود وان لم تجدهم في انتظارك فلا تفكر في الرحيل والعودة على نفس الطريق الذي أتى بك وانما اذهب الى مكانهم وأطرق بابهم وان لم يتم فتحه لا تفكر في الرحيل لحظتها وانما تذكر الأسباب التي جعلت منك تعود وتفضل العودة عن البقاء راحلا وبعيدا وحاول بارادة العودة وحماس العودة لكن من عدت اليه غاضبا وقد فتحت دفاتر وصور الماضي التي تركتها ورائك ورحلت بمجرد عودتك التي هي مفاجئة من الداخل أسعدتهم ومن الخارج يريدون منك الاثبات والدليل الذي يؤكد ويطمئن أن العودة هته المرة عودة نهائية لن يكون فيها رحيل .

فيديو مقال الرحيل والعودة النهائية

 

 

 

أضف تعليقك هنا