الطبقية الفكرية

ألفنا دوماً عبارة الطبقية المادية الأرستقراطية مرجعيتها الفقر و الغنى، بمفهوم اختزال المال والثروة لفئة قليلة تتمتع برغد العيش مشمولاً بنفوذ استبدادي عنصري دون باقي المجتمع المغلوب على أمره بمنطق استعبادي مسموح له بانتهاج سبيل الجزأرة لا غير.

ماهي عدوى الطبقية ولماذا لم تجد حيزاً لها عند الإسلام؟

إن ما خلف حراكا ثورياً في كثير من الأمم كما شهدناه عند البلاشفة الروس، و لله المنة أننا من أمّة إسلامية أوجدت قنوات تضبط الفروق المادية كالزكاة و الصدقة و التكافل الاجتماعي شطر أساسي في مقومات الشخصية الإسلامية، و الغريب في الأمر إصابة الفكر بعدوى الطبقية، حيث نشهد اتساع الهوة بين المفكر العربي و العامة بممتطى نرجسي عقيم في الغالب و منزوع الحياء هذا بالنسبة للجانب الفارغ من الكوب

أما المملوء أضحى كمثل السد المكتنز للماء دون إرواء الزرع، هذا حال المثقف اليوم، و كل اللوم يقع على عاتقه بحكم فشله الذريع في فقدان حلقة الوصل بينه و بين العامة بتبنيه الأسلوب النمطي القديم، حيث لم يغير مفرداته البينية المشفرة في حيز ضيق و طبقي خاص بالصفوة دون السواد الأعظم الاجتماعي غير الملائم، فهو كمثل السماء فيها متسع لكل ألوان الطّيف لكنها تعشق الأزرق.

كن طبيباً مداوياً لمجتمعك لا مسكناً لألمه فقط

أخي المثقف اعرف لون مجتمعك و تحدث به و بسّط تصلّ، كما لا تختزل الدور المناط بك في التشخيص كمثل الطبيب الفاشل الذي ينمق الكلام بأسلوب علمي دون وصف الدواء و يبقي الألم ملازماً للمريض، بل اقترح مع التشخيص حلولاً… أخي المفكّر إن عجزت عن إتمام دورك اترك المجتمع يعاني بجهل يكفيه إحساس الألم.

لا تستسلم للمعوقات التي تعترض طريقك، كن إيجابياً

لا تعتذر أخي بالمعوقات و هي و إن اشتدت لن تكون بالحدة التي عاش فيها رواد الفكر، و خير مثال عبد الحميد بن باديس الذي أبدع و طبع اسمه بنور وسط الظلام الحالك بالإخلاص و نبل المقاصد و إيمانه بأن الأزمة تلد الهمة و أن الإيجابية الفعالة هي عقيدة المفكر و المصلح، يا أخي المفكر، عش مع العامة، و ابعث روابط التواصل بأسلوب جديد، و ادنو ليرتقوا، فأنت وليد أمة إعجازها كلامها فصُغ خطاباً حسب المخاطَب

فيديو مقال الطبقية الفكرية 

 

 

 

أضف تعليقك هنا