شفيف الروح

لا شيء يعلو على ذلك الصوت المنبعث من أعماق القلوب الصافية، ذاك الذي يحاور الأرواح، ويستبيح أي إرادة توعظ للعقل والجسد ببطلان الحب. يمكن لأي اثنين أن يلتقيان، يمكن لهما أن يتلوا آيات العشق بالكلمات، وأن يسافرا بحنايا الليل إلى ما بعد ظلمات الليل، ولكن توحد الأرواح قليل ما يحصل، وإن حصل فسيكون العاشق والمتيمة دخلا في دنيا السلام الأبدي، دنيا التقشف والزهد والتصوف والأحلام والعشق.

هو ذا العشق، وتعريف العشق، وبلاغة العشق..

درب واحد يسلكه اثنان بواحد، وحياة واحدة يعيشها اثنان بواحد، وقصة واحدة أبطالها اثنان يعيشان بروح واحدة، لكل منهم حياة كتبت لتكون قدراً للآخر، وإعجازها كإعجاز الوصول لفكرة أن الشيطان رسول الشر أم أنه ملعون من رب السموات والأرض. علاقة اثنين يرمزان بالمناداة ب يا أنا يفوق كل كلام العشق والهيام والهوى، والشعار المردد كل يوم لبرهانية الحب..

أنت لن تجاريني في العشق وأنا في الحب لن تستطيع معي صبرا

فلتسقط كل قصص الحب والعلاقات المنتهية الفاشلة، تلك التي نحاول تسميتها بالعشق، تلك التي نظلم مسمى وقداسة الحب فيها، ونجعله يفقد رونقه وطهره وصفاءه المشابه لصفاء سماء آب.. فلتسقط كل مفردات الندب والحزن والقصص التي زورها العاشق المزيف.. فلتسقط كل العلاقات المشوهة الفاشلة فشل استجلاب لوح الثلج من القطب الشمالي لصحراء الرمال الحارة الخيرة.. ولتندثر مقولة العشق البائس الحزين..

(يذهبون وتبقى عطورهم)

لا بقى شيء في الحياة إن ذهب أصحاب العطور..
لا بقى شيء مهم في الحياة الزائلة إن لم يبقَ قلب الاثنين ينبضان بتسارع الواحد.
لا بقى هوى والواحد يبخل في وهب روحه للمقابل الواحد.

 

أضف تعليقك هنا