جمال الرجل فصاحته

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

ممرض بالطب النفسى

منذ يومين قابلت أحد الأصدقاء وكانابنه بصحبته…وأحببت أن أخلق أي حوار مع ابنه فسألته ما أكثر شيء يعجبك فى بابا…وكانت المفاجأه أن قال ما يعجبنى هو طريقة كلام بابا و أننى أشعر دائما بالفخر حين أسمعه يتحدث سواء معنا فى البيت أو مع أصدقائه…يا عمو بابا فعلا جميل …حينها تذكرت موضوع قد قرأته عن أن جمال الرجل فصاحته…ومن هنا جاءت فكرة المقال و عنوانه.

إن الفصاحة من خصائص الإنسان الراقي

و اقول ايها السادة … إن الفصاحة من خصائص الإنسان الراقى و تساعده على الرقى بنفسه و ربما بمن حوله … لذلك من ألوان التربية الاجتماعية أن تعلم ابنك فن الحديث ( هذا هدف المقال ) أن تعلم أبنك كيف يتكلم ؟ كيف يختار مفرداته ؟ كيف يعبر عن آرائه ؟ كيف يتصرف؟

ألفاظ تشعرك بالغثيان حين سماعها

و أنى لاندهش كثيراً مما اسمعه من لغه متدنية و من الفاظ تشعرك بالغثيان حين سماعها .. وأندهش اكثر بل واشعر بالحزن حين اسمع تلك المفرادات من شباب يحملون شهادات عليا، و ربما يتحدثون اكثر من لغه الا أنهم حين يتحدثون تشعر و كآنهم تخرجوا من اقذر الشوارع و ليس من جامعات محترمه.

و المحزن اكثر انه قد لوحظ و نتيجة عدم وعى الاهل لوحظ أن الاهل حين يجدوا اولادهم يتحدثون بتلك الطريقه الحقيرة و المتدنية يبدأوا بالحديث معهم بنفس الطريقه و مُبررهم فى هذا ( هانعمل ايه يا عادل ما احنا لازم نسايرهم !!!!!! )هذا فضلا عن انهم لا يستطيعوا أن يقرأوا صفحة من كتاب الله، من دون عشرات الأخطاء.

عدم اهتمام الأب بلغة أبنائه

ايها السادة …. مرة اخرى اقول إن جمال الرجل فصاحته، فلذلك حينما يهمل الأب أولاده من حيث لغتهم، وتعبيراتهم و مفرادتهم .. ويتركهم يستخدمون كلمات ركيكة ، أو كلمات لا تليق، أو تعبيراً خشناً، أو أسلوباً قاسياً، أو أسلوباً عامياً دون ان يوجههم الى هذا او يرشدهم و يعلمهم ما هو افضل حينها نصل الى هذا المشهد المحزن الذى نعيشه و نشاهده كل يوم . و لكى نعالج هذا علينا القيام باشياء

خطوات للحفاظ على لغة الأبناء

  • اولاً … على الاباء والامهات ابتداءاً أن يعوا هذا الامر و يفهموا اهمية وعيهم و خطورة جهلهم به … و عليهم ان يسعوا دائما الى حث ابنائهم للسعى للارتقاء بلغتهم و اسلوبهم و مفرداتهم .
  • ثانياً … حتى الاعلام اصبح يستخدم تلك اللغة الركيكة لدرجة أن هناك قناة شهيرة اختارت لبرنامج شهير على شاشتها اسم اقل ما يٌطلق عليه إنه أسم من تحت بير السلم . يا سادة … ليس تجديد الخطاب الاعلامى أن نستخدم لغة الشباب السوقيه الركيكة … بل المقصود منه أن تسعى لفهم طريقه تفكيرهم و أن تغزو عقولهم من الباب الذى يحبوه ( مثل مواقع التواصل الاجتماعى مثلا … و البعد عن القنوات التقليدية .. الخ الخ )
    اما أن يستخدم الاعلام نفس مفرادتهم الركيكة فهذا يعنى اننا نوافق على هذا ونؤيده …. بل يجب أن نحثهم على الارتقاء و ان نحسن نحن ابتداءاً لغتنا و مفرادتنا الاعلاميه …. إن معظم مذيعين برامج التوك شو اصبحوا يستخدموا الفاظ و مفرادات ( بيئة ) اكثر مما نسمعها فى الشارع !

أيها الإعلاميون مالكم كيف تحكمون؟

أخيراً …. ايها الشباب … ليس من الشطارة أن تستخدم لغه او مفرادات لا تليق بك و لا تليق بأسرتك … و أعلم إنه حتى لو أن كل زملائك يتحدثون بتلك الطريقه فلماذا لا تصبح أنت المميز بينهم و تأكد من أنهم سينظرون اليك باحترام حتى لو اظهروا لك غير ذلك … ألم أقل لك أن جمال الرجل فصاحتهاللهم احفظ أبنائنا …اللهم احفظ مصر .. ارضاً و شعباً  و جيشاً و أزهراً.

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

ممرض بالطب النفسى

أضف تعليقك هنا