الحجر في زمن الكورونا

بدأت أيام الحظر بكثير من المتعة وشعرنا خلالها أننا نعيش اللحظه الفارقة في إنقاذ البشرية والتزمنا بالتعليمات وظننا أن الكمامة والجلوس في البيت ستساهم في انقاذ العالم، لم نكن نعلم أن ثمة شيء ما ينتظرنا، وسيقلب الحياة رأسا على عقب وكل ما نتمناه أن لا يكون للأبد.

سلبيات الحجر الصحي

ما ان بدأت الأيام تمشي حتى بدأت تظهر العديد من الظواهر وتتحول الى عادات كالخوف من الناس ومن التسوق،! ترك المسافات الآمنة،! لبس الكمامات،! استخدام المعقمات،! غسل الايدي مع كل مره تعود فيها الى المنزل مع غسل صنبور المياة لضمان خلوه من الفيروس الذي قد يكون تسلل الى هناك، السلام بالنظر على من تعرف ومن لا تعرف.. كان كل هذا خلال اسبوعين وسينتهي لكن الأمر اختلف فطالت الايام وتحولت الى ٢١يوم بعدها شهر وبعدها إضافة اسبوعين ومع كل يوم يضاف تتوسع وتزداد معه المخاوف من الناس وعليهم.

ما هو سبب ظهور العادات الغريبة عند الناس؟

فبدأنا في افتعال عادات جديده لم تكن موجودة كالرياضه على الاسطح وعمل بعض التمارين الجديدة، متابعة المسلسلات وعمل فيديوهات على التكتك لدرجة ان تكون مشغول جدا دون ادنى عمل فعلي. نقضي حياة مختلفة ولكن في عالم افتراضي بعيدا عن الواقع الذي نحاول الهروب منه على ان نستمتع نسعى لافتعال الضحكات وان كان اغلبها صفراء، نناقش مواضيع علها تدخل السرور الى قلوبنا لكن هيهات، نتحدث عن اي شي تافه حتى نفتعل قهقهة او نرسم ابتسامة على الشفاه لكنها لا تصل الى القلوب ولا تدغدغ فينا عمق المشاعر.

كذلك الحنين الى الوطن كركام فوق الركام ايضا كان حاضرا معنا وبدأنا نتحدث حول العودة الى الوطن ونمني النفس ان نصنع الكثير حين نعود وانا أؤمن من داخلي انه لن يتغير شيء.

هل سنعود يوماً إلى حياتنا الطبيعية؟

سنعود حتما سنعود لكن ما ان نصل الى هناك الا وستتلاشى كل الافكار التي رتبناها وقضينا وقتا” في الحديث حولها وسندخل في نظام الرتابة مجددا” والاندماج مع فكرة المحيط،الأيام صعبة جدا واتعبتني لدرجة اني اصبحت امارس اشياء جديدة الاهتمام بالبشرة وعمل زيوت للقضاء على حب الشباب وتربية اللحية مع شعر الرأس، اصبحت اتسوق بخلسة واتفقد حبات الطماطم ايها مضروبة وايها باللون الاحمر الداكن وكم من المحتمل ان تصمد بشكلها هذا، اقلبها وكأني ارى عارضة أزياء تمشي امامي متناسيا انها حبة طماطم كل مافيه انها ستدخل في طبخ طعام نأكله.

نحاول ان نشتري حبات الروتي بناء على لونها البني ونشتري حبات السمبوسة من مكانها المخصص بحجة انها تختلف كل هذا من اجل ان نخلق جو يصلح للعيش يصلح للحياة.. كل هذا بسبب ايام الحجر المنزلي، وهنا الاشارة الكبيرة الى اننا قادرون في سائر الايام نخلق لانفسنا الاجواء ونغير الروتين ونضبط نظامنا،

وأخيرا وليس باخير من اجل القضاء على الفراغ والاستمتاع بالوقت في ايام الحجر الصحي او الحجر المنزلي بدانا نتبادل الكتب ولكن لا نقرأها والحكم لك الان ايه القارئ العزيز ماذا صنعت بنا الايام.

فيديو مقال الحجر في زمن الكورونا

أضف تعليقك هنا