كورونا والوعي

بقلم الأستاذ: أحمد السعيدي

يمكن لڤيروس أن يعلمك درسًا لن تنساه، يمكنه أن يؤكد لك دروسًا سبق وتعلمتها، ڤيروس كورونا ليس مجرد ڤيروس كما تظنون ، بل هو كاشف لحقيقة الشعوب في التعامل مع المصائب ومواجهة المشاكل، ترعت شعوبٌ كثيرة وبان جهلها وهمجيتها ، فشلت حكومات ونفرت شعوبها ، أرعبتها وتعاملت معها وكأن الشعب مجرد قطيع.

الأثر السلبي لقلة الوعي والجهل بالتعامل مع انتشار وباء كورونا

مُذ انتشار وباء كورونا يؤكد لك بعض الناس أنهم أوضع من أي كائن على سطح الكوكب، ففي مواقف كثيرة نشاهد ممن يسخر من بعض المرضى والشعوب التي لا حول لها ولا قوة ، كما أن الملاحظات التي نراها يوميًا من اهمال ، جشع، جهل ، استهتار، ومخالفات تؤكد لك أن الإنسان ما زال في طغيانه يعمه وفي جهله يغرق  في كثير من الأوقات لا تجد من تعول عليه سوى وعي الناس ومدى ثقافتهم فلم تعد العقوبات ولا منح الفرص تجدي نفعًا مع بعض الفئات .

تؤكد حكومات دول العالم ومنظمة الصحة العالمية المعلومات وتنشرها عبر وسائل معروفة للجميع لا يجلها إلا شخص يعيش في زمنه الحجري الخاص به، لكنك تتفاجئ بمن ينشر الإشاعات دون تثبت ومعرفة وتحقق، لا يرد ذلك لجهل من الشخص فحسب بل لإنعدام المسؤولية والمصداقية.

الدور السلبي لوسائل التواصل عند نقل إشاعات وأخبار غير مثبتة

السوشيل ميديا هي البؤرة الأولى لنشر الاشاعات في كل مكان وفي كل زمان فما من كذبة ولا خرافة ولا هرطقة إلا وقد دعمت بشهادات وقصص، والقصص وحدها لا تكفي لإثبات أمرٍ ما، لا بد من دليل وحجة حقيقية.

ما الحاجة إلى مثل هذه الاشاعات؟ والجواب  لا شيء سوى الرغبة في السبق بغض النظر عن الحقائق وأمانة الشخص نفسه لن تتوقف الاشاعات أبدًا إلا في حال تقويضها من قبل المجتمع والتوقف عن نشر كل ما يكتب فذلك يحمل تبعات سيئة، منها الهلع وقلة الثقة والتشاؤم في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع الطاقة والإيجابية للتصدي لهذا الڤيروس .

بعض النصائح لتفادي الوقوع في وهم الإشاعات وعدم نشرها

إن الهلع الذي تشهده في الأوساط لم يكن منبعه المعرفة الحقيقية بالڤيروس ومدى سرعة إنتشاره، بل منبعه الجهل بأن الله قادر على انقاذنا برحمته، وجهل بالعلم والعلماء وصدق محاولاتهم بإيجاد اللقاحات والأدوية المناسبة، وتفضيل تصديق الأوهام بدلاً من التحقق ومعرفة أصل الداء وبأنه قديم لكنه تجدد مرة أخرى .

لتفادي الوقوع في مثل هذا الفخ ايها القارئ الكريم  يجب عليك الآتي :

  • الكف عن نشر الاشاعات التي تصلك يوميًا ومحاولة تصحيحها للناشر وتذكيره بأن هناك عقاب صارم لمروجي الاشاعات .
  •  اتباع تعليمات وزارة الصحة المحلية أو الوطنية لتجنب انتشار الڤيروس  والإهتمام  بالنظافة الشخصية .

وختامًا نقول : إن شعورك بالمسؤولية تجاه المجتمع يحثك على المساعدة والطمأنة، الوعي هو من سينقذنا بعد الله ونؤكد أجمعين بأن الجهود المبذولة ستؤتي أكلها قريبا بإذن الله.

بقلم الأستاذ: أحمد السعيدي

أضف تعليقك هنا