كورونا في بلدنا نحن

الكورونا يكشف حقيقة الناس الزائفة

كورونا في بلدنا نحن غير كورونا عند الآخرين!
كورونا عند الآخرين تعني: اتحاد جماعي، محاولات لا منتهية إيجاد الحلول المناسبة لمحاربة هذا الوباء، جهود من هنا وهناك: من سلطات، ورجال أعمال، ومشاهير..الخ، أما عندنا نحن، فإنها مجرد غشاوة حجبت على عقولنا البسيطة التفكير عن ما المعمول! هذا بالطبع لو افترضنا جدلاً أنه لدينا عقولا من الأصل مع كامل احترامي..
-أي شعب من بين الشعوب نحن بهذا الجشع واللامبالاة، وحب الذات إلى هذا المستوى يا معشر المغاربة؟
-اين محل المواطنة فينا من الإعراب أتساءل دائماً، بسلوكياتنا في هذه الآونة الحرجة؟
-أين القيم الإنسانية؟
-وأين؟..و أين؟..

فشكرا لك يا كورونا على كل هذا، فلقد برهنت للجميع أننا لا نستحق كلمة إنسان… أننا مجرد كائنات نرزق! ومن الآن فلا داعي من طلب أي عمل تطوعي يخدم صالح البلاد والعباد! ولا داعي لاستقبال أي نصيحة من أحد مهما كان! لأننا ومع كامل الأسف، إثر حل هذا الوباء، برهنا للجميع على مدى الانتهازية والأنانية الساكنة في نفوسنا أجمعين، بمختلف شرائح المجتمع للأسف الشديد، أنا لا أعمم! ولا أستثني أحدا!!

هنا بالضبط قد أتفق مع المقولة: أننا حيوانات ناطقة، تبدو لي هذه المرة واضحة وضوح الشمس أنها صحيحة 100/100، باعتبار أن الكل أصبح يتناقض، ويتسابق، ويخادع، ولا من ذرة قيمة من قيم هذا الإنسان تراها في هذا المجتمع… فأين العقل هنا بهذه التصرفات؟

انشغال الناس بالكورونا وتغافلهم عن المطالبة بحقوقهم

هناك شعوب تعرضوا لكوارث كبيرة، ولكنهم تعاملوا معها بعقولهم بنوع من اللباقة والرجولة أو ما شابه ذلك، إلا نحن فلم كل هذا التخويف والترهيب المبالغ فيه.. أنا هنا لا اريد التكلم على المعتقد الديني! لكي لا أدخل في متاهات غير متناهية، يكفي هذا..

تمنيت من أعماق قلبي كل هذه التحركات والانفعالات في المتاجر وسوبر ماركات المبالغ فيها من جل المغاربة، بسبب وباء كورونا الذي ضرب العالم بأسره، لو كانت من أجل حقوقهم المهدورة، أو من أجل مسؤوليهم البرلمانيين، أو منتخبيهم، أو. أو… لكان الحراك أحسن بكثير من هذه الهمجية غير المسؤولة وغير الواعية من الجميع، إلى أي حد سنبقى هكذا؟ ألا يكفي ما نحن بصدده من الأزمات؟ ومن التخويف؟ ومن اللامبالاة؟ 

لقد غسلت عقول المغاربة في هذه الألفية الثالثة غسلا غير مسبوق، وأصبحنا أنانيين وانتهازيين ولا مبالين حتى أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك إذا نظرنا بأعيننا جميعا إلى ما كنا عليه سابقاً، نرى تحسنا نسبيا في معيشتنا على الذين سبقونا في هذه البلاد.

ما هذا الوباء المعنوي الذي أصاب عقولنا؟

الكل يتكلم ولا من أحد مهما لديه من المسؤولية، قادر على فعل أي شيء عملي، ونكتفي كالعادة دائماً بالكلام، ولا شيء غير الكلام استسمح اللغو، فترانا نتكلم عن أي مشكل ولو بسيط جدا، ولكن الطامة الكبرى هو أن لا من أحد قادر على تفعيل ما يقوله بشكل أو بآخر.

حال هذا الوطن أصبح لا يطمئن تماماً، من مواطنين ومسؤولين وحكام.. فلقد تبدل حال المغاربة جمعاء إلى الأسوأ عن حال أجدادهم وأسلافهم السابقين، من شجاعة وإخلاص ومسؤولية حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من فناء جمعي لهذه الهوية الوطنية المغربية الضاربة في عمق التاريخ البشري..

إن الكيان المغربي لو لم ينتبه لهذه الأمور المعنوية بالخصوص، والأخلاقية عموماً لذهب في خبر كان.. بقول الشاعر: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 فيديو مقال كورونا في بلدنا نحن

أضف تعليقك هنا