القاتل لا يهرب وإن هرب

المجرم وجرائمه التعسفية 

إن المجرم مجرم لسبب، ومن غير سبب، يكون مجرما بالفطرة.. ومجرم اليوم شديد القسوة، والعنف، ولا يعرف الرحمة، ومن وقف بطريقه ونهد بوجهه كانت ردة الفعل شديدة تندم الضعيف الذي تجرأ ونسف ريح تنفسه في وجهه الإجرامي بضعف لا بقوة تم النسف، إلا أن ردة فعل المجرم كشفت للأول الإجرام الحقيقي الذي قد يكون أول مرة يمارس ويظهر على هذا المسكين الذي هو مسكين فعلا من حظه الذي جعل منه ضحية مجرم قوي بالظلم والاجرام والأدوات الإجرامية التي يستعملها في جريمته التي تترك أثر حزين لدى الضحية وأهله وذويه.

ما تقاسيه الضحية من ذل وعذاب

أرواح الضعفاء الطيبين المساكين الفقراء اليوم أصبحت رخيصة جدا ولا ثمن لها بالعكس يفضل رحيلهم بقتلهم وطردهم الطرد البشع الذي يدل على أنه لم تبقى هناك إنسانية بقلوبنا ولا لها ضمائر.. أرواح المغلوبين لا سعر لها فهي مجانية والتعدي عليها مسموح ومباح لدى المجرمين الظالمين الحاقدين الأشرار دون وجه حق إلا أنهم أعطوا لأنفسهم الحب لسبب ولدونه وحتى أنه هناك من يؤجر مجرم قاتل لينتقم له من عدوه، ومن يكره ويريد له النهاية والموت والضرر، ويتم تنفيذ العملية وبإتقان وبسرية، وكأنه عمل صالح جيد يؤجر عليه وكله من أجل المال والمؤجر من أجل الانتقام أو الغيرة ولحقد شديد وكأن الضحية دجاجة أو حمامة يتم ذبحها بكل برود.

الكره جعل من الكثير أشرار ومجرمين محترفين، أماتوا القلب، وباعوا الضمير، وتاجروا بالإنسانية، وتعدوا على حرمة الذي لا ذنب له أو له ذنب الا أنه لا يستحق ذلك العقاب.

القاتل يقتل بلا وعي ولا تفكير 

القاتل يقتل بلا تفكير الا لأنه استعد لقتل من يريد ولسبب قد رأه هو كاف للقتل وأنه قوي، مع أن القاتل جبان وجد ضعيف، ومن جعل منه قويا لحظة القتل ذلك السلاح الذي يحمله والذي احتمى به واستعان به ليري جبنه وضعفه من خلال سلاح حاد وفتاك ومنهي على من حدد نحوه الهدف.. فيقتل لحظتها بكل شجاعة وبمجرد انقضاء لحظة ودقيقة القتل ورؤية المقتول غارق في دمائه وقد رحل من العالم والحياة بلا أجل وببشاعة تختفي تلك الشجاعة ويستيقظ القاتل مما كان فيه ويجد نفسك متورطا ولا بد له أن يستدعي العقل ليفكرا معا في طريقة هروب تجعل العفريت لا يعرف مكانه ولا يجد وبالفعل يصير القاتل يجري يجري ولا يعرف الى أين ذاهب.. ويجري ويجد له مكان إلا أن الروح التي تعدى علبها تلاحقه وتسحبه دوما إلى مسرح الجريمة، وإلى قلب الحقيقة التي تنكشف إلا من خلال ذلك القاتل الهارب الذي لا يهرب وإن هرب..

القاتل لا مفر له من مواجهة العدالة

القاتل لا يهرب وان هرب فهو لا يجد له مكان يؤويه ويخفيه عن الأنظار، فهو رغم الرحيل البعيد والبعد الكبير هو قريب وحاضر فالأرواح البريئة لا تترك حقها، ولا تترك القاتل يعيش بسلام وان كان بسابع أرض فهو محاصر وسجين وأسير لن يتحمل كثيرا سجنه الذي يفضل أن يكون في السجن المعروف على السجن المختبأ فيه .

القاتل لا يهرب وإن هرب فالروح البريئة قد أشفت السر وتركت قبل رحيلها ما يجعله ضمن الجريمة التي ببحث بسيط ومكثف ودقيق يكون على رأسها وأنه هو المنفذ دون اعتراف منه وانما برؤية الشهود أو برسالة بكلام بفعل بعلاقة تم فك كودها السر من المحقق .

القاتل لا يهرب وإن هرب فلا قوة على وجه الأرض تمحي علاقته بالجريمة وتزيل جريمته فهو مجرم والمجرم يعاقب بالقتل كما قتل ..الفاتل لا يهرب وان هرب فخطواته تاركة للأثر الذي يكشف العديد ويقف مساندا مساعدا للروح البريئة ..فتلك الطريق والمكان والأشخاص والوسائل المستخدمة المعتمدة في خطة الهروب واقفة ضد المجرم من اجل الضحية والمجرم لا يدري ولا يعرف أن حق الروح البريئة يتم دفعها بالدنيا قبل الأخرة.

لا تهرب إان قتلت فالعالم سيرفضك وأصحابه سيرمونك بالمكان الذي تستحقه ويناسبك وينتظرك.

فيديو مقال القاتل لا يهرب وإن هرب

 

 

 

أضف تعليقك هنا