الموسوعة العُمانية

الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان وأهميتها التاريخية 

تمتلك عمان شريط ساحلي يمتد لمسافة طويلة على خليج عمان وبحر العرب، وتتنوع طبيعة هذا الشريط من مكان لآخر ما بين الشواطئ الرملية والسواحل الصخرية، وتقع مسقط على شواطئ أهمها شاطئ القرم الذي يتميز بالهدوء ويزدحم بالزائرين، وكذلك شاطئ البستان الذي يقع فيه فندق قصر البستان الفريد، ورغم كثرة الشواطئ وتنوعها فإن ثلاثة أرباع مساحة الدولة تتكون من الرمال والجبال الشاهقة، ففي محافظة الداخلية على بُعد 200 كلم من العاصمة يقع جبل الشمس الأكثر ارتفاع، وهو أول ما تشرق عليه الشمس وآخر ما تغيب عنه في الدولة، ويتميز باعتدال درجة الحرارة في الصيف بحيث لا تتجاوز 25 مئوية، وبفضل مناخه يقصده السائحون من كل مكان.

وفي نفس المحافظة يقع كهف الهوتة الذي يمتد عمره لأكثر من مليوني عام، ويمتد الكهف لخمسة كيلومترات في الجبل، وتقع فيه بحيرة السمكة الكبيرة التي تعيش فيها أسماك الجارة العمياء.

وفي نفس المحافظة تقع ولاية نزوى التي صُنفت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2015، وكانت عاصمة للدولة في الحقب الغابرة، وتعرف قديما ببيضة الإسلام، وبها أماكن سياحية وأثرية عتيقة كقلعة نزوى.

وتحتفظ مدينة نزوى بالكثير من التراث الذي لا تزال تعيشه، حيث تعتمد في الزراعة على نظام الأفلاج، وهو وسيلة الري القديمة التي وصلت إلى البلاد منذ حوالي 600 سنة قبل الميلاد عن طريق الفرس، ويقع في المدينة سوق قديم للمنتجات المحلية، وكذلك سوق الماشية الذي ينظم أسبوعيآ، ويقصده المنَمُّون من كل النواحي لعرض ماشيتهم.

السياحة والتنزه في عمان

تجمع عمان بين جمال الطبيعة والعمران ووسائل الاستجمام والراحة، ولا تنقطع عنها رحلات السياحة في جميع المواسم، لكن فترة الخريف الذي يصاحبه المطر الكثير تكون صلالة جنة الدنيا فيقصدها الناس من كل حدب وصوب وقد ساهم مطار صلالة الدولي بجذب الزائرين للمدينة الأجمل في السلطنة، فأصبح يزورها في فترة الخريف 300 ألف سائح؛ 2000 منهم أوروبيون، وهذا العدد يضاعِف عدد سكان المدينة الأصليين.

وفي فترة الخريف تكاد دُلْحُ الدِّيم أن تعانق التراب فتصبح الأرض مخضرة، وتجري الشلالات الصخرية والعيون الجبلية، وتكون درجات الحرارة معتدلة، ولا ينقطع الرذاذ من السماء، فتزدحم صحراء صلالة بالخيام العربية والتجمعات العائلية بغرض الراحة والعيش في جمال الطبيعة الخلابة.

أشهر الحيوانات الموجودة في عمان

لا تزال عمان ملاذا للكثير من الحيوانات الوحشية النادرة التي تحتاج للشجر النادر في البراري الهادئة، ففي جنوب مسقط تعيش الغزلان العربية بكثرة وتبذل الدولة جهودا كبيرة في المحافظة عليها، وتشكل فرقا لحمايتها من هواة الصيد البري، كما يقول حامي الحيوانات علي الغاداني.

وفي وسط الصحراء بعمان تسكن ظباء المها بعدما جابت الكثير من البلدان والصحاري في المنطقة العربية وأوشكت على الانقراض، وقد وجدت المها العربية عناية خاصة من وزارة البيئة العمانية فأقامت عليها محميات كبيرة وشكلت لها فرقا من الخبراء وأطباء البيطرة من أجل العناية بها، وتعمل لجان الحماية بشكل دائم من أجل حمايتها من مخاطر الصيد، كما سنّت الدولة قوانين رادعة لمن يعبث بهذه الحيوانات النادرة، لكن زاهر سليم العلوي -وهو طبيب بيطري- يرى أنه لا بد أن يصدر قانون يعاقب بالسجن مدى الحياة لمن يحاول صيد المها حتى يرتدع الناس عنها.

وعلى مرتفعات جبال ظفار تعيش الفهود العربية النادرة التي تعتبر الأكبر في العالم، وتتخذ من الجبال العالية مساكن لها، وتلقى اهتماما وعناية من قبل حماية الطبيعة والحيوانات، أما الطيور المهاجرة بمختلف أنواعها فإنها تعيش بكثرة على ضفاف شواطئ جنوب غرب عمان، كطائر النحام والواق الصغير، وتعتبر بحيرة خوري من الأماكن القليلة التي تستحم فيها الجِمال، وتقع هذه البحيرة تحت قلعة بامهورام التي يرجع تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد.

فيديو مقال الموسوعة العُمانية

 

 

 

أضف تعليقك هنا