رساله إلى أهل العنصرية والعِرق الجاهلية

إلى من يكثر من قول فلان قليل أصل وفلان ماهو قبيلي وفلان نسبه وضيع وفلان…وفلان….إلى من يرفضون تزويج فلان من الناس لأنهم أرفع منه نسبًا وهو عندهم وضيع النسب.

إلى من يتفاخرون بأنسابهم

قال الله تعالى:(إن أكرمكم عند الله أتقاكم … ) الحجرات: 13 .قال شيخ الإسلام ابن تيمية:” ليس في كتاب الله آية واحدة يَمدَحُ فِيهَا أَحَدًا بِنَسَبِهِ، ولا يَذُمُ أَحَدًا بِنَسَبِهِ، وإنما يَمدحُ بالإيمانَ والتقوى، ويَذمَ بالكفرِ والفسوقِ والعصيان ” .مجموع الفتاوى 230/35.

وقال صلى اله عليه وسلم{ لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيِّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ إلَّا بِالتَّقْوَى . النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ }.

وقال عليه الصلاة والسلام( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ـ [ومنهن ]الفخر بالأحساب).

رأي العلامة ابن عثيمين في التفاخر بالأنساب

قال العلامة العثيمين رحمة الله عليه رأيي في ذلك أن التفاخر بالانساب من دعوى الجاهلية وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء .أنتهى

الفرق بين القبيلي والخضيري والموالي والعجم

سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز ما معنى قولهم قبيلي وخضيري؟ج: هذه مسألة جزئية، وهي معروفة بين الناس.

القبيلي

هو الذي له قبيلة معروفة ينتمي إليها كقحطاني وسبيعي وتميمي وقرشي وهاشمي وما أشبه ذلك، هذا يسمى قبيلي؛ لأنه ينتمي إلى قبيلة، ويقال: قبلي على القاعدة، مثل أن يقال: حنفي ورَبَعي وما أشبه ذلك، نسبة إلى القبيلة التي ينتمي إليها.

الخضيري

والخضيري في عرف الناس في نجد خاصة – ولا أعرفها إلا في نجد – هو الذي ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها، أي ليس معروفًا بأنه قحطاني أو تميمي أو قرشي، لكنه عربي ولسانه عربي ومن العرب وعاش بينهم ولو كانت جماعته معروفة.

المولى

والمولى في عرف العرب هو الذي أصله عبد مملوك ثم أعتق.

العجم

والعجم هم الذين لا ينتسبون للعرب يقال: عجمي، فهم من أصول عجمية وليسوا من أصول عربية، هؤلاء يقال لهم أعاجم.

الحكم في دين الله أنه لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى

والحكم في دين الله أنه لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى، سواء سمي قبليا أو خضيريا أو مولى أو أعجميا كلهم على حد سواء، لا فضل لهذا على هذا ولا هذا على هذا إلا بالتقوى؛ كما قال ﷺ: لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلا بالتقوى، ولا فضل لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، وكما قال الله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى َوجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13].

من عادة العرب قديما أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها

لكن من عادة العرب قديما أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها، ويقف بعضهم عن تزوج من ليس من قبيلة يعرفها، وهذا باق في الناس. وقد يتسامح بعضهم، يزوج الخضيري والمولى والعجمي، كما جرى في عهد النبي ﷺ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام زوج أسامة بن زيد بن حارثة  وهو مولاه وعتيقة زوجه فاطمة بنت قيس رضي الله عنها وهي قرشية، وكذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهو من قريش زوج مولاه سالما بنت أخيه الوليد بن عتبة ولم يبال لكونه مولى عتيقا.

وهذا جاء في الصحابة  وبعدهم كثير، ولكن الناس بعد ذلك خصوصا في نجد وفي بعض الأماكن الأخرى قد يقفون عن هذا ويتشددون فيه على حسب ما ورثوه عن آباء وأسلاف، وربما خاف بعضهم من إيذاء بعض قبيلته إذا قالوا له: لم زوجت فلانا، هذا قد يفضي إلى الإخلال بقبيلتنا وتختلط الأنساب وتضيع إلى غير ذلك، قد يعتذرون ببعض الأعذار التي لها وجهها في بعض الأحيان ولا يضر هذا، وأمره سهل.

الأفضل اختيار من يصلح للمصاهرة لدينه وخلقه

المهم اختيار من يصلح للمصاهرة لدينه وخلقه، فإذا حصل هذا فهو الذي ينبغي سواء كان عربيا أو عجميا أو مولى أو خضيريا أو غير ذلك، هذا هو الأساس، وإذا رغب بعض الناس ألا يزوج إلا من قبيلته فلا نعلم حرجا في ذلك. والله ولي التوفيق[1].
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/146).

قلت: ولو أنك أيه المتفاخر باصلك وفصلك ترجع إلى الاصل ستجد أن كلنا من تراب وأبونا آدم وأمنا حواء وكلنا سنرجع إلى بين التراب فراجع نفسك واعلم أن كلنا لآدم وآدم من تراب.نسأل الله العافية والسلامة

كتبه أبو عبدالرحمن عبدالله بن علي الحبسي 28 صفر 1439

فيديو مقال رساله إلى أهل العنصرية والعِرق الجاهليه

 

 

 

أضف تعليقك هنا