الواعد هرب وعاد

الوعد وضرورة الالتزام به

إن الوعد ذلك العهد وذلك الكلمة التي خرجت كالرصاص وكالسهم الذي إذا صوب وخرج لا يعود، هكذا هو الوعد متى تم الوعد لا يجوز ولا يصح التهرب والتخلي عن الوعد، فهو في حكم الشيء اذا كان لا يختفي ولا ينتهي الا بأدائه ..فهو واجب عن إرادة وعن رغبة من خلال إبداء الواعد برأيه بموقفه بشيء ما عن طريق الوعد الذي قطعه فهنا واجب الوفاء بالوعد لازمة وعلى عاتق الواعد.

يجب عدم تقييد الوعد بمدة زمنية

متى وعدت فالأفضل أن لا تقيد وعدك بمدة زمنية طويلة نوعا ما، لا بالقصيرة التي تنقضي بسرعة وهنا تحديد المدة، من الأفضل عدم تحديد المدة والوقت، يكفي الوعد وقطع الوعد، وإعطاء العهد والكلمة والثقة والصدق والأمان والطمأنينة والراحة من الوعد الذي لدى الغير كالقانون الذي يطبق يطبق فيستحسن تركه لظروفه.

يجب عدم التسرع في قطع الوعود

كثيرون من يستعينون بالوعد كنوع من التهرب من الأمر في الحين، وذلك يحملهم مسؤولية هم في غنى عنها، ولكنهم يلجئون إلى اعطاء الوعد والنطق به بتسرع وتهور دون تفكير، ودون مشاورة النفس عن مدى قدرتها وتمكنها من تنفيذ هذا الوعد أم لا، وإنما يتم طلقه كالرصاصة التي يطلقها صاحبة في حالة غضب وتسرع شديد يؤدي بحياة الناس وبحياة للخطر والتهلكة.

هناك من الوعد في لسانك ككلمة كيف حالك وصباح الخير ..فهو في الصباح يعد، وفي المساء يعد، وبشكل مستمر، والوعد كالريح الذي جاءت ورحلت ولم تكن، في حين الموعود له ينتظر منه الوفاء، وتطبيق وعدك في أعمال ومواقف وتصرفات تسلم للموعود له حقه من الوعد الذي قطعته وصدر منك، إلا أن الواعد قد وعد؛ لأن الوعد في لسانه كسائر الكلام الذي يقال بشكل يومي ودائم هذا هو الوعد عنده وهذا النوع من الواعد يخسر الكثير من ثقة الناس ويقل مقامة وشأنه ومكانته بين الناس؛ لأن الوعد أمانة يجب تأديتها والحفاظ عليها كما يجب عكس ما يعتبره البعض أن الوعد كتصبيرة وتشجيع على الانتظار في العدم ومن العدم.

الوفاء بالوعد لا ينبغي أن تطول مدته

الوفاء بالوعد من الأحسن أن لا تطول مدته لأن هناك من ينتظر بفارغ الصبر وقد وضع أماله في وعدك الذي يرجى أن يكون وفق دراسة وتفكير واتخاذ قرار عن عقل وهدوء وتريث لكي لا تقع في موقف حرج وتحرج من معك من وعدته فهو قد وضع الثقة والأمان في وعدك الذي ان لم يتم كما يجب ينزل مستواك وقيمتك لديه وهذا طبيعي ووارد.

قطع الوعود بهدف التهرب من المسؤولية

قد لاحظنا في حياتنا من وعدنا وهرب جراء الوعد الذي وعده.. فهناك من يعد دون طلب من أحد ودون شرط مرهون بوعد من أحد، وإنما بكامل إرادته ورغبته وقرار منه منح وعده لنا، وفي حالة انتظارنا ومطالبتنا برؤية الوعد ميدانيا يهرب الواعد، وكأننا نحن من فرضنا عليه إعطاء الوعد لا من هو بكل حرية وارتياحية وعد الوعد الذي الغرض منه حسب نيته واعتقاده هو التهرب في اللحظة التي صدر منها الوعد، ورمينا بالجانب الأخر الذي يجعلنا ننتظر ونتأهب فعل صغير يدل ويبشر أن هذا هو الوعد.. فبالفعل هناك من يلجأ للوعد بغرض التهرب من الذي له حق عنده أو شيء ما أدى من ذلك التهرب والإحراج والخجل صدور وعد قد يعقد الأمر أكثر، ويؤدي بالعلاقة الجامعة بين الواعد والموعود له إلى الانقطاع بشكل سيء غير محبذ نهائيا.

يجب على الواعد أن يعد بما يناسب إمكانياته 

متى هرب الواعد من وعده؛ فهو لأنه وعد من أجل التهرب، فهرب ووعد من أجل اعطاء بصيص أمل.. ووعد من أجل وضع الأمر في خانة الانتظار.. ووعد من أجل تقوية صبر الموعود له.. أو وعد لأنه رأى نفسه قادرا وقتها وفي الوقت اللاحق هو غير قادر فهرب خجلا وحياء من المواجهة، وهنا وفي هذه الحالة لا حاجة للهرب؛ لأن نية الواعد حسنة، ووعد في ظروف جيدة وحسنة شجعته وحمسته وحفزته أنه يعد إلا أن الظروف ساءت معه، فيكفي هنا أن يعتذر ويقدر الأسباب والظروف التي منعته من أن يفي بوعده، وعلى الموعود له أن يقدر ويعذره.. ولهذا وجب أن لا يكون الوعد مقترنا بمدة، وقبلها قبل إصدار الوعد لا بد من التأكد الكلي أن النفس وامكانياتها وقدراتها قادرة على الوفاء بالوعد ليكون الواعد في المرتبة التي تناسبة لا أن يكون كذابا ومخادعا ومنافقا وخبيثا وغشاشا لأن هناك من يستعمل الوعد كنوع من الكذب والضعف والاستسلام والغش والاستغلال وغيرها الكثير من الأمور التي يتم فيها الحاق الضرر بالغير من وراء الوعد… مهما هرب الواعد من وعده مصيره أنه يعود بعد أن ينسى الموعود له ومن حوله وعد الواعد ولكن أي عودة هاته التي بلا ظهور مشرف وراقي ومتألق.

فيديو مقال الواعد هرب وعاد

 

 

أضف تعليقك هنا