حتى أنت يا بروتس!

ذُكر في غير موضعِ من التاريخ أن الديكتاتور الروماني يوليوس قيصر لما غَلُظَ حكمهُ اتفق مجلس الشيوخ الروماني على قتلهِ وكان من ضمن المتآمرين صديقهُ بروتس.

خذلان بروتس لصديقه يوليوس 

اختلف المؤرخين والرومانيون منهم أيضا على لحظات قيصر الأخيرة غير أنه ذُكر في موضع أنه لما رأى يوليوس بروتس صديقه أو ابنه غير الشرعي-على اختلاف الأمر- بين المتآمرين لم يقاوم بل رفع ثوبهُ على وجهه ثم قال “حتى أنت أيها الطفل”ثم قُتل.قد لا تكون عباره “حتى أنت يا بروتس “منسوبه إلى يوليوس قيصر فالثابت من قول المؤرخ اليوناني سويتونيوس أن قيصر لم يقل شئ قبيل موته لكن راحت هذه العباره مثلا يضرب في غدر المقربين.

هل لديك صديق لديه شخصية بروتس؟

يا صديقي إننا نحيا في هذا العالم ملفوفين بآلاف من شخصيةِ بروتس؛ تلك الشخصيه التي باعت القريب لسبب تافهِ،فيوليوس سيظل ذلك الشجاع الذي أقام روما وعظَم مجدها ورفع راياتها على حدوب لم يصلوا لها من قبل ولكن تظل دفينةُ بروتس مشنعةً عن مآربه العطبة لتعلمك أن الجانب الأسود من أي شخص قد يطغى عليه ويسحب بساط الخير من تحت قدميه لتظلهُ غمامةُ الغدرِ السوداء.

خذلان الأصدقاء هل هو أصعب الخذلان؟

يا صديقي لو خيروك بين ميتتين إحدهما بسيف والأخرى بخنجر فمت بسيف فإن الخناجر لا يحملها إلا الضعفاء أو الغادرين.يا صديقى أنا لست هنا لأحدثك عن الموت أو اعطيك نصائح عن الاسلحة ولكن أنا هنا لأخبرك أن بعض الكلمات قد تكون قاتله ،فيوليوس مهما قاسى من الحسرة فإنها انتهت بعد ثوان ولفظ أنفاسه ليلاقي موعوده على الجانب الآخر من الحياة؛ ولكن ينفطر قلبي على روح قد اسلمت مقاليد أمرها إلى روح أخرى واثقةً أنها لن تُخذل ثم خُذلت ببشاعةٍ لم ترى مثلها من قبل ،فإنني أرى أن الخذلان في العمر مره فكل ما كان قبله لم يكن خذلاناً بدليل أن الروح لم تزل تحاول وما بعده لن يكون ذا أثر فما ضر الشاةٍ سلخها بعد ذبحها.

قد بنتبادر يا صديقي بالتظاهر بالقوة فنجلس عن طاولة واحده نتفاخر أننا لا نهتم وأن الخذلان مجرد كلمهةِ مثيرةِ للضحك ،ولكن الحق أننا هلكنا ليس من الخذلان ولكن من التظاهر.يا صديقي خذ الكلمات وأطوي عليها صدرك وكن مخذولا في ربيع عمرك حتى إذا جاءك السئ فقل لقد رأيت الأسوء ثم أمضي فإن المخذولين حولك وقتها سيتأخرون وهم يلملمون شتات ارواحهم وقد لا يفعلون .

فيديو مقال حتى أنت يا بروتس!

أضف تعليقك هنا