استشعار نعم الله في زمن الكورونا

بقلم: غناء الموعد

إن الله أنعم على عباده ومخلوقاته بنعم كثيرة، قال تعالى: ” وَإِن تَعُدُّواْ نعمة ٱللَّهِ لا تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” سورة النحل ( آية ١٨)؛ أي إن تعدوا نعم الله عليكم لا تستطيعون أن تحصوها لكثرها ولكرم الله لعباده ومخلوقاته، ولو جلس الإنسان يتفكر بكم النعم لأمضى ساعات طويلة ولن يحصيها
ففي ظل ما نمر به في هذه الأيام بسبب الوباء الذي يغزو العالم، فهذا الوقت من أهم الأوقات التي علينا أن نستشعر نعم الله التي أنعم الله بها علينا منها: نعمة القوة الجسدية والصحة والعافية، ونعمة السمع والبصر والكلام واللسان والعقل والتذوق والشم والزوجة الصالحة والذرية، فكل هذه نعم رزقنا الله بها وغيرها الكثير..

فهناك أنواع للنعم:

  • النوع الأول: ما ذكرناه سابقاً وهي النعم التي أنعم الله بها علينا في الدنيا وهي النعم الظاهرة.
  • النوع الثاني: النعم الحاصلة للعبد من أمور الآخرة وهي:
  1. الإسلام وهي من أعظم وأهم النعم التي أنعم الله بها علينا أن خلقنا مسلمين ، فيا لحظ من خلقه الله مسلما في بيئة مسلمة
  2. تقوى الله تعالى: أي نلتزم بأوامر الله تعالى وننتهي عما نهانا عنه
  3. الخشوع في الصلاة: أي أن نعطي الصلاة حقها من أركان وشروط…
  4. الإعانة على الصيام وبر الوالدين وغيرها من النعم..

نعم الله التي نتتظرها نحن المسلمون

وعد الله عباده المؤمنين بالعديد من النعم جزاءً لإيمانهم وطاعتهم وصبرهم، ومن تلك النعم التي وعد الله بها عباده المؤمنين:

  1. الحياة الطيبة، فقد وعد الله عباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة الهنيئة المبنية على الالتزام بمنهج الله القويم والصراط المستقيم.
  2. الأمن والنجاة في الدنيا والآخرة، فقد وعد الله عباده بالنجاة من الفزع الأكبر
  3. المغفرة فقد وعد الله عباده بالمغفرة والأجر والثواب، فيغفر الله زلاتهم وكل ذلك برحمته تعالى

ذكر القرآن النعم الكونية لعباده

فقد حثهم على التفكر والتأمل بها، قال تعالى: ” ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ  لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّن نَّبَاتٍۢ شَتَّى” سورة طه ( آية ٥٣)؛ أي أن الله هو الذي جعل لكم الأرض ميسّرة للإنتفاع بها وجعل لكم فيها طرقاً كثيرة، وجعلها لتتمكنون من العيش بها والقرار والبناء، وأنزل الله من السماء ما نافعاً كثيرا فأخرجنا بسبب هذا الماء من الأرض أصنافاً شتى أي متفرقة من النبات، وهذه الأصناف مختلفة المنافع والألوان والطعوم والروائح، مما يدل على كمال قدرة الله ونفاذ إرادته، وخلق الله لنا الشمس والقمر ليتحقق النفع لنا، قال تعالى: “هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ” سورة يونس ( آية ٥)؛ فبالشمس تعرف الأيام وبالقمر تعرف الشهور والأعوام، ما خلق الله تعالى الشمس والقمر إلا لحكمة عظيمة ودلالة على كمال قدرة الله وعلمه يبين الحجج لقوم يعلمون الحكمة في إبداع الخلق والبحر مخلوق أيضاً وفي خلقه ما هو عليه يحقق لنا الشئ الكثير ، قال تعالى: “ٱللَّهُ ٱلَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِىَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِۦ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”؛ أي أن الله هو الذي سخر لكم البحر لتجري السفن فيه بأمره ولتبتغوا من فضله بأنواع التجارات والمكاسب، ولتشكروا ربكم على تسخيره ذلك لكم فتعبدوه وحده وتطيعوه فيما يأمركم به وينهاكم عنه، فإن النعم ابتلاء وامتحان، ولو كانت النعمة إكراماً لكان الرسل أغنى الناس وأكثرهم أموالاً، ولما كان للكفار شئ من الدنيا على الإطلاق.

كيف تحفظ النعم؟

إن النعمة إذا أراد العبد أن تحفظ من الزوال عليه بالشكر ، فبالشكر تحفظ النعم وتزداد ، قال تعالى: ”  وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” سورة إبراهيم ( آية ٧)، فالشكر هو السبب الأول لحفظ النعم وبالتالي فإن تجاهلها يؤدي لزوالها، من الأمور التي تساعد على زيادة النعم كثرة الإستغفار والدعاء الكثير فمن عرف الله وقت الشدة عرفه الله وقت الرخاء ، فبالدعاء تزداد النعم ويزول البلاء فنحن بأمس الحاجة لشكر النعم ، والدعاء في هذا الأيام ، فقد قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ  وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” فعلينا أن نستحضر هذه النعم، وأن نصبر فالله رحيم بنا،” فاللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك”.

بقلم: غناء الموعد

أضف تعليقك هنا