مُعتصِميَّات:16.. كيف سيكونُ حالُ المُسلِمين بعد جائِحة كورونا كوفيد-19؟

بقلم: المعتصِمُ باللهِ الأحسائِي

هل سيتغير حال المسلمين بعد كورونا؟

هل يا تُرَا سيتبدَّل حالُ المُسلمون بعد جائِحة كورونا إلى الأفضل فيرجِعون إلىٰ اللهِ رجعةَ رجُل واحِد مراقبينه في شتَّىٰ أمورِهِم الدِّنيويَّة والإخرويَّة صغيرِها وگبيرِها، وضيعِها وعظيمِها، مهتمون بفروضِهم وواجباتِهِم الدينيَّة علىٰ أتمِّ وجه أداءً وتوقيتاً، أم أنَّها مرحلة من مراحِل الحياةِ العصيبَة والمؤلِمة في وقتِ وقوعِها فقط، والدَّاعيَّة إلى الرِّجوعِ إلىٰ اللهِ والتّّضرُّع إليهِ سبحانَه إلىٰ حينِ زوالِ تِلكَ الغُمَّة، ثُمَّ حينَ تضمحِلُّ وتنتهي يرجِع المسلِمون إلىٰ ما گانوا عليهِ من الغفلة والبُعد عن اللهِ تعالىٰ وعن تعاليمِه السَّماويَّة الهاديَّة إلىٰ سواء السَّبيل المُبلَّغة إِلَيهِم من الهادي البشير مُحمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وعلىٰ آلِهِ الطاَّهِرين.

أحوال المسلمين اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل الكورونا

من [وجهة نظَري] القاصِرة، وكنتيجَة ممَّا شاهدته وعايشتَهُ وراقبته في خِضمِّ هذه المِحنَة؛ أنَّ أغلب المُسلِمين لم ولن يرعَوي عن غيّْهِم وطغيانِهِم؛ لذا لم ولن يرجَعوا رجعةً نصوحَة للهِ جلَّ وعَلَا، بل أنَّ السَّوادَ الأعظَمَ مِنهُم سيعودون أدراجَهم إلىٰ ما گانوا عليِه قبلَ جائِحة كورونا كوفيد-19، بل أنَّ أغلبَهُم لم يتغيَّر حالهُم أثناء الجائحة أصلاً؛ فهُم علىٰ ماهُم عليه قبلها بَل أشنَع؛ فجُلَّهُم قد ازدادوا في خِضمِّ هٰذِهِ الجائِحة طغياناً وجشعاً وطمعاً…

  • فقنواتهم وإذاعاتِهِم تصدَح علىٰ مدارِ السَّاعةِ بكُلِّ ما يخِلُّ بالآداب العامَّة وبكُلِّ ما يُنافي شريعةَ اللهِ تعالىٰ ومنهاجِ نبيِّه الأكرَم مُحمَّد صلَّىٰ اللهُ عليهِ وعلىٰ آلِهِ الطاَّهِرين.
  • وبكُلِّ ما يتعارَض مع الأعرافِ العريقةِ والعاداتِ المُجتمعيَّة الطَّيِّبة.
  • وأغلبُ تِجارُهُم قد أخذَهُم الطَّمَعُ والجشَعُ، فأخذوا بتكديسِ وبإحتگارِ البضائع والموادالغذائيَّة والإستهلاكيَّة طمعاً في زيادة ثرواتِهِم علىٰ حِسابِ الشُّعوبِ المُستضعَفَة والمُرفَّهة أيضاً.
  • گما أنَّ المُنادين مِنهُم عبرَ وسائِلِ التّّواصِلِ الإجتماعي إلىٰ الإنحلالِ والميوعَةِ والخلاعةِما زالوا گما هُم قبل الجائِحة.
  • والعاهِرون الماكِرون الضَّالُّون المُضِلُّون مندعِياء] الحداثة والتَّنوير ما زالوا يعبثونبعقولِ أفراد المُجتَمعِ بإطروحاتهم وتشكِگاتِهِم وشُبُهاتِهِم الصَّفراء الهابِطة، محاوِلونإبعادَهِم عن اسلامِهِم وعقيدتِهِم المُحمَّدية النَّاصِعة والثَّابتة.
  • وأغلبُ المُجتمعُ المُسلِم المؤمِن بعلمائِهِ وسادتِهِ وَوِجهائِه غاضُ الطَّرفَ عنهُم وغيرُ مُكترِثٍ لأعمالهم الشَّيطانيَّة الخطِرَةِ والمدعومة من الإمبرياليَّة الصِّهيوأمريكيٍّة والماسونيَّةالعالميٍّة القذِرة.

أي أنَّ حالَ أغلب المُسلِمينَ، من [وجهة نظري]، بعد انقِشاعِ جائِحَة كورونا كوفيد-19 إن شاء الله؛ لن يكون أفضل ممَّا گان عليهِ قبل الجائحة، بل سيكونُ حالُهُم گما قالَ جَلَّ وعَلَّا:

{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(28)}. [الأنعام]

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ(65)}. [العنگبوت].

{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَاكَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}.[المؤمِنون]

صدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ

إلّّا أن يشاءُ اللهُ غيرَ ذٰلِك، فبيدِهِ الأمرُ كُلُّه، واللهُ الهادي إلى سواءِ السَّبيلِ.

بقلم: المُعتَصِمُ باللهِ الأحسائِيُّ.

وَأَنِّي وإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ زَمانُهُ  لآتٍ بِمَا لَمْ تستَطِعهُ الأَوائِلُ”.

٤ مِن شهرِ شعبانَ ١٤٤١ هـ \ الموافق: ٢٨ مارِس ٢٠٢٠ م

بقلم: المعتصِمُ باللهِ الأحسائِي

أضف تعليقك هنا