السعودية تجمع بين أصالتها وحداثتها

ستُخاصِم أجيالٌ عربية طالعة إلى أيامها الجديدة مترددين كثر في هذا عالمنا العربي، مترددين أحجموا على قبول رغبات حداثة ترفعها السعودية الجديدة، وهي حداثة أثارت جدلًا مفاجئًا لما بزغت دفعة واحدة، ومن دون سوابق انذار

ما تأثير النمطية العربية على الحداثة والتطور؟

ربما نمطية عربية قديمة ما تزال تعبث بعقول  ضعيفة عن سعودية  من زمن قديم…! السعودية وكأن قدرها أن تظل خارج أطر مستلزمات حداثة عالم لا يرحم! ولأن حداثة السعودية هي حداثة للعالم العربي، تمامًا كما أن ظلامية السعودية هي ظلاميات للعالم العربي برمته….! و لعل نكوصًا اسلاميًا  فيما سمي بالإسلام السياسي قد لقي  قواعد فكرية في تجليات إرث وهوية في السعودية التي كانت، ويراد لها أن تظل لظلامي العرب و إمبريالي  الغرب!

ستخاصم أجيال عربية طالعة لأيام الحداثة القادمة من السعودية، أولئك المترددين في ضعف استيعابهم لما يجري وعدم ادراكهم ما يرتفع  من أمانٍ تلوح من فوق صحاري قاحلة حداثيًا منذ قرون وأزمنة، وإن كانت صحاري قد سطع فيها أرقى تجليات الحداثة الأولى في قرون قديمة جدًا.

كيف للسعودية أن تواكب الحداثة؟

ماذا  حدث ياترى؟! لتأتي السعودية في الألفية الجديدة وتستجدي حداثة من خصوم لها ماكرين، ومتزمتين كثر وظلاميين هنا وهناك، و بعض عرب لا يردون أن تغدو السعودية بمقاسات عصرنة ثقافية وإبداعية وفنية بمختلف مشارب ومصادر الحداثة، لعل إجابات هذا السؤال يكمن في السعودية القديم، التي قبلت أن تلعب أدوارًا تراثية وأدوارًا  أصولية دائمًا.

وكأني بها لا يسمح لها بغير إبداء وجوه تاريخ تراثي قديم وعادات قبائل في مأكل ومشرب ويوميات وقصص لا تفنى وكأن أجيالًا من السعودية ممن تناوبوا على تلك الأرض كان قدرههم أن يظلوا  يستنزفون بين مدح ودم، وبين قدح وإثراء على امتداد الدهر!.

فلم تقلق حداثة  تروم الانعتاق من بقايا تراثيات وأحكام تاريخية لا علاقة لها بعقل و لا تطور بمقاسات تيارات جديدة  لم لا يراد  للسعودية أن  تضع أجيالها على محطات الحداثة ياترى؟! ولم يريدونها أن تظل تحت طوائل تزمت ثقافي وحياة خارج مقتضيات عالم يتطور كل يوم؟! لم لا يريدون مسرح وسينما وعروض موسيقي وكتاب في السعودية؟!

السعودية تجمع بين أصالتها وحداثتها

لفهم ما يجري؛ يجب إدراك أن الحداثة السعودية التي تُحارب الآن، كانت مأمولة منذ زمن في عيون أجيال السعوديين المتفتحين على ثقافات العالم، وقد استلزمت وقتًا للإسقاط أثقالًا ومحاذير ظلت تعاند هذا الانصهار الحداثي بمقاسات ثقافي وفكري ورؤى جديدة واجهت اكتفاء وتخم تنظيري اسلام جعل كل شيء ربما بلا معنى.

وافقد معاني  العصر عن كثيرين من الحالمين هناك، فقد كان تخم تنظيري اجتماعي و حقوقي،  إساء للمرأة وهمش فنون وقيد حريات ونهب أموالًا بلا طائل، ربما أغلبها كما تقول تقارير أخذت إلى أماكن غدت تعامل السعوديين كأعداء حداثة  وانفتاح.

لقد كانت مقاسات ضيقة جدًا، فلم تستوعب تطور و لا مطالب أجيال صاعدة، لذا جاءت الحداثة السعودية الراهنة  كضرورة مستلهمة ما كان، وهي حداثة شاعرة جدًا، بمحاذير اليوم التالي لكنها متقدمة إلى حلباتها بجرأة ومجابهة  ثقافية، بما تملكه السعودية من تراث عظيم، يغار منه الكون برمته…!

التطور في السعودية ولحاق ركب الحداثة

أعتقد أن ما تجلى من حداثة هنالك كان منتظرًا لاستدراك خجل ماض أسقطت فيها الثقافة الحجازية بمكر ودهاء أقول منتظرًا لأن الشعوب لا ترضى أن تظل تحت قيود سطوات تقولبٌ الأشياء بهوية قديمة، وقد جاءت دفعة واحدة  حقوقًا أعطيت دفعة واحدة.

وانفتاحًا ثقافيًا  طلع دفعة واحدة، وكسرًا لما كان مغلقًا وما أوصدت أبوابه وما قلصت فرصه وحجبت فضاءاته  وشوهت جرأته، وهي رسالة حداثة سعودية جاءت بفعل الصدمة، فلا داعي للانتظار أكثر؛ لأن عالم آخر متربصًا لا ينتظر والسعودية في عيون ذاك العالم ، هي اقتصادي، وسياحي وثقافي وحقوقي، يرفض أن ينتظر أكثر مما  أنتظر.

فيديو مقال “حداثة سعودية جديدة” لم تُحارب؟!

أضف تعليقك هنا