مدينة التجارب المختبرية!

أتساءل دائما في هذه السنين الأخيرة… ماذا حل بسكان مدينة مراكش؟

مراكش من الأصالة والعراقة إلى التقليد 

لقد أصبحت هذه الاخيرة مسرحا لكل من سولت له نفسه الإساءة بأفعاله المشينة، والغير مقبولة تماما، بصفتي واحد من أبنائها إذا ما صح تعبيري، لمدينة متأصلة بثقافتها، ضاربة بسنواتها الماضية في عمق التاريخ البشري المتحضر، حيث كانت هذه الحاضرة، مقاومة لكل محاولات الغزات الفاشلة طيلة منشئها لتبقى ناجية، ماثلة أمام الجميع معبرة بشتى معالمها عن بطولات لأجيال سبقت، كانت تفتخر بانتمائها المتمدن المراكشي الأصيل، وها هي الآن تخر مستسلمة ببساطة و بأبخس الأثمان، وبكل طواعية من ساكنيها، لمجرد غزو بسيط لا يمكن السكوت عليه أكثر من هذا الوضع، وإلا في اعتقادي، فستكون العواقب وخيمة على استمرارية هذا الكيان البشري الأصيل بحضارته الموروثة على أسلافه الذين قاوموا، بمجموعة تضحيات بطولية، من أجل الحفاظ على حضارتهم لقرون مضت..

الثقافات الدخيلة ستمحو الهوية المراكشية

لقد أصبح هذا المراكشي يتأثر بهذا النوع الجديد من الغزو، بسرعة فائقة دون أقل مقاومة حياله، وعلى جميع المستويات، إنه نوع جديد من غزو مقنع في عدة أشياء تبدو جميلة في مظهرها الأول، ولكنه من منظوري الشخصي، سوف يجتث جذور ثقافة ضاربة في عمق سنوات خلت، وهذا المراكشي المتورط في عملية الاجتثاث هذه في غفلة من أمره، تراه أصبح تائها لا يعرف ماذا يفعل، ولا يقف لمجرد لحظة عابرة، وقفة متأمل لهذا التحول المفاجئ، الذي أصبح يعم من حوله، من أمامه ومن خلفه، بهذه السرعة الغير مدروسة، هذه السرعة المخيفة والغير مستقرة أكيد من ذلك. أنه وللأسف الشديد أصبح، هذا المراكشي المغلوب على أمره بصيغة أخرى للتعبير، بفعله هذا يمد يد العون لهؤلاء الغزات وهو لا يعلم ذلك، وكأنه قد تملص من ثقافة آبائه وأجداده، لمعانقة ثقافة بديلة لا تليق به ولا تعترف إلا بأصحابها. لقد آلت به الأوضاع ليتحول الى كائن مقلد، غير راض حتى على نفسه، فتراه دائما غير مطمئن بمستقبل وجوده كمراكشي اصيل متشبع بثقافة وأصول مدينته المسكينة. 

مراكش الحمراء أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الفناء، وبالتالي ضاعت هوية المراكشي الأصيل مع هذا الهجوم المقنع في مجموعة صور جذابة بمظهرها، فارغة جوفاء في جوهرها.

لقد أصبحنا، وكلنا مسؤولون، نتفرج غير قادرين على ردع هذا الغزو بشكل أو بآخر، ومدينتنا تحتضر ولا من منقذ، فلا حياة لمن تنادي يا مدينة النخيل!

فيديو مقال مدينة التجارب المختبرية!

 

 

 

أضف تعليقك هنا