الحضارات القديمة وأسرار الحكمة المطلقة

من البديهي أن تكون الأغلبية الساحقة من الناس اليوم لا تكترث بالبحث والإطلاع حول فلسفات الحضارات القديمة، على مبدأ أن المفاهيم والعادات من الأزمان الغابرة لا يمكن أن تنطبق على عصرنا الحديث، أو انطلاقاً من فكرة أن العالم تطور وبات لدينا كل ما نحتاجه من العلوم والتكنولوجيا.

العلم القديم هو النبع الصافي الذي لابدّ من العودة إليه

إن عدم الرغبة من الإستفادة مما امتلكه أسلافنا من حكم، نابع من النقص الحاد في البصيرة، والتضخم في تقديس “الأنا” وعالم المادة، ولكن عندما نعلم بأن أكثر العلوم تطوراً اليوم مازالت تسعى جاهدة لاكتشاف الكثير من الأسرار التي لاتزال خفية عن فهمنا المتطور وكافة تكنولوجياتنا الحديثة، وعندما ندرك أن ما بدأت اليوم علوم الفيزياء الكمية بكشف النقاب عنه كان واضحاً كنور الشمس لتلك الحضارات، نعلم أنه علينا الإهتمام بالبحث للحصول على تلك المعارف المطمورة.

ماهو الهدف من طمس الفلسفات القديمة؟

لم يكن طمس الفلسفات القديمة، وعدم تقديمها للناس وعدم إلقاء الضوء عليها، وإخفاء معالمها حدثا عفويا، بل هو استراتيجية منظمة لبرمجة البشرية وإرساء أسس العالم المادي الاستهلاكي الأعمى، وبث فلسفة فكرية محدودة بعيدة كل البعد عن الروحية الإنسانية الحقيقية والقادرة على الخلق، وقد استخدمت الأدوات اللازمة لتلك البرمجة الذهنية عبر العصور من خلال المناهج التعليمية والإعلام، فالمناهج التربوية تم تصميمها حتى تجعل من جميع البشر برامج وظيفية ذات طموحات مقولبة ومحددة للعمل على خدمة المنظومة العالمية والاقتصادية

وتهدف هذه البرامج على الحد من القدرات الإبداعية والهاء الناس بمعلومات لا تتعدى السطحية ولا تفيد بأي شكل من الأشكال بارتقاء الوعي البشري، وقامت هذه المناهج بقتل الإمكانيات الحقيقية للدماغ والروح البشرية من خلال تجميدها عند مرحلة القشور الحسية، ولعبت الوسائل الإعلامية دور المدرسة المجتمعية الكبرى في ترسيخ مفهوم أهمية الحاجات المادية وبرمجة روح الاستهلاك، مما أضعف الحاجات الخلقية والوجدانية، فابتعدت البشرية عن قدرتها على التواصل مع الطبيعة والكون، وباتت الطبيعة مادة قابلة للاستهلاك بدل أن تكون المصدر الأساسي للحياة.

الطب وعلاقته بباقي العلوم

حتى أن الطب وتطوره يعمل من منطلق مادي واستهلاكي يهدف لتحقيق تحسن وقتي، وهو نظام بعيد كل البعد عن الشفاء الحقيقي أو تعزيز القدرة المناعية والشفائية لدى الإنسان.أضف إلى ذلك مبدأ فصل العلوم عن بعضها  مثل فصل الفلسفة عن الفيزياء والكيمياء، بحيث قام هذا المبدأ بتحجيم قدرة الدماغ على الفهم الشامل بأسس الحياة، فتبقى المعرفة محصورة بدائرة واحدة هي مجرد جزء من كل.كما أن إرساء مبدأ التعارض بين الدين والعلم كانت له القدرة الحاسمة على تشتيت الفكر وخلق شرخ بين عنصرين متلازمين في التركيبة الأساسية للحياة الإنسانية، لا بل وتكوين اضطرابات نفسية عديدة.

 ماهي أهمية البحث عن المعارف المخفية؟

إن الهدف من تلك الايضاحات التي وردت هو حث ذهن القارئ على السعي إلى الإطلاع على المعرفة الحقيقية كي يتمكن من تحقيق التطور الذهني والروحي الذي هو الهدف الحقيقي من الخلق، وهذا ما تؤكده كل الحضارات القديمة، حيث أن الإنسان لم يخلق ليحيا فقط في البعد الفيزيقي المادي، فهو لديه كل الأدوات اللازمة للولوج إلى أبعاد أخرى، بحيث هناك حواس أخرى غير الحواس الخمس التي نعرفها، كما أن هناك أجسام غير الجسد المادي، وللكون أبعاد لا متناهية، كما له قواعد يجب احترامها كي نتمكن من التطور والحصول على التوازن النفسي والروحي.

في الختام، هذه بعض الإقتراحات لمن يهتم بالبحث والمعرفة والغوص في دروب الحكمة: علوم الخيمياء _ الأشكال الأفلاطونية _  مدرسة عين حورس- هرمس مثلث العظمة- رسالة كن أنت – الجمعية المصرية للدراسات الروحية.

فيديو مقال الحضارات القديمة وأسرار الحكمة المطلقة

أضف تعليقك هنا