ما هي اللغات التي تستحق الدراسة اليوم؟

هل فكرت بأهمية اللغات اليوم؟ هل حاولت إتقان أكثر من لغة؟
تعتبر اللغة الرابط الأكبر بين الشعوب، فهي توثيق للعلاقات الاجتماعية، واكتسابٌ للمعرف، ولكلّ مجتمع لغة خاصة به، وقد قالَ عنهاَ ابن حزم بِأنها: “ألفاظٌ يعبّر بها عن المسمّيات، وعن المعَاني المُرادُ إفهامهاَ، ولكلّ أمّة لغتهم”.. إذاً فقد تختلف أهمية اللّغة وفقا للمجتمعات التي تتداولها.

اللغات الأكثر انتشارا في العالم

 اللغة الانكليزية

لكن في الوقت الرّاهن توجد لغات أهم من غيرها نظرا للظّروف الاقتصادية والسّياسيّة التي يمرّ بها العالَم، فاللغة الإنجليزية مثلا، هي الأكثَرُ انتشارا في العالم، وقَد قدِّرَ عددُ متحدّثيها بحوالي 1,8 مليار نسمة، ويشكّلون حوالي 25% من سكّان العالم، لاَ تضم هذه اللّغة أكبر عدد من النّاطقين بها كلغة أصليّة لكنّها مُعتمَدة في مجالات مختلفة أهمها السّياسة والعلوم والتكنلوجيا والترفيه..

لاحظ عَزيزي القارئ أن الإعلام العالمي أصبح ناطِقا باللغة الإنجليزية، علاوةً على ذلك المنظمات الدولية نذكر منها الاتحاد الاوروبي وحلف النّاتو… إذا بالنسبة للتلاميذ والطلبة، يعدُّ إتقان اللغة الانجليزية من أهم الطرق للتمتع بمجال واسع من المعلومات وفرص الشغل في أغلب بلدان العالم، فإن كنت تتحدث وتتواصل بطلاقة مع شركاء وموظّفين يتكلمون الانجليزية فأنت أقرب إلى فرص الشغل أكثر من غيرك، ضِف إلى ذلك، الدورات التكوينية والمنح الدراسية التي غالبا ما تكون باللغة الانجليزية.

اللغة الماندرينية (الصينية)

الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه اللغة لا تجعلها الوحيدة المعتمدة في العالم، فالماندراين الصينيّة ذات مكانة مهمّة في السّوق الدوليّة، قُدّرت نسبة المتحدثين باللغة الصينيّة حوالي 18% أغلبهم في الصين، لكن السرّ وراء أهمية هذه اللغة هو اقتصاد هذه الدولة الذي احتلّ المرتبة الثانية عالميّا فقد خلقت الصّين معجزة اقتصادية خلال الأربع عقود الماضية، وقد ساهما بشكل مهمّ في التنمية الاقتصادية للعالم.

اللغة ليسَت صعبة كَما يخيّل لك، و الأهم من ذلك أنّها تعزز وظيفتك في مجالات مختلفة أهمها الأعمال والسياحة..

اللغة الإسبانية

علاوة على انتشار اللغة الصينية في السّنوات الاخيرة وتزايد أهميتها في العالم، نلاحظ مؤخرا أنه ازداد الاهتمام بتعلّم اللغة الإسبانيّة، لماذا تحظى بكل هذا الاهتمام اليوم؟ وهل من مزايا تقدمها لك هذه اللغة؟

يبلغ عدد الدول الناطقة باللغة الاسبانية 21 وهي متلاصقة ومتّصلة جغرافيّا. نذكر أهمها إسبانيا وأغلب دول أمريكا اللاتينية مثل كوبا وبورتو ريكو وجمهورية الدومينيكان وغيرها.. ونسبها تتزايد لأسباب ديموغرافية حيث بلغت 6,7% عالميّا، أما فيما يتعلّق بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فالتدفق مستمر من قبل سكان أمريكا اللاتينية والأرقام صادمة، فقد قدر عدد الناطقين بالإسبانية كلغة أولى داخل جدران الولايات المتحدة ب37600000 شخصا، أما من الجانب الأدبي، فصُنف كتابُ (El ingenioso hidalgo Don Quixote de la Mancha) للروائي (ميغيل دي سرفانتس) كأفض كتاب في كل العصور، والذي تم تأليفه في القرن السابع عشر.

إذا فتعلّمك للغة الاسبانية يفتح لك أبوابا في مختلف المجالات علما، وأنه من المتوقع أن تصبح هذه اللغة الأولى عالمياً في السنوات القادمة.

تشترك اللغات الثلاث الأولى عالميا في قيمتها وأهميتها على المستوى الاقتصادي والسياسي، أما الاختلاف فقد يكون إلا جغرافياً أو ديموغرافياً، إذا فإتقان لغة ثانية بات من أهم أسباب نجاح الحياة الدراسية والمهنية لكلّ مواطن في العالم.

فيديو مقال ما هي اللغات التي تستحق الدراسة اليوم؟

أضف تعليقك هنا