احذر القريب

أصبحنا اليوم بكل أسف نحذر من القريب الذي لم يترك شيئاً لم يفعله، فهو من دفع الأحباب والأصحاب والأهل أن يحذروه ويكونون حذرين منه وقليلو التواصل والتعامل معه.

قد يكون القريب أشدّ خطراً من الغريب

فهو قد بدر منه مالا يمكن أن يبدر ويصدر مهما كان فالقريب هو ذلك الشخص الذي كما لا يحب الشر لنفسه لا يحبها لمن حوله ويسبق الغير على نفسك ويضحي عند الحاجة والضرورة، فهو الحب والراحة والأمان إلا أن قريب اليوم قد قتل قريبه وخدعه وخانه وكذب عليه وظلمه وحقد عليه وانتقم منه أشد الانتقام، سرقه ونهب ما لديه وغشه واحتال عليه، وسخر منه واستهزء وأهمله وقصر معه عمداً… تعدى عليه وتجاوز حدوده وطمع في الذي عنده وانتهك عرضه وشرفه. قريب اليوم ألحق بقريبه الضر والأذى والسوء وأهانه وذله وغدره فالقريب خطر لدى البعض.

كيف أثرت الأنانية بالقريب لتجعله شخصاً يجب الحذر منه؟

قد حل الغريب مكان القريب لأنه أثبت أنه أحسن وأفضل وأصدق وأرحم من القريب فعوض احذر الغريب تحولت العبارة إلى احذر القريب، فالقريب كشف أوراقه ونواياه الغير سليمة الغير جيدة البعيدة والتي لا صلة لها بالقرب والقرابة، فقد فعل وقال وتصرف بأمور غريبة عجيبة انصدم لها قريبه… فلو يكن ذلك الحضن الدافئ الحنون الكبير الرحيم الحامي المحتضن وقت الشدة ولا حتى وقت الفرح.

وصل بالقريب الذي يكون أخ وزوج وابن وزوجة وأم وأب أنه ترك أخوته وكونه زوج وابن وأب وأقدم على ما يفيده هو فقط، فالأنانية سبب وحب المال سبب والتفكير في النفس ومصالحها سبب وانقطاع صلة الرحم سبب والعديد من الأسباب التي لا داعي لها وصلنا غلى أننا نحذر من القريب فالقريب اليوم عدو وخائن وخطير ومجرم ويهدد هدوئنا وراحتنا وحياتنا واستقرارنا.

هل أخطأنا حين حذّرنا أطفالنا من الغريب دون القريب؟

دوماً نحذر الصغار أن لا يحتكوا بالغرباء خوفاً عليهم من الغرباء لأنهم غرباء ولا نعرف عنهم شيء ودوماً في ظننا أن الغريب هو من يؤذي لأنه لا يشعر بالذي أذاه لا إنسانياً ولا هو قريبه الذي يخاف عليه ويحرص على حمايته ووجوده بمكان الأمان، إلا أننا صرنا نحن من نحذر أنفسنا ومن حولنا بأن يحذروا من القريب ويكونوا فطنين غير مرتاحين كل الراحة والارتياح في التعامل والتواجد مع القريب فكل شيء متوقع منه، فقد كان من العديد من القريبون والأقرباء البشاعة والعنف والضر والظلم الذي لا يتصوره ولا يصدقه أحد إلا أنه حد وهذا ليس باليوم فقط وإنما بالأمس، إلا أن اليوم الحذر من القريب احتياط وواجب أكثر من قبل.

جرح القريب أعمقُ أثراً في النفس

احذر القريب فقد يكون قريبك عدوك ويحفر حفرتك وأنت معه وهو معك، احذر القريب فالضر قد جاء منه، احذر القريب فلا تثق واستعد لكل شيء منه، احذر القريب الذي من أجل مصلحته قد يمحيك وينهيك ويطردك من الحياة بكل بشاعة وفظاعة، فاحذر القريب متى رأيت من القريب تصرف قول فعل عمل سلوك حركة لا يفعلها أي قريب من المفروض إلا أنه صدرت منه فهنا انتبه وكن حذر فقد يكون يخطط لما هو أعظم.

ليس كل قريب نحذره وإنما هناك من بالفعل لا بد أن نحذر فقد صدر منه من قبل ما جعلنا ودفعنا إلى أن نكون حذرين جداً غير غافلين، وكلما كنت حذراً كلما منعت من حدوث مالا يجب أن يحدث من ذلك القريب لأنه قريب ولأنك قريبه ولا تستحق ولا يجوز للقريب أن يؤذي قريبه مهما كان فهو الأمان، احذر القريب الذي ترك قربكما وقرابتكما جانباً واتجه الى ما يخدم مصلحته ولو كانت على حساب قريبه فهنا يجب توقيفه ومنعه من فعل الأخطر والأعظم والممنوع.

فيديو مقال احذر القريب

أضف تعليقك هنا