رسالة إلى العزيز (١)

بقلم: يوسف محمدين محمد

حقيقة المثقفين خلف صفحات الفيسبوك

أيها العزيز..

الفيسبوك وأنا أشرب المشروب الساخن ذا اللون الأسود ما أردت ذكر أسمه إلا تفادياً لهمزات ولمزات بعضهم، وحتى لا يتقول عليّ البعض بحجة أني أروج لنفسي كإنسان مثقف يحتسي القهوة، فالقهوة لا علاقة لها بالثقافة أبداً وأجزم على ذلك إلا أن البعض يربطونها بالمثقفين، أنا شخصياً أعرف أحدهم لا يحتسي القهوة -المعذرة هو لا يحتسي القهوة- ولكنه مثقف جداً يفضل المديدة عليها، ويعشق الشاي الأخضر بالنعناع.

إن ما يروج له المثقفون من منشورات في الفيسبوك هذه ليست حقيقتهم، البعض يدعي الشيوخانية.. وما أكثرهم! وهو ليس كذلك، لا تمضي سوى دقيقة على منشوره إلا وتجده غارقا في بحره الملوث، متعصب يسب ويكشف عن معدنه بحيث لا يدري في منشور غيره، أنصحك بأن تقرأ التعليقات بتأن حين يصادفك شيخ، أو داعية فيسبوكي، أو من يدعي الإيمان في الفضاء الأزرق، وأنصحك بتفعيل خاصية لقطة الشاشة “اسكرين شوت” في هاتفك؛ ليكون لك حجة على تناقضاتهم، وستحتاجها يوما.

الأدب ليس حكرا على من يدعي الثقافة

أنا أكتب ولست أديبا، وأنت تعلم ذلك، ولست بكاتب أيضاً، ما تلك الخربشات إلا محاولة لأفرغ شهوة خواطري على الورق أو الهاتف دون أن تتقد نار الشهوة فيها، مقيدة بقوانين لا أصل لها في شريعة الإنسان، فالشرائع يا عزيز مقسمة، شرائع تذعن لها شرائع أخرى، وتخضع لها، ولأننا أناس لابد لنا أن نكون شرائعنا، وهذا ما لا يتقبله الواهمون من الناس باسم الدين، أو الجاعلون من أنفسهم خلفاء الله في الأرض بلا تفويض إلهي مكتوب، ولا حتى تفويض شفهي.

“للأدب دولة الفلاسفة ملوكها والشعراء أمراؤها، وللفكر سلطان لا قيد لصولجانه ولا لون لرايته.” “فليكس_فارس”
الأدب فن، وليس قلة أدب الذي لا يتذوق الفن في الأدب لا لوم عليه، فتذوقه رزق، والأرزاق قسمة ونصيب، لهذا هم لا ينكرون الأدب بل ينكرون ذواتهم، ينكرون ما يفكرون به في أركان غرفهم، ينكرون ما لا يستطيعون اليه سبيلا، ثم يأتون ليخبروك أن هذه قلة أدب، وليست أدب، كبِّر عليهم أربع وقل لهما سلاما.

وما قاله كارل ساغان لنقف عليه برهة فهو يوحي بالكثير: “لو راقب أحدهم كوكبنا ونحن نهتف “الكون مخلوق لنا! نحن محور كل شيء!” لأصر أن هذا يجب أن يكون كوكب الأغبياء”.

بقلم: يوسف محمدين محمد

أضف تعليقك هنا