رعب الكورونا – #الأردن

أي لعنة تلك التي حلت بنا، سيكب التاريخ يوماً عن هذا الوباء
لا أعلم إن كنت سأقرأ ما سيُكتب عنه
ولا أعلم كم سيُدون عدد ضحاياه

نحن نجهل ما الذي ستنطوي عليه الصفحات القادمة..!!

لست أدري كيف سيتشكل النظام الدولي بعد هذا الوباء، أجهل درجة الحياد بنقل صورة واقعية لحياتنا في ظل هذا الوباء، لكن ما أعلمه جيداً أن بلادي رغم أنها ليست الدولة العظمى وليست الأقوى إلا أنها الأفضل، ما أعلمه أن بلادي الصغيرة التي تشرع أبوابها لأبناء كل من فلسطين وسوريا ومصر والعراق وغيرها

تقف اليوم صامدة بوجه هذا الوباء، وأن بلادي التي ترتب عليها ديون تصل ل30 مليار دولار تراهن اليوم بكل شيء من أجلنا نحن، وبأن الجيش الأردني الذي يقف اليوم في شوارع العاصمة ومدن الوسط والشمال والجنوب يسطر بأن أحفاد أبطال معركة الكرامة يعدون العتاد ليسطروا أسماءهم أبطال الإنسانية.

كيف استطاع فيروسٌ صغير أن يقيدنا دونما أغلال؟

كنت أعتقد بأن القبضان وحدها تسلب الإنسان حريته، لسنا خلف القبضان ولسنا مقيدون ولا نشعر بالحرية إنها المرة الأولى التي يعلن بها حظر التجول في بلادي، لطالما دوماً تغنت بشعارات الأمن والأمان، نعم إنه طريق الأمان، إن خرجنا من هذه المحنة سيكتب التاريخ بأننا تجاوزنا أزمة دولية بأقل الخسائر

سيكتب التاريخ بأننا سطرنا بطولة في معالجة الأزمة، فهل سنرويها لأحفادنا بأنفسنا؟

إن الأردن قد نافست الدول العظمى بوضع استراتيجية ناجحة لإدارة الأزمة، سنروي لأحفادنا كيف انتصرنا في هذه الأيام مسطرينها في خانة الإنجازات، سيكتب بأننا الجيل الذي عاشر الوباء في شبابه، وبأن جيل الببجي قد تحمل المسؤولية حينما أجبرته الظروف، وكيف تقاسمنا كسرة الخبز.

تاركين خلفنا كل عوامل التفرقة مدركين بأنها ليست لعبة صفرية إنما هي معركة التعادل، إن نجينا، نجينا جميعاً وإن هلكنا هلكنا جميعاً، سنجد تاريخاً حافلاً بالإنجازات يستحق أن نردد ألا ليت الشباب يعود يوماً، سيكتب كم احترقنا من أجل أردن أفضل من أجل مستقبل مشرق.

وإن هلكنا فيها سيكتب التاريخ بأننا الشعب الذي أباده الغباء قبل الوباء، وكنا نستحق كل أشكال البلاء، سيكتب كيف رسمنا طريق الهلاك بأيدينا، وأن بلادنا لم تترك طريقاً للنجاة إلا وأخذت به وقد استهترنا حتى هلكنا.

فيديو مقال رعب الكورونا

أضف تعليقك هنا