الصورة السلبية للمجتمع الشرقي في رواية نجيب محفوظ: (زقاق المدق)

نبذة عن رواية (زقاق المدق) لنجيب محفوظ

يصور لنا الكاتب العربي المصري نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل للآداب المجتمع الشرقي في روايته (زقاق المدق) بصورة بهيمية حيث البحث الحثيث عن الجنس الآخر من أجل إشباع الرغبات غير المشروعة؛ فكل أهل الحي تقريبا يبحثون عن من يملأ فراغهم الحسي والعاطفي ويظهر ذلك جليا في رغبة الكثير من رجالات الزقاق في الفوز بجميلة الحي “حميدة” ومطاردتها بأعينهم تارة وبأرجلهم تارة أخرى..كما يظهر لنا الكاتب حالة من الشذوذ لإحدى أهم الشخصيات في الرواية وهو المعلم كرشة صاحب القهوة، فضلا عن احتواء الرواية على كم هائل من العبارات النابية والسوقية نراها كثيرا على لسان المعلمة أم حسين زوجة المعلم كرشة وابنه حسين كرشة وغيرهم من الشخصيات كجعدة وزيطة. وعلى الرغم من أن الرواية جرت أحداثها في وقت الاستعمار الانكليزي لمصر، إلا أن الكاتب لم ينبس بأي عبارة تسيء إلى ذلك الاستعمار أو تبين تعامله السيئ مع الشعب، كما فعل مع بطل القصة “عباس الحلو” الذي يُقتل في نهاية الرواية على يد الجنود الإنكليز وهو يدافع عن محبوبته في الحانة التي كانت تعمل بها لإرضاء شهوات المحتل مقابل المال.

كيف صوّر نجيب محفوظ المجتمع الشرقي في روايته (زقاق المدق)؟

ولنجيب محفوظ في هذه الرواية كذلك، إشارات كثيرة إلى القرآن الكريم وإلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، يحاول أن يربطها غالبا في سياقات غير ملائمة وكأنها تسيء للإسلام والقرآن الكريم فتراه تارة يستشهد بسورة (الكافرون) وبالتحديد الآية رقم (6) فيقول: “لكم دينكم ولي دين!” وذلك في سياق كلامه عن المعلم كرشة وشهواته الشاذة واختلافه مع الناس وعدم التخلي عنها بعد النصيحة، ثم في مكان آخر من الرواية يصف الكاتب أحد شخصياته وهو السيد درويش أنه ولي من أولياء الله وأن الوحي يأتي إليه باللغتين العربية والانكليزية مما يظهر نوعا من الاستهزاء بالوحي وقدسيته عند المجتمع الشرقي والإسلامي، وفي موضع آخر من الرواية يصف الكاتب ليالي السمر التي كان يعقدها المعلم كرشه مع أصحابه وهم يتعاطون الحشيش ولعب الورق واحتساء الخمر، يصفها؛ بأنها ليالي طويلة تمتد الى الفجر فيستشهد بسورة البقرة الآية ( 187) فيقول: “بدأوا بسهرة جديدة لا تنتهي حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”. أما المعلم جعدة فكان يعلم الناس مدائح الرسول من أجل الكُدية..لربما كلما ذكرناه ينصب في مصلحة من يحاول الانتقاص من المجتمع الشرقي، ولا سيما عند ترجمة هذه الأعمال الى اللغة الانكليزية بأيديلوجيات مغرضة هدفها تشوية صورة مجتمعنا مع ضرورة عدم إنكار مستوى ما قدمه الروائي الكبير نجيب محفوظ من أعمال رائدة أغنت الكثير من جوانب الأدب العربي.

فيديو مقال الصورة السلبية للمجتمع الشرقي في رواية نجيب محفوظ: (زقاق المدق)

https://youtu.be/bbch70D3hkU

 

أضف تعليقك هنا