كفى تيها

مهلا أيها الكادح..التقط شيئاً مما ماتبقى من أنفاسك والزم بيتك الذي هجرته مرارا مبررًا غيابك في رحلة البحث المتواصل عن مفردة أكون بخيرها وشرها ،لعلنا نجد في عزلتك فرصة للتواصل معك ولكن عن بعد.

علنا نقتص جزءا من وقتك الثمين المهدر على طاولة الوهم وأنت تجلس في حديقة الأحلام تستنشق نسمات النجاح الذي تزعم أنك بلغته، مرورا بمحطات الفشل التي توقف تيهك عندها لن نطيل عليك راجين أن لا تكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا فالخير باق وباب التوبة مفتوح والله جل في علاه رحيم بعباده.

هذه المرة لن نجاملك فأنت كما أنت لم تتغير

هذه المرة لن نجاملك فأنت كما أنت لم تتغير ، وأهم من أخبرك بأنك تغيّرتَ مع تقبلنا لسنوات مضت من عمرك زاد فيها رصيدك في التجربة بحلوها ومرها لتعيش كغيرك تحت وطأة منها نتعلم ..ترى ما مكتسبات رحلتك بعد تمشيطك الكرة الأرضية سعيًا للرزق ، أي طريق غامض سلكته بلاهواده تخليت فيه من جشعك وغفلتك حتى عن البوصلة ، فلا دليل لوجهتك ، لا يعنيك سوى الركض خلف حلم تزعم أنه تحقق تارة و خلف سراب تارات ، مفتونا ب(فهلوتك) وقوتك وبذكائك وسرعة بديهتك وعلاقاتك الواسعة التي نسجت من خيوطها التي يراها غيرك أوهن من بيت العنكبوت ضانا بغرورك أنك وصلت عبرها لمبتغاك نحو القمة رغم أنك تراوح بالمكان.

الواقع أثبت ذلك فأنت لا محالة إنسان ضعيف

والواقع أثبت ذلك فأنت لا محالة أنسان ضعيف لاحول لك ولا قوة ..وخلال تلك الحقبة من عمرك حتى يومنا هذا إلى أين ذهبت ولماذا عدت محملًا بكل هذا الشقاء والتعب معللا توقفك القصري استراحة محارب.

ترى ما مساحة الأولويات وتجارب الناجحين في شتى المجالات في حياتك والتي فيها ما فيها من الدروس والعبر أم ستدير ظهرك كعادتك مرددًا لايوجد مايستحق ..يمضي العمر ويبقى الأثر..متناسيا أن الحياة تبتسم فرحا لقلوب فهمت معنى الحياة والتفاؤل فهذا العالم لن يتغير بالـنسبة لك حتى تغير نفـسك وتقضي على الوهم الذي استوطن في داخلك.

ابحث عن السعادة ولو كانت لحظة

ابحث عن السعادة ولو كانت لحظة وامضِ في طريقك متسلحا بالقناعة والقبول بعطاء الرحمن الحياة لا تمنح إلا لمن يريد و يقدر ولمن ملأ الحب قلبه وسكن الإيمان والسلام الداخلي روحه وغمر النور والطمأنينة بصيرته..وتذكر فإن سعيك بلا روية ييستبدل سعادتك بالشقاء ويزيد مساحة التعب والعناء في مشوارك.

ثمة حياة أكثر إشراقا وجمالًا تبدأ بذكر الله والتوكل عليه

وختاما ثمة حياة أكثر أشراقا وجمالًا تبدأ بذكر الله والتوكل عليه صباح مساء ..ولحظات متوجة بالخير والبركات مفعمة بأمر الله ببر الوالدين والالتفاف حول محيطك وسياجك الأول ..أسرتك ..واحتضان الجميع وأن لا تعيش أنانياً من أجل نفسك .. بل تذوق طعم إنسانيتك وطالعها في عيون غيرك وتذكر دوما ما مافاتك لم يخلق لك، و ما خلق لك لن يفوتك.

فيديو مقال كفى تيها

أضف تعليقك هنا