أجمل قصة حب على الإطلاق

معظم قصص الحب تحتوي على مبالغات كثيرة، حتى أنها تكاد تكون أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع، إلا هذه القصة، حين تقرأها، أو تسمع عنها تكاد لا تصدق أنها قصة حقيقية، لابد أنها أسطورة هكذا ستقول لنفسك، لكن صدقني إنها ليست أسطورة، وأي كاتب أساطير يستطيع أن يكتب مثل هذه القصة، تلك القصة التي بدأت بجريمة، ثم انتهت بحب وعشق ووفاء وغرام وعذاب.. ولنبدأ من البداية:

قصة حب الامبراطور الهندي شاه جيهان وممتاز محل

نحن الآن في الهند بلد العجائب والعشق والحب والعذاب ايضا، بالتحديد سنة 1607، ونحن أمام، اجمل إمرأة في التاريخ، انظر املأ عينيك من هذا الجمال، انظر إلى عيون الغزال، انظر إلى ذلك القوام الممشوق، انظر إلى تلك الشفاه التي تشبه التوت، انظر إلى ممتاز محل، اجمل إمرأة في الهند بل في التاريخ كله، نظر الأمير خرام، والذي سيصبح بعد سنوات الأمبراطور شاه جيهان إلى هذا الجمال، ووقع في حب ممتاز محل من اول نظره، وكيف لا يقع في حب هذا الجمال! احبها واحبته، عشقها وعشقته، هكذا من أول نظرة، لكن ممتاز محل كانت متزوجه، لكن هو الأمير والأمبراطور، وهل يقف رجل ضعيف أمام قلبين كبيريين يحبان بعضهما؟

طلق زوج ممتاز محل،”ممتاز” لنقل أجبر علي ذلك، على كل حال تزوج الامبراطور شاه جيهان ممتاز محل، أحبها وفهمته، لم تكن تتدخل أبدا في شئون الحكم، ولم يكن شاه جيهان يفعل شيئا أي شيء دون أخذ رأيها، عاش حياة جميله سعيدة، وعاش شعب الهند أجمل أيام حياتهم، تسعة عشر عاما قضاها الزوجان في سعادة ومتعة.. تسعة عشر عاما عاشها شعب الهند في سعادة ومتعة وسرور.. تسعة عشر عاما، وفارقت ممتاز محل الحياة، فارقت شاه جيهان، وتركته وحيدا، يعاني من ألم الشوق والفراق، يعتصر قلبه في كل لحظة، يصرخ باسمها، في الليل والنهار، يقال أنه ظل يبكي ثمانية أيام متواصلة، ماذا أفعل بعدك يا ممتاز محل؟ هكذا كان يصيح في الليل والنهار.

بناء الامبرطور شاه جيهان ضريح تاج محل تخليدا لذكرى ممتاز محل

إن قلب العشاق لا يهدأ، إن الذين يحبون بصدق يزداد حبهم لأحبتهم بعد فراقهم أكثر وأكثر.. عاش شاه جيهان علي الذكريات الجميلة، عاش يصبر نفسه بتلك الذكريات إلى أن يلقى روحه التي سبقته إلى السماء.. إلى أن يلقى ممتاز محل، لكن الأمبراطور المغولي العظيم “شاه جيهان” لنقل العاشق الولهان، أراد تكريم ممتاز محل، فصنع لها أعظم ضريح شهده العالم، ليعبر عن وفائه هكذا الرجال إذا أحبوٱ بصدق.

صدقني إذا قلت لك “إن وراء كل عمل عظيم قصة حب عظيمة”، جمع الأمبراطور شاه جيهان أمهر المهندسين من كل بقاع الأرض، أمهر الخطاطين والنحاتين، من كل مكان من الفرس والترك والعثمانيين والهنود والعرب، والأوروبيين، من كل مكان، 20 ألف عامل من أمهر العمال، 1000 من الفيلة، وعدد لا حصر له من الثيران، لسحب الرخام الأبيض والأحجار، الألاف من العمال والأفيال والثيران يسجلون أروع قصة حب وعشق ووفاء، يصنعون عملا يسجله التاريخ إلى ما شاء الله من الزمن.

بعد 22 عاما من العمل المتواصل، ومن الأبداع المعماري الذي جمع الطراز الفارسي والتركي والهندي.. جمع العشق والحب والوفاء.. جمع أكثر من 43 نوع من الأحجار الكريمة من مختلف أنحاء العالم (اللازورد من سريلانكا، واليشم من الصين، والمرمر من روسيا، والفيروز من التبت)، انتهت واكتملت التحفه المعمارية التي تليق بإمرأة مثل ممتاز محل، اكتمل الضريح الذي سيحتوي، جسد اجمل امرأة في التاريخ، ومعها أجمل قصة حب، وكيف لا تكون أجمل قصة حب وقد صنعت عملا فنيآ رائعا جميلا جذابا، مثل “تاج محل”!

تاج محل ضريح خلد أجمل قصة حب

نعم تاج محل ذاك الضريح الشاهد على أجمل قصة حب ترويها الأجيال تلو الأجيال، قضى شاه جيهان معظم وقته يتنقل داخل الضريح العظيم، يستعيد ذكرياته الجميلة مع ممتاز محل، بالطبع القصة لم تنتهي عند هذا الحد؛ تحكي كتب التاريخ عن أن “اورنجزيب” ابن شاه جيهان، كان يرى أن ما يفعله والده هو الجنون بذاته، وأنه أضاع اموال الدولة، في شيء لا يسمن ولا يغني من جوع، فقام بالانقلاب على والده، وحبسه داخل القصر، إطلاقا لم يحزن شاه جيهان، كل ما كان يفكر به هو ممتاز محل ، كل ما كان يفعله داخل محبسه أنه كان يمسك مرآة صغيرة يرى في انعكاسها صورة الضريح ضريح ممتاز محل أو تاج محل، حتى ذهب ليلتقي بحبيبته، ويدفن معها في ضريح تاج محل.

في النهايه قد ترى أن شاه جيهان استحق ذاك العقاب؛ لأنه أخذ امرأة من زوجها، وقد ترى ممتاز نفسها إمرأة أنانيه
وأن ما فعلته بحق زوجها، جريمة ليس إلا.. لكن انظر ايضا للجانب الآخر، إنهما اثنان أحب بعضهما، وما هذا الرجل إلا عائقا أمامها، لست أدافع عن ممتاز أو عن شاه جيهان.. إن كنت تري هذا او ذاك فهذا حقك عزيزي القارئ، لكن عليك في النهاية أن تتفق أنها أعظم وأجمل قصة حب وعشق ووفاء وعذاب.

فيديو مقال أجمل قصة حب على الإطلاق

 

 

 

أضف تعليقك هنا