وحدك أنت

كَانَ لِذاكَ التخالط أَثَر تجلجلي عَلِى الْأَنْفُس، حَقًّا لَمْ يَسْتَغْرِقْ مِنْ الْوَقْتِ مَا يُنْفِّذَه إنَّمَا كَانَ لِبُقْعَة تَأْثِيرُه مَا هُوَ قَادِرٌ عَلِيّ تَوَقُّفِه؟ !

كأن الزمن ينبثق من منبع واحد

اخْتَلَط وَكْب الذِّكْرَيَات مَع حَاضِرٌ تِلْكَ الْأَيَّامِ بَل تَسَلْسَل الْمُسْتَقْبَل الْمَجْهُول، وَكَأن الزَّمَن يَنْبَثِقُ مِنَ مَنْبَعٍ وَاحِد ، يَلْفِظ الْأَيَّام نَفْسِهَا ، وَكَأنَ مَا تعيشه أَمْس هُوَ ذَاتُهُ غَدًا هُوَ ذَاتُهُ مُسْتَقْبَلًا ، أُصِيبَت خَلَايَا الدِّمَاغ بِالْحِيرَة الْمُتَبَادَرَة ، وَتَشْعُر الخلايا الْجَسَدِيَّة بِأَنَّهَا مُخَدَرَةٌ ؛ الْعَالِم يَدُورُ مِنْ حَوْلِهَا وَهِيَ مَا زَالَتْ ماكثة فِي بُقْعَتِهَا لَا هِى تَتَحَرَّك وَلَا هِى تَفْعَلُ مَا يَجْعَلُهَا تَمَضَّى قَدِمَا ! !

وَهُنَا يَأْتِى سُؤَالًا ؟ !، هَلْ كُلُّ هَذَا التَّفْكِير الباطنى حَقِيقِيٌّ ؟ ! . . . . . أَمْ نَحْنُ تَوَهَّمْنَا ذَاك حَتَّى أَصَبْنَا بِدَاء التَّصْدِيق الابدى ؟ !

نَعَم ، لَم أَنْكَر أَنَّك قَدْ تَعِيش ذَات الْإِحْبَاط مَرَّات عَدِيدَة ، تَرَي بَعْضَ الْأَحْدَاثِ تتدوال بِهَيْئَتِهَا ذَاتِهَا ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ تَشْعُر بِذَات الْحُزْن يَوْمًا بَعْدَ أَنْ كُنْت قَدْ تعافيت مِنْهُ أَمْسِ ، بَل وَأَيْضًا يَأْتِيك وَقْتًا وَتَشْعُر بِأَنَّك فِي رُوتِين مملا وَتُرِيد تَخْطِئتَه بِكُلّ قُوَّتِك وَلَكِن تَجِدُ كُلُّ تِلْك المسارات تُؤَدَّى مِنْهُ وَإِلَيْهِ ، وَأَيْضًا تَشْعُر وَكَأن نُور التَّغْيِير يَهِلُّ بشعاع يُخَالِط رُؤْيَا أُعِينَك وَمَا كِدْتُ أَنْ تَرَاهُ وَإِلَّا واختفي ! ! !

كل شيء نعيشه ونراه مكتوب علينا

وَلَكِن ! ! ! تَوَقَّف قَلِيلًا بَل بُرْهَة ، اعْلَمْ أَنَّك لَا تُرِيدُ أَنْ تَضِيع وَقْتِك الْمَرْهُونُ فِي التَّفْكِيرِ 😁وَلَكِنْ لَمْ أَطَلّ سَعَة تفكيرك ، حِينَ تُصْبِحُ كُلَّ يَوْمٍ اعْلَمْ أَنَّ قَدْ كُتِبَ لَكَ مَا تَرَاهُ وَمَا تعيشه وَلَكِنْ أَنْتَ وَحْدَكَ مَا تُشَكِلَهُ ، أَنْتَ وَحْدَكَ مَا تُسَيِّرَهُ ، إذَا أَرَدْت أَنْ تَجْعَلَهُ كَأمْسَك فَعَلْت ! وَإِذَا أَرَدْت أَنْ تَجْعَلَهُ مُهَيِّئًا لِغَدك وَاَللّهِ قَدْ اسْتَطَعْت ! ! وَإِذَا أَرَدْت أَنْ تبْقي فِي يَوْمِكَ وَلَا تُرِيد ايفاله لَن تُخِيِّب فِي جَعْلِهِ كَذَلِكَ ! !

أَن لِلْقَدْر نَافِذٌ قَوَّى فِي تدابيرنا لَا مَحَالٌ وَلَكِنْ أَنْتَ تَعْلَمُ أإنَّ كُتُبَ قَدْرُك تَسْتَطِيع تغيرره بِالدُّعَاء فَمَا بَالُك مِنْ يَوْمِ بَسِيطٌ بِأِحْدَاثِه الضَّعِيفَة إلَّا تَسْتَطِيع تغيرره بيدك، ي صَدِيقِي إنَّ الدُّنْيَا كلَوْحَة فَنّان يمتلك تِلْك القدرات لرسمها ، يشكلها كَمَا يُحِبُّ ، وَيَعِيش فِيهَا كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَعِيشَ لكى يَصِلّ االي مُبْتَغَاه وَلَكِنْ إنْ تَرْكَ الرِّيشَة مِنْ يَدَيْهِ بَقِيَتْ تِلْكَ اللَّوْحَة فَارِغَة كَأَمْس وتاتى الْيَوْم وتجدها كَمَا هِى بَل وتاتى غَدًا تَجِدْهَا كَمَا هِى ! ! !

لكن نحن من نحدد مسار حياتنا

لِذَا  أَنْتَ وَحْدَكَ قَادِرٌ عَلِيّ كَسَرَ تِلْكَ الحَواجِز ، عَل تَخَطَّى تِلْك الصُّعُوبَات ، عَلِيّ السَّيْر دَوْمًا نَحْو التَّغْيِير ، قَادِرٌ عَل تَحْقِيقِ ذَاتِك وتشكيل طَرِيقَك ، أَنْتَ وَحْدَكَ تتحكم إنْ كُنْت تُرِيدُ الْعَيْشِ فِي أَمْسَك أَم السَّيْر قَدِمَا إلَيّ مستقبلك.

بقلم: لمياء مسعد

أضف تعليقك هنا