“هانتا فيروس” وما يجب معرفته

من جديد وفي ظل ما نمر به، أهلًا بكم أصدقائي القرّاء، أتمنى ألا ينقطع حديثنا، ولكنني الآن أكتب لك فقط للتوعية ليس إلا، فالعالم مرعب هذه الأحيان، بيد أنني استيقظت اليوم على خبر نُشر في مجلة التايم الصينية الرسمية، وأظنكم أيضًا فعلتم.

بعض المعلومات عن فيروس هانتا

ولذا سأعرض لكم بعض المعلومات التي تكفيكم، حيث أن الأمر ليس مقلقًا كما انتشر، وذلك بعد بعض البحث والدراسة، وكذلك بمساعدة مجالي الطبي ومادة الباراسيتولوچي التي لم أنتبه لها أبدًا.

اليوم ―وفي ظل انشغال العالم بمواجهة ڤيرس الكورونا― تفاجأت مقاطعة يونان في الصين بوفاة شخص بسبب ڤيرس يُدعى هانتا (Hantaviruses)، أثناء سفره إلى عمله بمقاطعة شاندونج يوم الإثنين. وحينها تم فحص وإختبار جميع مَن في الحافلة.

ماهي فيروسات هانتا؟ وما الأمراض التي تسببها؟ وكيف تنتقل؟

لا تفزع، دعني أخبرك القليل عن الڤيرس والأمراض التي قد يسببها وما إلى ذلك، ثم افزع بعدها. في الحقيقة أنا أريد إنهاء مقالتي، فاهدأ واقرأ. إذن ماهي ڤيروسات هانتا؟ وما الأمراض التي تسببها؟ وكيف تنتقل؟ وهل هي بجديدة؟

تنتقل عن طريق فضلات وروائح ولُعاب الفئران

هانتا هي عائلة من الڤيروسات التي يتم انتقالها عن طريق فضلات وروائح ولُعاب الفئران، كما أنها ليست بجديدة، حيث تم اكتشافها من قبل في أمريكا وأسيا (وفي العالم كله حقيقةً عدا أستراليا) مسببة أمراض مختلفة، ففي أمريكا تسبب متلازمة الهانتا الرئوية تشبه أعراض البرد (HPS)وأما في أسيا وكذلك أوروبا وأفريقيا تسبب متلازمة حُمى وأعراض في الكِلى (HFRS)

تسبب أعراض المتلازمة الرئوية

وأعراض المتلازمة الرئوية (HPS) تشمل الإرهاق والحمى وآلام العضلات وخاصةً في الحوض والظهر والكتفين، وفي بعض الحالات قد تسبب صداع الرأس وغثيان، وفي الحالات المتأخرة وذلك بعد مرور من ٤ إلى ١٠ أيام، قد يبدأ ظهور الكحة وضيق التنفس. وإن كنت تحب المعرفة، اُكتشفت هذه المتلازمة للمرة الأولى في جنوب غرب أمريكا عام ١٩٩٣ بواسطة الطبيب (بروس تيمبيست).

مرض متلازمة الحمى وأعراض الكلى وأين انتشر

أما متلازمة الحمى وأعراض الكلى (HFRS) فانتشرت أول مرة في كوريا الجنوبية عام ١٩٧٦ حيث تم اكتشافها بواسطة عالم الڤيروسات والفيزياء الكوري “هو وانج لي”، وتظهر أعراضها بعد مرور ١٠ إلى ١٤ يوم وقد تمتد لشهر أو أكثر، إذن ما هي تلك الأعراض؟ أولًا دعني أخبرك أن هذه تهمنا أكثر، حيث ظهرت في أفريقيا من قبل في ٢٠١٠. كما تعتبر أصعب بكثير من الأميريكية، وقد تؤدى إلى الوفاة.

صداع مؤلم، آلام في البطن والظَهر، حمى، تشوُّش الرؤية، وفي الحالات المتأخرة قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وقد تصل إلى الفشل الكلوي، هذه هي أعراضها؛ حيث أن عملها كله يؤثر على الدم والشرايين على عكس الأميريكية التي تفضِّل الرئتين.

كما عرفنا وقرأنا أن الڤيرس يأتي تحديدًا عن طريق التعامل مع فضلات وروائح القوارض، والطريق الأساسي الأسهل لذلك هو الاستنشاق، حيث تنضيف المنازل والأماكن القديمة، وتنضيف بقايا الفئران أو قتلهم واستنشاق فضلاتهم أو التعامل معها، ونتيجة لذلك.. يصبح العاملون بأماكن يملؤها الفئران أو يرتبط مجال عملهم بهم أكثر عرضةً للمرض من غيرهم بالتأكيد.

سبل الوقاية من الفيروس

ولذلك سبل الوقاية من الڤيرس كلها تقوم على البعد عن الفئران أو التخلص منهم بالطرق السلمية، سواءً كان ببعض الطرق لصيدهم والتي لا تشتمل القرب منهم بدرجة كبيرة، أو عن طريق السم وهكذا، أنتم والأمهات تعرف عني في هذا المجال بالطبع!

ربما يكون هناك علاج للڤيروس أو لقاح على الأقل

ربما تتوقع أن هناك علاج للڤيرس أو لقاحٍ على الأقل، بما أنه ليس بجديد وظهر منذ زمن، ولكن على الرغم من ذلك ليس هناك لقاح مُصرح به حتى الآن، ولكن تخبرني المصادر التي لم تتعدى عام ٢٠١٦ أنهم حينها كانوا في المرحلة الثالثة لاختبار لقاح (HantaVax) والذي بدأ استخدامه عام ١٩٩٠. ولكن هل هو مؤثر حقًا؟

الڤيروس موجود منذ زمن ونتغلب عليه

بالطبع، حيث أنه لوحظ قلة أعداد الحالات لأكثر من ٢٠,٠٠٠ حالة بعد استخدامه حتى ٢٠٠٧. ولكنه غير مصرح لأنه غير مؤثر على بعض أشكال الهانتا. أعرف أن الفزع قد تملك منك الآن بعدما قرأت الرقم، ولكن لنشر الطمأنينة أكثر ―نعم الطمأنينة― أصاب الڤيرس أكثر من مليون ونصف المليون، و٤٦,٠٠٠ ألف حالة وفاة في الصين من ١٩٥٠ إلى ٢٠٠٧. وفي روسيا أصاب أكثر من ٨٠,٠٠٠ حالة في خلال عشر سنوات حتى ٢٠٠٦. وقلت للاطمئنان لتعرف أن الڤيرس موجود منذ زمن ونتغلب عليه، كما تظهر أعداد قليلة بشكل مستمر في أميريكا، ولكن ربما انتشر الفزع فقط عندما اهتم البعض بأخبار الصين أو الأمراض المنتشرة!

لا يوجد علاج مخصص لهذه المتلازمات ولكن يمكن علاج الأعراض

ورغم أنه لا يوجد علاج مخصص لهذه المتلازمات، إلا أنه يمكن علاج الأعراض، وذلك عن طريق حجز المريض في العناية المركزة وتوفير سبل التهوية والتنفس الصناعي. ولكن اعرف أيضًا أنه لوحظ فعالية تأثير دواء الريباڤارين (Ribavirin) في بعض الحالات المتأخرة في أوروبا.

وفي النهاية لا أملك إلا تقديم النصيحة، أولًا والمهم كما أخبرتكم بمقالتي السابقة ألا تنساقوا للشائعات فتغيب الأخبار الصحيحة في الوسط. حافظوا على نظافتكم ونظافة مكانكم حتى لا نتعرض لمثل هذه الڤيروسات في وقتٍ ما. من فضلكم أنا أكره مادة الباراسيتولوچي وبهذه الطريقة سأضطر إلى مذاكرتها، أيرضيكم؟

فيديو مقال “هانتا ڤيرس” وما يجب معرفته

أضف تعليقك هنا