لا تتردد

تعجبنا أشياء كثيرة، ومن شدة إعجابنا بكذا شيء يصعب علينا اختيار أي منها إن كان الشيء الأول، أو الثاني، أو الثاني فما فوق بحيث نصل إلى درجة أننا نريدهم جميعهم من شدة إعجابنا، إلا أننا نقع في عائق عدم إمكاننا في الحصول عليهم جميعا، فإمكانياتنا لا تسمح، أو الوقت والوضع يمنع المنع الجزئي أو الكلي، وهنا نقع في دائرة التردد الصعب المشتت القاتل الذي يوقعنا في حيرة كبيرة، ونقف حائرين ماذا نريد أو ماذا نختار..ماذا نفعل؟ ما الحل؟ ..ونحن في الوقت ذاته في أعلى درجات رغبتنا على الاستحواذ على كل ما يعجبنا وأحببناه في الحين دون تأجيل أو بطء أو تأخير.

الآثار السلبية للتردد

إن التردد يوقعنا في مشكلة، ومشاكل كبيرة قد تكون سبب في كوارث وتعطيل أمور وقضايا مهمة جدا، وغالبا ما يجعلنا التردد غير مقتنعين وراضيين بما أوصلنا إليه التردد، فأي قرار، وأي اختبار، وأو اختيار، وأي شيء ولد وكان ووجد من وراء التردد فهو غير مرغوب فيه بأي صفة وشكل كان.

لا بد على كل من يدخل في صراع مع التردد أن لا يكمل في ذلك الصراع وينسحب فورا متجها نحو الهدوء؛ لأن التردد به فوضى رهيبة تصيب الذهن والفكر والعقل والعالم الباطني، فيزيد من قلق وتوتر الشخص الذي قد يقوم بأخطاء تتفاوت من شخص إلى شخص قد تؤدي إلى العقاب والمحاسبة في كل الحالات.

كيف تتخلص من التردد؟

لا تستمع لما يقوله لك التردد فهو يريد إخراجك من حلبة سيطرتك على نفسك، ومن ضبطها إلى فقد التوازن والسيطرة الذي يؤدي دوما إلى مشاكل معقدة جدا مع فقد للفرص المتاحة التي ترحل دون انتظار متى وقف التردد في المقدمة.

حاول قدر الإمكان الابتعاد عن المسببات التي تؤدي إلى التردد وعدم الوقوع في الحيرة التي هي تردد والتوتر الذي هو تردد وضبط النفس في زاوية واحدة دون التحرك الكثير من زاوية الى زاوية مصطحب معه التردد الذي نخلق نوع من الحركة الرهيبة الذي تؤكد مع المشاهدة الاولى أن التردد قد سيطر على الحواس والأعضاء دون استثناء .

لا تفكر ولا تنفرد مع العقل وهو في حالة تردد، فالفوضوى قد خلقت ترد،د والتردد يحضر بحاسة الفوضوى الداخلية التي تعم في مجملها وأكثرها عند بقعة العقل.

اسحب نفسك من التردد بالقوة إن ألزم الأمر، ولا تدعها مع التردد تتخبط ويصدر منها مالا يجب أن يصدر تحت أي ظرف كان.

لا تمنح للتردد أيها فرصة ليفعل فعلته معك، فيصيب الخير قبل حلوله، ويطرد المنفعة والفائدة وهي بطريقها إليك.

إياك وأن تقرر وأنت في حالة تردد..لا تقرر مهما كان التردد سواء نسبي أو كلي أو شبه موجود، فلا قرار مع التردد ..لأنك إن قررت في هذه الحالة فقراراك ليس بالقرار الصحيح، وإنما قرار خاطئ يعيبه التردد المصاحب وقت اتخاذ القرار مما يؤدي إلى تحمل مسؤوليات أنت في غنى عنها ستكلفك الكثير وتخسرك الكثير.

لا تلجأ للتردد على أنه هو الحل الوحيد الذي أمامك لا غيرك الذي بامكانه أن يجد لك المخرج فالتردد ليس بالاسعاف أو رجل الانقاض والنجدة الذي تسلم له نفسك وحالها لانقاضك واخراجك من الخطر .

المعروف أن التردد يزيد من خوفنا وضعفنا واستسلامنا بسرعة كبيرة، وهذا شيء إيجابي ليس بالسلبي؛ إذ بمجرد خوفك فأنت متردد، وبمجرد ضعفك فأنت متردد، وبمجرد استسلامك فأنت متردد.. التردد الذي يجلك تنسحب وترحل عن التردد بعيدا، وهذا يقلل من الخسائر التي قد تلحق من خلال التردد.

إيجابيات التردد وسلبياته

للتردد إيجابيات وسلبيات.. إيجابياته في أنه يجعلنا نخاف، وغير قادرين على الإكمال، والوصول إلى الهدف، وهذا في صالح صاحبها لا ضده؛ بحيث يمنحه الوقت للتخلص من تردده ويعطي له فرصة ذهبية بها يعوض ما فات وما كان.

من إيجابيات التردد كذلك يجعلنا لسنا بالقوة والشجاعة التي يحتاجه الأمر والوضع ليكون فالتردد يضعفنا وهذا كذلك في صالح صاحبها.

من سلبيات التردد أنه يخلق نوع من الرؤية غير السليمة لدى الشخص المتردد، فيجعله يتهور ويتسرع في القيام بأمور واتخاذ قرارات ستزيد من مسؤولية ومحاسبة صاحبها.

فيديو مقال لا تتردد

أضف تعليقك هنا