المشرف التربوي في تحقيق استدامة المجتمع

بقلم: فداء محمود الشوبكي

يعتبر الإنسان عنصراً أساسياً في أي نوع من أنواع التنمية، ولا قيمة لها إلا إذا تحققت للإنسان الكرامة والأمن والحرية والعدل والمساواة وتطورت لديه المعارف والمهارات النافعة والاتجاهات المرغوبة التي تجعل منه عنصراً فاعلاً في خدمة المجتمع.

أصبح الحديث عن التنمية المستدامة سمة من سمـات العصـر

وأصبح الحديث عن التنمية المستدامة سمة من سمـات العصـر وضرورة لازمة لتلبية احتياجات الإنسان في النمو ومسايرة كل جديد في مجالات المعرفة والاكتشافات، مما دعا أغلب الدول العربية إلى إنشاء أجهزة ضمن تنظيمها يكون من مسئولياتها النشاط التدريبي المطلوب، وحيث أن التعليم أمراً حاسماً في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين قدرة الناس على التصدي لقضايا المجتمع، وتغيير مواقف الناس فهو القوة الوحيدة القادرة على التغيير مما يتطلب إعادة النظر في طرق إعداد المعلم وتنميته، فالمعلم ذو الكفاءة هو الذي يستطيع تحقيق أهداف مجتمعه بفاعلية وإتقان. ويتحقق ذلك من خلال التنمية المهنية والتدريب المستمر للمعلم أثناء الخدمة.

كيف تتحقق استدامة المجتمع؟

وبالتالي فإن استدامة المجتمع تتحقق بالدرجة الأولى من خلال استدامة التعليم. فالتعليم الجيد أهم عامل من عوامل الاستدامة، فهو يعمل على تزويد الأفراد بالمعارف والمعلومات الضرورية لنموهم الشخصي والاجتماعي وبناء ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم التي تساهم في رفعة المجتمع، وعملية التربية والتعليم تسعى إلى إحداث تغيير مرغوب فيه للفرد والمجتمع، وتتحقق بذلك استدامة المجتمع.

فاستدامة المجتمع: هي استثمار وتطوير مكونات المجتمع بما لا يضعف قدراته على تلبية احتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل.

والاستدامة التعليمية: إحداث تغيرات في ثقافة الطلبة من خلال إعداد أجيال ذات فكر متنور علمياً يعمل على مواكبة التطور العلمي التكنولوجي بشكل مستمر.

مفهوم التنمية المهنية المستدامة

بدأ مفهوم التنمية المهنية المستدامة بالظهور من السبعينيات للقرن العشرين، ويعتبر مبدأ من مبادئ السياسة التعليمية بضرورة إعادة النظر في إعداد المعلم بحيث يبدأ بمرحلة أولية قبل الخدمة ويستمر طوال الخدمة. وبذلك فإن التنمية المستدامة هي عملية صنع المعلم بإعطائه المهارات اللازمة ليحقق مستويات عالية في التدريس من خلال تعامله مع المنهاج والوسائل والخطط بمساعدة المشرف التربوي.

أهداف التنمية المهنية المستدامة

تهدف التنمية المهنية المستدامة للمعلم إلى:

  • مواكبة المعلم للتطورات التي تطرأ على المناهج الدراسية.
  • استشراف التطورات المستقبلية والاستعداد للتعامل معها بإيجابية.
  • معرفة المدرس بمهارات التفكير الإبداعي ومهارات التدريس وتطبيقها.
  • المعرفة بمهارات البحث العلمي من حيث الأدوات وبنائها ومعرفة النتائج وتحليلها.
  • رفع المستوى المهني والعلمي للمعلمين.
  • العمل على تكامل شخصية الطلبة وتنمية تفكيرهم الإبداعي وفهم حاجاتهم وحل مشكلاتهم.
  • إعداد المعلم الباحث في المجال العلمي والتربوي والمشكلات المتعلقة به.
  • تبادل الخبرات والمعلومات بين المعلمين في نفس المدرسة والمدارس الأخرى
  • المساهمة في حل المشكلات التربوية والتعليمية وتطوير العمل التربوي في المجتمع

خصائص النظام التعليمي الذي يؤسس للاستدامة

لكي يكون النظام التعليمي عاملاً من العوامل الذي يؤسس للاستدامة عليه أن يتسم بمجموعة من الخصائص ومنها:

  • أن تكون له فلسفة شاملة وواضحة تحدد المبادئ والمسلمات التي يرتكز عليها.
  • أن تكون له أهدافه الواضحة الواقعية، الشاملة، المتوازنة، المترابطة، المتكاملة، التي تسعى إلى تحقيق الغايات والتغيرات المرغوبة في المجتمع وما يسوده من عادات وقيم.
  • أن تكون له سياسة واضحة تحدد أولوياته وتوجهاته.
  • أن يهتم بجمع المراحل بحيث يؤسس على تحسين المناهج وأساليب التدريس، حيث تكون مبنية على تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات.
  • يقوم في جميع مراحله على تنمية القدرة العقلية وتعميق مهارات الطلبة، ويطلق إمكانات الإبداع والابتكار والمخاطرة والاعتماد على الذات لإيجاد حلول للمشكلات.
  • يضع المعلم والمتعلم على صلة وثيقة بمشكلات المجتمع واحتياجاته.
  • يؤسس لثقافة المعرفة ويشجع على حرية الرأي.
  • يربط التعليم بأهداف التنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية.
  • يؤصل للتخصص أفقياً وعمودياً، فيحترم المراحل المختلفة في التخصص والتعليم.
  • يعطي قيمة عليا للعمل، ويؤهل الخريج لأن يبدأ العمل بنفسه.

دور المشرف التربوي في تحقيق الاستدامة

من أهم مجالات الخطة الإشرافية هو مجال النمو المهني للمعلمين وهو عبارة عن عملية مخططة تعاونياً، ومنفذة تشاركياً ومستمرة ترمي إلى تنمية الأفراد والجماعات مهنياً من خلال تلبية حاجاتهم القائمة والمنتظرة، مما يساهم في رفع كفاياتهم وتحسين ممارساتهم المهنية فينعكس إيجاباً على عمليتي التعلم والتعليم. وذلك من خلال الإعداد والتأهيل والتدريب المستمر أثناء الخدمة، لذا من الأفضل تدريب المعلمين من فترة لأخرى أثناء وجودهم على رأس العمل في مدارسهم.

يقوم التدريب على ثلاث أدوار هي:

  • تشخيص الحاجات التدريبية للمعلمين وتصنيفها.
  • تخطيط برامج تدريبية من مستويات معينة وتنفيذها وتقويمها.
  • المساهمة في تخطيط البرامج التدريبية الشاملة وتنفيذها وتقويمها.

تتمثل دواعي التدريب التي تحقق استدامة المجتمع فيما يلي:

  • سد النقص وأوجه القصور في عملية الإعداد.
  • تأهيل المعلمين الجدد.
  • تدريب المعلمين لمواجهة مقتضيات العصر وذلك يتضمن التعامل مع التكنولوجيا.
  • التدريب وسيلة لتحقيق التنمية المهنية للمعلمين وضروري للتجديد التربوي.
  • ضرورة التدريب لمواجهة عصر التفجر المعرفي وتطوير التعليم.
  • التدريب يسبب رفع إنتاجية المعلم وهو مطلباً عالمياً ووسيلة لزيادة العائد من رأس المال البشري.

بقلم: فداء محمود الشوبكي

3

أضف تعليقك هنا