الوصايا النبوية للوقاية من الأوبئة والأمراض

بقلم: محمد سعيد

مما لا شك فيه أن ما يحدث في العالم من انتشار فيروس كورونا و الذي وقف العالم بقده وقديده عاجزاً أمام علاجه أو إيجاد علاج له. بجانب وقوف عجلة الإنتاج في كل أنحاء العالم و وقوف حركة الطيران و السفر والهلع والخوف الذي إجتاح العالم و جميع شعوبه و هم يرون الناس تسقط مرضى أو موتى لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلاً.

ما هي الوصايا النبوية للوقاية من فيروس كورونا؟

فكان البحث عن مسببات هذا المرض أو ما يؤدي إلى الاصابة به و كأنه يذكرنا بالوصايا النبوية للوقاية من الأمراض و الأوبئة التي قيلت منذ 1400 سنة و أكدت فعاليتها حتى الآن. فهيا بنا نلقي نظرة على هذه الوصايا النبوية الكريمة لعل القوم يأخذوا بها و يتعظوا بها.

أولاً: البقاء في أرض الوباء و عدم القدوم إليها

و هو ما نقوم به الآن.روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ، قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف ) ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد.

و أيضاً حديث النبي صلى الله عليه و سلم(ذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ).ها ما جاءَ عند مسلم في صحيحه من حديثِ جابر بنِ عبد الله – رضي الله عنه – أنّه كان في وفدِ ثقيفٍ, رجلٌ مجذوم، فأرسل إليه النبي: ((ارجِع فقد بايعناك)).

ثانياً: الحفاظ على النظافة الشخصية

الإسلام أتى ليعتني بالإنسان قلباً و قالباً. و من الأمور التي اهتم بها نظافة الملبس و الجسد و كل ما يخص المسلم. فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم( و ثيابك فطهر) و أمر المسلم بلبس أحسن الثياب فقال تعالى( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد).عن سعد بن المسيب أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يحبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرمَ، جوادٌ يحب الجودَ؛ فنظفُوا أفنيتكُم؛ ولا تشبّهوا باليهودِ”.  فالتطيب و الوضوء و الاغتسال سواء يوم الجمعه أو عند الجماع كلها من الحفاظ على النظافة الشخصية.

ثالثاً: التداوي

أمر النبي صلى الله عليه و سلم بأن نتداوى و أن نأخذ بالأسباب و هذا لا ينافي الإيمان بقدر الله و قضائه لكن التداوي من قدر الله و مما أباحه الله رحمة بعباده.روى مسلم في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله -عز وجل-“.وقد جاءَ عند أحمدَ في مسنده أنَّ النبيَّ قال: ((إنَّ الله لم ينزل داءً إلا أنزلَ له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله)). و هو مدعاة لعلماء و أطباء المسلمين و صيادلته للبحث و الجد لايجاد العلاج الشافي بإذن الله لهذا المرض.

رابعاً: البعد عن الأطعمة المحرمة

إن الأطعمة التي حرمها الله و رسوله صلى الله عليه و سلم  حرمت لعلة أنها إما مضرة أو مسبب لعلل للبدن.  و بالتالي فالإسلام أتى ليحفظ صحة الإنسان و سلامته.ورَد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهَى أو حرَّم لُحوم الحُمر الأهلية، وأنه نهى عن أكْل كل ذي نابٍ من السباع، وكل ذي مِخلب من الطيور، وأنه نهى عن أكل الهِرَّةِ وأكل ثمنها.

و في الختام لا يسعنا إلا أن نقول بأن كل يوم تتكشف مدى صدق رسالة الإسلام و صدق و عظمة نبيه صلى الله عليه و سلم في كل ما أخبر به و منها مجال الطب و التداوي. و العالم يتخبط في تيهه و بعده عن طريق الله و الفطرة السوية. نسأل الله السلامة و الشفاء للجميع و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

بقلم: محمد سعيد

أضف تعليقك هنا