كورونا والتغيير

نظريات مختلفة حول سبب انتشار فيروس كورونا 

الفيروس التاجي لم تقتصر سرعته فالانتشار وعبوره للقارات، وكأنه يتنقل من منزل إلى منزل في حي من الأحياء بل رافقت انتشاره موجه من النظريات والمؤامرات والتساؤلات: فالبدايه قيل بأن سبب انتشاره هو بعض الحيوانات التي يأكلها الصينيون أو بسبب اختلاطها بالإنسان فاستطاع الفيروس أن يتكون ويطور نفسه لينتقل إلى الإنسان، ولكن ما لبثت أن تلاشت هذه النظريه بعد أن أطلق محبي نظريات المؤمرات روايه أخرى أن الفيروس ما هو إلا سلاح بيولوجي جرثومي أمريكي تحت التجربة أو فعلا تم استخدامه ضد الصين لاستهداف اقتصادها وإخضاعه وإضعافه ووقف صعوده لتحافظ أمريكا على مكانتها وتبقى راعيه اقتصاد العالم…!!!

فيما ظلت هذه النظريه ساريه وتنتشر يعززها بعض التصريحات والتعليقات من الكثير من السياسيين والمحللين حتى أعلنت الصين أنها تمكنت من احتواء الفيروس بشكل مفاجئ والقضاء على انتشاره حتى أنها لم تسجل أي حاله أصابه في يوم واحد… بعد هذا الإعلان ظهر فصل جديد في سلسله مؤامره الفيروس التاجي تتهم الصين بأنها المنتج والراعي الرسمي للفيروس وذلك من أجل إثارة الذعر والخوف لدى المستثمرين الأجانب والاستحواذ على أسهم شركاتهم بأبخس الأثمان..

بين تلك النظريات يرى آخرون أن هذا الفيروس ليس كما يعتقد البعض هو نتاج صراع على زعامه العالم بين الدولتين الأعظم اقتصاديا، بل هو صراع حقيقي بين البشريه وفيروس كورونا ليس له أي حسابات دوليه.

ينبغي فهم الواقع جيدا وامتلاك رؤى بعيدة لتخطي أزمة كورونا

دعونا من كل ما يقال من روايات صدقت أم لا فالحقيقة أن لا شأن لنا بهذا…. فإن كان صراع الكبار فنحن متفرجين وسنتحمل تذكره المشاهده وما بعدها…. وإن كان صراع بشري ضد الفيروس سنتحمل أيضا جزء من هذا الصراع…. فمحلنا من الإعراب واضح ولن يتغير مهما تغيرت الجمل والعبارات.

من الجدير بنا حقآ أن لا نستفيض في نظريات المؤامرات كما يحلو للبعض التحدث بها ليل نهار…. وإنما أن نقف امام ما يحدث فعلياً بعيداً عن المتسبب والفاعل والمفعول به والمفعول لأجله… فهذا كله لن يغير محلنا من الإعراب كما أسلفت سابقاً… بل الأجدر أن نبحث تأثيرات هذا الصراع علينا اجتماعيا واقتصاديا وصحياً وفي جميع النواحي والمجالات…. فنتيجة هذا الصراع بلا شك هو ميلاد نظام عالمي اقتصادي جديد ولابد أن نعمل بجد وعزم على وضع قدم ثابته، وأن يكون لنا موقع متقدم في هذا النظام الجديد…. أما غير ذلك فالعالم لا يرحم الضعفاء.

يجب أن ننظر لما يحدث الآن والصعوبات والتحديات التي نعاني منها في مجالات كثيره على أنها الطريق نحو مستقبل أفضل نعبر من خلاله المحن ونتخطى الصعاب، وأن تكون أخطاء الماضي هي تجارب نستفيد منها لبناء المستقبل، سينتهي هذا الوباء قريباً بإذن الله ويجب علينا أن نفهم الدروس جيداً وأن نصنع من هذه الدروس سلالم نصعد بها إلى الأعلى فالقاع لم يعد مكاننا ولا بيئتنا… وأن لا نجعل ما بعد كورونا كما قبله وإلا فإن الفرص لا تعود بل سنظل نجري خلفها نضيع معها أجيال وأجيال…

فيديو مقال كورونا والتغيير

 

 

 

أضف تعليقك هنا