حلول ومقترحات لمشاكل قطاع الصحة في الجزائر – #الجزائر

أصبحت قنواتنا الوطنية والفضائية الخاصة تقدم لنا في كل يوم حصصاً وروبورتاجات عن أطفال ونساء ورجال مرضى مصابين بأمراض منها المستعصية، يقدمون نداءات جمع التبرعات والمساعدات من طرف المحسنين قصد علاج أنفسهم أو أبنائهم، وهذه الصورة المزعجة والمؤلمة في نفس الوقت أصبحت تمغص حياة الشعب وخلقت نوعاً من الضغينة بين طبقات المجتمع.

ما واجب الدولة الطبي تجاه المواطن؟

كيف بالأب أو الأم التي ترى فلذة كبدها تنطفئ وتموت أمامها والعلاج الموصوف يتطلب أموالاً طائلة بالعملة الصعبة، والدولة غائبة عن هذا المشهد المحزن، إذ لا يعقل في جزائر 2020 أن نرى هذه الصورة القاتمة ثم السؤال أين وزارة التضامن الوطني؟ من غير المعقول ولا المقبول أن تكون هذه هي الجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء ليعيش الناس سواسية في ظل العدالة الاجتماعية.

ونحن في هذا العرض أو التقرير لم نأت لنلوم أحداً أو ننتقد أحد، بل جئنا لتقديم الحلول الموضوعية والواقعية القابلة للتجسيد وقطع الطريق أمام المتاجرين بصحة المواطنين وبناء جمهورية جديدة كانت أول كلمة عبرتم بها بعد تزكية الشعب لسيادتكم رئيساً له “جزائر لا يظلم فيها أحد”، فكانت برداً وسلاماً على قلوب شعبنا المتلهف لبناء دولة الحق والقانون.

ماهي تعهدات رئيس الجمهورية الجزائرية في قطاع الصحة العمومية؟

ضمان حصول جميع المواطنين على رعاية صحية نوعية عن طريق رفع الحصة المخصصة لقطاع الصحة من الناتج المحلي الإجمالي من أجل تحقيق الأهداف التالية:

• إنشاء مراكز استشفائية تستجيب للمعايير الدولية وتحسين المنشآت المتواجدة.
• خلق وإنشاء مستشفيات وتحسين منشآت الحالات الاستعجالية من حيث الموارد المادية والبشرية.

ونحن في إطار تنشيطنا للحملة الانتخابية عاهدنا الشعب أن تكون الصحة في بلادنا “صحيحة معافاة” وسيتم إعادة النظر في المنظومة الصحية برمتها لتكون في مستوى تطلعات شعبنا العظيم، وعليه فإننا نهيب بسيادتكم الموقرة تلبية مطالب الشعب في هذا القطاع الذي أصبح يقدم صورة غير مشرفة ومشوهة لبلادنا ونقترح التالي:
الحلول والمقترحات يجب الإسراع في تبني استراتيجية وطنية كفيلة بضمان خدمات صحية مقبولة ومتوافقة مع ما تقدمه قطاعات الصحة في البلدان المتطورة، وكذا تقليص الانفاق الغير مجدي في العلاج بالخارج المستنزف لعملتنا الصعبة

اقتراح بناء خمس مستشفيات

1. بناء مستشفى جامعي لأمراض التوحد

يقدم الاستشارة والعلاج والتوجيه، باعتبار أن ظاهرة تفشي مرض التوحد – ونحبذ قول حالات التوحد – التي أصبحت تشكل خطورة على المجتمع الجزائري، حيث وحسب بعض الإحصائيات فإن ما نسبته 8 بالمائة من الأطفال حديثي الولادة هم أطفال توحد، كما يجب بناء مراكز جهوية لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

2. بناء مستشفى لأطفال مرضى السرطان

مع مرافق التكفل بأوليائهم الذين يقطنون بعيداً عن المستشفى، مستشفى متكامل عبارة عن مدينة تحوي مدارس اعدادية وابتدائيات ومتوسطات، ومراكز إيواء للأولياء ومرافق ترفيه ملحقة، تجعل الطفل المصاب بالسرطان في المستشفى وقريب من أهله مع دمجه في الحياة العادية مثله مثل كل الأطفال العاديين.

3. بناء مستشفى لعلاج كبار المسؤولين في الدولة

أما آن الآوان أن يعالج المسؤول الجزائري في بلاده؟ أما آن الآوان ليكون لنا مستشفى لعلاج كبار المسؤولين في الدولة؟ تالله لهو الوقت المناسب وتالله لأنت أهل لذلك وسيرسم التاريخ اسمك شامخاً لامعاً في مسيرة تاريخ دولتنا، فعلى الله توكل وبه التوفيق، وفي هذه الأثناء نقترح أن يكون المستشفى العسكري لعين النعجة ووهران – هما مستشفا علاج كبار المسؤولين في الدولة مؤقتا – ريثما يتم بناء مستشفى جديد لعلاج هذه الفئة من سادة المجتمع وفق المعايير الدولية.

4. إنشاء مستشفيات بالشراكة مع الخارج

مثلاً المستشفى الجزائري –الأمريكي، المستشفى الجزائري الألماني، المستشفى الجزائري الفرنسي لعلاج الأمراض المستعصية وموجه لذوي للطبقة الثرية وميسوري الحال، إن القيمة المضافة لهذا النوع من المستشفيات ليس نوعية الخدمات المقدمة فحسب، بل احتكاك أطبائنا بكبار الأطباء في العالم واكتساب الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين والتحكم في استخدام التكنولوجيا المتطورة، حيث ستصبح هذه المستشفيات بكل بساطة مراكز تكوين لأطبائنا في تخصصات كانت ولا زالت حكراً على دول معينة بعينها.

5. إنشاء مستشفيات ومراكز امتياز للعلاج المتطور

يمكن أن تكون رائدة عالمياً في العلاج وجلب العملة الصعبة للبلاد، أو بعبارة أخرى إنشاء مستشفيات عالمية بمنظور اقتصادي بحت، يقول المدير التنفيذي لمجمع كولن التركي، أن مجمعه استقبل أكثر من 01 مليون مريض للعلاج في مراكزه المتواجدة في تركيا، وهنا يجب أن نقف وقفة متأمل، لأن 01 مليون مريض يعني على الأقل 02 مليون زائر (المريض ومرافقه) إلى تركيا، ويعني أيضا إذا أخذنا المتوسط الأدنى لعلاج كل مريض هو 1000 دولار فإن رقم أعمال المجمع يفوق 1 مليار دولار (أي أكثر من كل عائدات صادرات الجزائر خارج البترول)، دون الحديث عن المداخيل الناتجة عن استهلاكات ومصاريف مرافق المريض.

استراتيجية الدولة الجزائرية ذات بعد نظر

إن استراتيجية الدولة الجزائرية لابد أن تبنى على منظور ثاني غير ذلك التقليدي المقتصر على تقديم العلاج للناس، بل ليكون مصدرا لخلق الثروة وجلب العملة الصعبة، وربطه بقطاع السياحة ليصدق قول المثل الجزائري الشهير “حجة وفرجة”
وليست تركيا الوحيدة في هذا المجال بل العديد من الدول الصغيرة حذت حذوها أو ربما سبقتها في ذلك مثل دولة قبرص – التي هي بحجم ولاية من ولاياتنا الشمالية – التي تعتبر الآن قبلة ووجهة كل أوروبا في مجال جراحة الأسنان من تجميل وزرع وغيرها نظرا لرخص الأسعار مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي

كوبا أيضاً أخذت موقعاً متميزاً في مجال “الجراحة التجميلية”، إسبانيا هي الأخرى ذهبت بعيدا في مجال “علاج العقم والتلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب” فاق كل الحدود والأمثلة كثيرة، وإن كانت إمكانيات الدولة محدودة وغير قادرة على اقتحام هذا المجال نظرا للأزمة الاقتصادية الراهنة، فإننا نرى أنه يمكن الاستفادة مما لدينا من إمكانيات محلية، حيث بإمكان الدولة تسهيل عملية الاستثمار في هذا القطاع والتنسيق مع منظمات ورؤساء المؤسسات ونحن متفائلين جداً بما ستسفر عنه وتخرج به هذه اللقاءات.

حل مشكلة نقص الأطباء بالجنوب ومعضلة الأطباء المقيمين

في اعتقادنا أنه يجب استبدال عقلية واستراتيجية نقل وتحويل الأطباء من الشمال نحو الجنوب بعقلية واستراتيجية جعل الجنوب هو الأصل والمصدر، حيث يجب أن يصبح بالضرورة على الأطباء والأطباء المقيمين الذين يرغبون في تخصصات طبية معينة الانتقال إلى الجنوب حيث يجب إنشاء مستشفيات جامعية كبرى – ومراكز بحث متطورة – على الأقل على مستوى عواصم مدننا بالجنوب (ورقلة، غرادية وبشار) بالإضافة إلى مستشفى جامعي بتمنراست. (وقد نتحدث مستقبلا عن استراتيجية ورؤيا لجعل هذه الولاية قبلة لعلاج الأفارقة من منظور اقتصادي صرف)، وفي هذا الإطار ونظراً للنقص الفادح في الأطباء وشبه الطبيين في الجنوب، وأزمة الأطباء الاختصاصيين ومعضلة الأطباء المقيمين

 من الضروري والمستعجل القيام بالإجراءات التالية

فتح المجال لحملة شهادة البكالوريا وأصحاب المستوى الثالثة ثانوي من أبنائنا في الجنوب في تكوين ممرضين علاج عام ” Infirmier Soins Généraux”، وقابلات ” Sage-Femme ” بالنسبة للتخصص الأول تكوين مكثف لفترة سنة، يتخرج منها الطلبة المتكونين ويتم توظيفهم مباشرة (بمعدل 4 إلى 6 ممرضين لكل بلدية)، ويتم استكمال تكوينهم عن طريق دورات تكوينية تكميلية قصيرة المدى ومتفرقة من أسبوع إلى شهر خلال السنتين المواليتين لسنة تخرجهم وتوظيفهم، أما بالنسبة للقابلات ومساعدات القابلات فيمكن تكثيف وتخفيض فترة التكوين إلى أقل فترة ممكنة وذلك وفق توصيات أهل الاختصاص.

ثانياً: فتح المجال لتكوين أطباء عاميين وفي تخصصات أخرى من أبنائنا في الجنوب عن طريق مرسوم رئاسي يعطي الأولوية والأفضلية لطلبة جنوبنا الكبير، دون التركيز على نقاط معدل البكالوريا، ودون إخضاعهم للانتقاء العام حسب المعدل والنظام المعمول به حاليا، ويكون هذا الاجراء – استثنائنا – محددا بسنتين أو ثلاث سنوات فقط، حتى يتم خلق كتلة أو مجموعة من الأطباء من أبناء الجنوب، هؤلاء الأطباء سيكون من السهل عليهم خدمة بلدياتهم وأهليهم وقبول ظروف المعيشة لأنهم من أبنائها.

يجب أن يتضمن المرسوم الرئاسي التالي

  • تحديد الولايات المعنية بهذا القرار.
  • تحديد الفترة الزمنية لصلاحية هذا القرار (سنتين) التوظيف المباشر في مستشفيات الجنوب.
  • العمل والخدمة في بلديات الميلاد للأطباء إجبارية لفترة لا تقل عن 10 سنوات.
    حوافز مالية.
  • تخفيض معدل القبول إلى درجات متوسطة مقبولة(12/20) أو عن طريق المسابقات.

المؤسسات الاستشفائية الشبانية

  1. تحديد الولايات الجنوبية المعنية بهذا القرار.
  2. تجمع لأطباء متخصصين وقابلات
  3. يقدم الوالي قطعة أرض مجانية لإنشاء هذه المؤسسات (بمساحات جيدة).
  4. يقدم البنك قروض بدون فائدة (لأن التجربة أثبتت أن الشباب الجزائري لا يقبل ولا يتعامل بالقروض الربوية).
  5. يستفيد المستفيدون – الأطباء المشاركون- من نظام دعم الشباب أونساج أو كناك، لتجهيز مؤسساتهم بالعتاد الطبي اللازم (وفق ألية أونساج أو الكناك بمعدل 10 مليون دينار لكل طبيب).
  6. يمكن منح قروض إضافية لاقتناء أجهزة الكشف المتطورة مثل السكانر، IRM أو أجهزة المعالجة الاشعاعية.
  7. تعفى هذه المؤسسات من جميع الرسوم والضرائب لفترة 10 سنوات.
  8. تخضع هذه المؤسسات لتسعيرة توافقية بين وزارة الصحة وإدارة هذه المؤسسة لتكون في استطاعة المرضى.
  9. تعطى الأولوية للتعاقد من المؤسسات العمومية والهيئات الوطنية مثل صندوق الضمان الاجتماعي وغيره.

الحل الأمثل لتطوير القطاع الطبي

بهذه الطريقة والمنهجية يمكننا خلق مؤسسات وعيادات استشفائية بجميع التخصصات في الجنوب، وستسمح للأطباء الشباب للاستثمار في هذه المؤسسات ومنه حل مشكلة الأطباء المقيمين والأطباء الاختصاصيين، وليس هذا فحسب بل سيكون لها دور هام إذا ربطت بالسياحة، كما أن القيمة المضافة الهامة جداً التي ستقدمها هذه المؤسسات هي الحفاظ على العتاد الطبي الذي عانى ولا يزال يعاني منه قطاع الصحة العمومية، ملايير الدينارات تضيع من سوء الاستعمال والتهاون والإهمال، فبدلاً من أن تشتري الدولة هذا العتاد الذي لا يقدم المردود اللازم وتكون نتيجته الحتمية الضياع، تقوم بتقديم القرض اللازم لاقتناء العتاد الطبي والباقي تتكفل به وتتحمل مسؤوليته هذه المؤسسات الشبانية بنجاعة

فيديو مقال حلول ومقترحات لمشاكل قطاع الصحة في الجزائر

أضف تعليقك هنا