“ذكريات” قناة الطيبين في رمضان

ذكريات جيل الطيبين تعود من جديد عبر قناة “ذكريات”

قبل أيام ليست بالبعيدة أطلت علينا قناة تلفزيونية فتية في نشأتها عتيقة في مضمونها، عادت بنا فقرات برامجها إلى جذور التاريخ وأخذتنا بعيداً عن جادة الحداثة، ويبدو أن بزوغ شمسها هو بداية ولادة مشروع كبير تاق إليه المجتمع السعودي الذي يبحث عن الهوية الثقافية المحلية المفقودة منذ زمن سحيق بين أتون أعمال لم تعد ترتقي بذائفة المواطن وبعيدة كل البعد عن أعرافه وتقاليده، أتت هذه القناة كي تسد رمق الجيل المتعطش للموروث الأصيل، جاءت لتسلط الضوء على حقبة زمنية عرفت بجيل الطيبين، ولإن أشعلت هذه القناة مستهل ظهورها ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنها حديثة عهد بالمشاهد فقد أشعلت كذلك حنين ذلك الجيل وأثارت أشجانه، فالكثير من تفاصيل تلك الأعمال التلفزيونية الممتعة ماتزال عالقة في الذاكرة، ذاكرة زمن “الإريل” لاقط البث آنذاك، وتشكيلة البرامج والمسلسلات وبرامج الأطفال بشكل خاص مابرحت تشغل الأذهان إلى يومنا هذا، فهي لهم إرث ثمين ومن الظلم أن يندثر هذا الإرث ويتوارى في طي النسيان، عودة قنوات إذاعية وتلفزيونية أخرى تهتم بالثقافة والتربية والأدب، هي أماني أخرى ينتظرها المواطن، كونها ستصب جميعها في وعاء واحد هو مصلحة الوطن.

التوقعات المرتقبة من الوزير ماجد القصبي في تحسين مسار الإعلام 

بقي أن أقول بأن هناك شبه إجماع على أن إسناد حقيبة الإعلام إلى الوزير ماجد القصبي كانت عملية موفقة، لإدراك المجتمع مسبقاً بأن الوزير يحمل في جعبته الكثير من الأفكار التي يتطلع اليها المجتمع، فضلاً عن أن معاليه يمتلك قدراً كبير من سعة الأفق مما سوف يسهل من حركة التغيير والإحلال ويجعل منها أكثر مرونة، غير أن الظروف الراهنة ربما حالت دون تنفيذ بعض منها، وقد أثبتت الأيام الماضيات ذلك، على كل حال فما يزال في الوقت متسع ومازال الكثير يعلق الآمال بنقلة نوعية على يدي معاليه بوصفه الأقدار على التقاط عجلة القيادة، وإعادة سير القاطرة الإعلامية إلى مسارها الصحيح، فإن القيام بعملية جراحية عميقة أمسى ضرورة ملحة حتى يتحسن الحاد في ظل تلاطم أمواج الإذاعات، وزحف السيول الجارفه من القنوات الفضائية المتنافسة على إشباع نهَم المشاهد وإرضاء رغباته. كمجتمع ذواق متعطش إلى التغيير الإيجابي في المنظومة الإعلامية يدرك هذا المجتمع يقيناً بأن التغيير الذي سوف يقوده الوزير ما هو إلا مسألة وقت، والقارئ الجيد لما بين سطور خطابه إبان توليه المنصب في أول يوم عمل هو فقط من يدرك المعنى الحقيقي لحجم التغيير المرتقب، إن جملة ما قله معاليه “إن الأداء غير مرض تمامًا، ولا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته”.

فيديو مقال “ذكريات” قناة للطيبين في رمضان

أضف تعليقك هنا