المبادئ الإسلامية في عمليات تقويم الأداء

لما كان العمل جزء من العبادة فينبغي على العامل أن يستشعر وجود الله في العمل في أثناء عملة؛ وهذا المبدأ ينقل الفرد من التعامل مع الناس والعمل معهم الى مرحلة عليا وهي مرحلة الرقي للعمل  لوجة الله وليس في سبيل شئ ثاني.

ما هي المبادئ الإسلامية في المراقبة الذاتية بالعمل؟

المبدأ الأول : استحضار رقابة الله سبحانة في العمل:

الرسول صلى الله علية والة وسلم يوكد في الحديث الشريف أن عبادة الإنسان المؤمن لاتكون كاملة ومقبولة إلا باستحضار رقابة الله عز وجل فقد رؤية عن رسول الله أنة قال: الإحسان أن تعبد الله فإنك تراه فإنك أن لن تكن تراه فانة يراك[1]؛ وكذلك امتثال للرقابة الربانية على الاعمال جميعها كما في قولة تعالى :
(ما يلفظ من قول إلا لدية رقيب عتيد ) سورة :ق 18).[2]

وفي قولة سبحانة وتعالى : (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسة واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا) . سورة نساء 1 ).[3]

الآيات التي تربي النفوس على المراقبة الذاتية:

قد بين الله سبحانة وتعالى أن بعضهم يمارس الباطل قولًا وفعلًا مستترًا من الناس حياء وخوفاً ولا يستحي من الله وهو أحق بأن يستحي منه ويخاف عقابة لأنه معهم محيطًا بأحوالة حيث يقول الحق تبارك وتعالى : يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لايرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطًا ) النساء 108) .

وفي حديث رسول الله صلى الله علية والة وسلم في الموعظة قال: ايها الناس إنكم محشرون إلى الله عرات غرلًا وأنه سيىوتى برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فقال ربي أصحابي فيقال إنك لاتدري ما أحدثوا بعدك.[4] فأقول كما قال الله تعالى : وكنت عليهم شهيدًا. المائدة 117 ).[5]

ما الذي تصنعه الرقابة الربانية بالفرد؟

إن إدراك الرقابة الربانية تجعل العامل يبذل أقصى طاقاتة في العمل ويكون أكثر إلتزاما، وهذه الرقابة الربانية هي الرقابة الأساسية في الفكر والمنهج الإسلامي، وهي مرتبطة ارتباطًا كبيرًا بمدى قوة الإيمان لدى الإنسان المسلم فكلما كان الوازع الديني قويًا لدى الإنسان المسلم أحس بمراقبة الله له في أعماله وأفعاله وفي سره وفي علانيتة وخاف من عقابة وطمع في ثوابة إن هذا النوع من الرقابة لو عمل بها الإنسان المسلم وطبقها واتخذ فيها في دينة ودنياة لأصبح المجتمع المسلم في غنى عن الأنظمة والرقابة الوضعية.

المبدأ الثاني التقويم الذاتي :

التقويم الاسلامي قائم أصلًا بدافع الرقابة الذاتية لإرضاء الله تعالى (ونفس ماسواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس 7-10).[6] فالانسان اذا فعل شئ مخالف  لفطرتة يشعر بالتغيير والألم واذا خرج عن قواعد فطرتة يشعر بالضيق قال تعالى (ومن اعرض عن ذكري فله عيشة ضنكى )

حتى أن علماء النفس يرجعون أن الأمراض النفسية لجملة من الأسباب أهمها هو الانحراف عن الفطرة، كما يؤكد رسول الله على التقييم الذاتي والرقابة الذاتية على عمل الفرد قال رسول الله: ياغلام إني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فأستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لم ينفعوك الا بشي قد كتبة الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبة الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.[7] 

لذلك على المؤسسات الإسلامية أن تسعى إلى تقوية الإحساس الذاتي لدى العامليين وتنبهم على ضرورة مراقبة الذات وتقويم الفرد لنفسة قبل إن يقومة غيرة لأن الله سبحانة وتعالى مطلع على الأعمال كلها وما خفي منها وما ظهر.

المبدأ الثالث العدل:

– قال سبحانة وتعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )  الأنعام 152).[8] إن من العدل تقويم الموظفين بشكل موضعي نظامي لأعلى أساس مصلحي وعلى جميع الموارد البشرية في المؤسسة بمختلف المستويات الإدارية.

المبدأ الرابع الاستمرارية :

إن مايميز نظام تقويم الأداء الإسلامي أنه تقويم مستمر طول أيام العمل، ولا يترك الفرد حتى نهاية السنة ليتفاجأ بأخطاءه التي لايمكن أن يتلافاها مما يصيبة بأزمة قد تؤدي إلى ترك العمل، وفي ذلك في قولة تعالى : (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم ). تحريم 1).[9]

المبدأ الخامس : تقويم الصحبة (الزملاء ):

كما أن نظام التقويم الإسلامي يتميز عن غيرة من الأنظمة الوضعية لتقويم الموظف لزميلة في العمل وذلك عن طريق التناصح والتوجية والإرشاد وأهم وسيلة لتحقيق ذلك هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقول الحق تبارك الله وتعالى داعيًا طائفة من المؤمنين إلى الدعوة إلى الخير وبذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)آل عمران 104).[10]

إن هذا التقويم قد يلقى تجاوب كبيرًا في نفوس الأفراد حين يكون مبنيًا على المحبة والصدق والأمانة في النصح، لأن الفرد يقبل من صديقة ما لايقبله من غيره، كما قد يكون زميل العمل على اطلاع قبل الإدارة بتفاصيل العمل ويمكنة تصحيح الاعوجاج بسرعه تمنع من وقوع الخطأ وتضخمة.

المبدا السادس : احتمال مبدأ المقابلة في تقويم النتائج :

إن التقويم المستمر لأعمال الإنسان لايعوض عن التقويم النهائي بنتائج الأعمال حيث يذكر الله سبحانة وتعالى عبادة في يوم القيامة عندما يحشر الناس ويخبرهم بما فعلوا وأنه شهيد عليهم ويقول الحق تبارك وتعالى يوم يبعثهم الله جميعًا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ) المجادلة 6 ).[11]

إن الله سبحانة وتعالى جامع الناس جميعًا لتقويم أدائهم وعملهم ويقول رسول الله في ذلك: (لاتزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عمره فيما أفناه[12]، وعن علمه فيما فعل به ، وعن مال من اين اكتسبة ، وفيمن انفقة ، وعن جسمة فيمن أبلاه).

ينمي رسول الله في الحديث الشريف التقويم الذاتي للفرد استعدادًا للتقويم والحساب الأخير عند رب العالمين، إن مقابلة تقويم الأداء بهدف الارتقاء بمستوى أداء الفرد من خلال الوقوف على نقاط الضعف لتداركها ونقاط القوة لتعزيزها تعتبر من أهم وأرقى الأساليب المتبعة في تقويم الأداء وهنا يمتنع بعضهم عن إجراء مقابلة تقويم الأداء بحجة عدم توفير الوقت ولكن نتائجها الإيجابية تؤدي لتوفير الوقت الكلي للمؤسسة وتحقيق نتائج ملموسة.

 السابع المبدأ مبادئ التقويم:

في التقويم الإسلامي لاتأتي فرادًا ولايمكن لمؤسسة أن تعمل مبدأ وتهمل الباقي وتحقق النتائج الطموحة إنما يجب أن تكون متناغمه متكامله مع بعضها البعض لتحقيق الهدف الحقيقي من عملية تقويم الأداء هو الارتقاء بالمنظمة ككل.[13]

المصادر:

[1] . مصدر سابق.

  1. سورة ق :أية 18.
  2. سورة النساء: أية 1.

[4] . مصدر سابق، ص90.

  1. سورة المائدة :أية 117 .
  2. سورة الشمس : أية 7-10 .

[7] . مصدر سابق، ص101.

  1. سورة الإنعام : أية 152 .
  2. سورة التحريم :اية 1.
  3. سورة ال عمران: اية 104 .
  4. سورة المجادلة :أية 6 .

[12] . الخصال , جلد 1 , صفحه 253

فيديو مقال المبادئ الإسلامية في عمليات تقويم الأداء

أضف تعليقك هنا