ارحل ليُدركوا فيندموا

إن البقاء مع من لا يريدك هو أن تبقى بالبقاء الصعب الذي لا يمكن الاستمرار فيه ومصيره الرحيل لا محالة؛ لأن مهما الشخص تحمل تصرفات غيره المزعجة المسيئة التي تدل وتوحي أنه لا يقبله ولا يريده معه سيأتي الوقت واللحظة التي يقرر فيها هذا الشخص الرحيل فوراً دون الالتفات للوراء.

لا وصال لمن بالوصل قد بخلوا

لك حق الرحيل دون لوم وعتاب الشخص الآخر، فهو قد رحل من كثير ومن صبر طويل وتحمل ولولا المعاملة الجافية مع الذي معه لكان تحمل وصبر أكثر من ذلك إلا أن هناك من يشجعنا على الرحيل الفوري الذي لا رجعة فيه، ونكون نحن جد راضيين ومستعدين لأننا استنفذنا كل الحلول والطرق و الوسائل التي تم اعتمادها واللجوء إليها جميعها دون استثناء للبقاء على أمل أن الوضع يكون أفضل، ومن يرفضنا يقدر ما نفعله من أجله ومن أجل البقاء من أجله أولاً.

متى وقفت الوقفة الرجولية الحاسمة التي تقول أنا هنا وتحت الخدمة وتخفف على من حولك وتضحي وتفعل الكثير من أجلهم وكله من أجل دوام الرابطة والعلاقة ورأيت ولاحظت وتأكدت أن الذي قدمت له كل شيء تملكه وهو لا يرى ولا يهتم ولا يبالي وإن تكلمت لا يسمع وإن وقفت وحضرت لا يراك وإن غبت لا يبحث عنك ولا يسأل فلك بالرحيل في الحال وارحل ليدركوا ماذا فعلت وماذا فعلو معك فيندمون أنهم خسروا شخصاً مثلك لن يجدونك ولن يتكرر أبداً.

الإهمال أولى درجات التخلي

لا تحاول مع من لا يريدك أكثر وأنت قد حاولت عديد المرات وإن جلست لتعرف كم مرة حاولت لن تصل للعدد الدقيق وذلك من كثرة المحاولات التي قمت بها لإقناعهم، وتغيير ولو بعض الشيء من تفكيرهم ونظرتهم وتحويل إهمالهم إلى اهتمام وانشغالهم إلى التفات وحب… فمن قمت معه بكل هذا وأهديته الحب الخالص النقي الكامل ولم يقدر ولو يحترم حتى مشاعرك وحبك فهذا بالفعل لا يستحق أن تبقى وأن تستمر وأن تحوم حوله وأن تعطي لنفسك أملاً هو ضائع عندهم ولا ذلك التفاؤل الذي سيضيع وقتك وعمرك وخاصة أنك قد حاولت وقمت بالكثير ولم تترك شيئاً لم تلجأ اليه من أجل تغير الحال.

ارحل ليدركوا فيندموا وعليه يتحسرون ويبكون ويشعرون بك ويراجعون شريط وجودك مع رحيلك، وكم أنت تركت أثراً بالغ التأثير فيهم، ارحل ليدركون فيندمون فيعرفون أنك الوحيد من كنت جيداً رائعاً جميلاً معهم، ارحل ليدركوا فيندموا فيبحثوا عنك فيحاولوا فعل ما كنت تفعله معهم بالضبط وأزيد لأنهم قد أدركوا من تكون وماذا فعلت والفراغ الذي تركته وراءك من جراء رحيلك الذي لم يؤلمهم في الأول وألمهم كثيراً عند غيابك عن عالمهم وحياتهم التي لم يعودوا يشعرون بها ولا معنى لها برحيلك…فارحل ليدركوا فيندموا.

حين لا تجد البيئة الحاضنة لروحك هل يكون الرحيل هو الحل؟

لا تلزم على نفسك البقاء في مكان أن لا تقوى على البقاء فيه طويلاً ورغم ذلك أن تضع نفسك الرافضة للبقاء بقلب المكان وتجبرها على التظاهر بأن كل شيء بخير وجيد وتحت السيطرة وأنك سعيد ومرتاح وتود البقاء فعلاً وداخلك يكاد ينفجر يصرح بأعلى صوت أبقى من أجل من؟ ومن أجل ماذا؟  فقبل أن تفرض على نفسك التواجد مع من لا تريده امنحها فرصة الاختيار والتعامل بكل ارتياحية وعفوية مما قد تتغير الأمور وتصير كما تريد وترغب،فلا البقاء بالغصب ولا الرحيل بالإكراه فابقَ متى أردت وارحل متى أردت ولتكن لك الأسباب والدوافع القوية المقنعة الواضحة المنطقية التي جعلتك تبقى وجعلتك ترحل.

الحياة بسيطة ولا تحتاج الى كل التعقيدات والتعظيمات والصعوبات التي نوجدها ونخلقها نحن دون غيرها، فمتى وجدت لا مكان لك بينهم ارحل ومتى تيقنت وشعرت أنك وحيداً وهم معك فارحل ليدركوا فيندموا فيراجعوا أنفسهم فيعودوا إليك وتعود الحياة بينكم، لا كما كانت وإنما بالشكل الذي حلمت به وتمنيته، فارحل الرحيل الذي لا يجعلك قاسياً كارهاً منتقماً وإنما الرحيل اعتبره محاولة قوية فعالة منها ستجد الحل وتكون النتيجة المرغوبة المنتظرة طويلاً.

فيديو مقال ارحل ليُدركوا فيندموا

أضف تعليقك هنا