لا تصدق الثرثار

صفات الثرثار والثرثرة

إن الثرثار كلامه كثير ومتشابك كما هو معروف، وعوض الحديث والتكلم في موضوع محدد ومعين، يتم التكلم في عدة مواضيع في آن واحد، وجلسة واحدة حتى يفقد الموضوع الأساسي الذي تم تحديده قبل اللقاء جوهره، وهذا ما يعيب على الثرثرة وصاحبها .. حيث يدخلنا في حوارات لا أساس لها من الصحة، ولا داعي للتطرق إليها، إما لأنها تافهة ولا تهم سوى تخرجنا عن الموضوع وتدخلنا في محاور تجعل الحوار كله ملل ولا معنى له، أو لأن الوقت غير مناسب، وغير كاف مما يؤدي إلى ضياع الفائدة من الأساس، وكله بسبب كثرة الكلام الذي يكون في أغلبه شيء وهمي غير موجود يحتله الكذب والافتراء وتغيير الحقائق.

إن الثرثار لا يصدقه أحد، أو بالأحرى معظم الناس؛ لأن الثرثرة معروف عنها أن الكذب لا يغيب فيها، وإنما هو حاضر بقوة وبشدة وبكميات كبيرة تذهب الحقائق وتقلل من مستوى الحوار والنقاش والحديث في المجلس، وإن كان به كبار الشخصيات في المجتمع إلا أنه متى حضرت الثرثرة مجلسا ما خرج الحضور ورؤسائه تاركين الثرثرة والثرثار، فلا هدف، ولا أساس قائم، وكان سبب في تجمعهم واجتماعهم بمجلس واحد وتحت هدف واحد ومسمى واحد يخدم أمر ما أو قضية معينة عاجلة ومهمة وضرورية.

كما أن المستمع لثرثرة الثرثار بعناية قد شجعه على إكمال ثرثرته التي أغلبية الناس لا يحبذونها ويهربون من الثرثار أينما كان ووجد.

كيف تتعامل مع الثرثار؟

لا بد من عدم منح الثرثار أكثر من الوقت المسموح والمساحة الكافية لكي لا يخوض في أمور خاصة سرية لا تعنيه ولا تخصه بأي شكل من الأشكال وبأي صفة كانت .. فالثرثار غير أمين، والأسرار عنده أبوابها مفتوحة، ومستعدة للخروج في أي وقت عند النداء الأول والطلب الأول وحتى بدونه، وهذا ما يعيب على الثرثرة والثرثار على أنه يتكلم فيما لا يعنيه، وفيما لا يفهم فيه مع قول الكثير وجميع الأسرار والحقائق التي بحوزته بطريقة غير صادقة وصريحة يشوبها الكذب والقذف والاتهام وتزوير الحقائق وزيادة الكثير من الأحداث والتطرق إلى نقاط حساسة ولا وجود ولا أساس لها من الصحة.

لا تصدق الثرثار فالثرثرة قد جرته إلى مواضع الخطأ، وارتكاب الذنب، والمعصية .. ناهيك عن العصبية، والصوت العالي، والتوتر، والتردد الذي يرافق صاحب الثرثرة.

لا تصدق الثرثار لأنه ثرثار وقائل لما لا يقال.

لا كل ثرثار يحاول قدر الإمكان التحكم والسيطرة على لسانك، والجلوس بمجالس الحكماء الذين كلامهم قليل، وصمتهم كثير، وأن يتعلم يصمت في المواضع التي فيها الصمت ضروري ولازم.

على غير الثرثار أن يبقى محافظا على هدوئه، وصمته، وقلة كلامه، وضبط لسانه بين الحين والآخر دون غفلة ونسيان قد يجره إلى الثرثرة التي لا تحمد عقباها.

لا تكن ثرثارا فيكذبك الجميع، وكن غير ثرثار فيصدقك ويصحبك الجميع.

فيديو مقال لا تصدق الثرثار

أضف تعليقك هنا