رجل يُبكي ابنته

بقلم: بولنوار قويدر

لم أفكر يوما في إيذاء أحد ’ولم يخطر على بالي أنّني أُعادي أحد على تصرف مشين قد ارتكبه معي. لم أتخيل يوما أنّني أهجر أحد لكونه قد أساء إليّ بقصد أو بغير قصد. لم يكن لي في الحسبان أن ألوم أحد لكونه قد تجاوز حدود الأخلاق والآداب معي.

رغم  محدودية راتبي تكلَّفت فوق طاقتي حُباً في إسعاد بنيّتي

لم أفكر قط أنّني أثور في وجه أحد قد داس على كرامتي متعمدا وأنا الذي أفرشت له قطع لحمي فراشا لقدميه وعطرت مسار سبيله عطرا وكتبت له بدمي كلمات خالدة لا تمحوها الغلطات ولا الهفوات ولا أكبر المشكلات ورسمت له جداريه خالدة ماء مدادها من ذهب وطرزت حواشيها بأعظم الكلمات وبصمت معه على ميثاق غليظ لا أحيد عنه أنا ولا هو وأثثت له بيتا من أغلى ما في المحلات وألبسته برنوسا نسجت وفتلت وغزلت  خيوطه مدة عشرين عاما أو أكثر دون ملل ولا كلل وصنعت له فرحا ليس كباقي أفراح الآخرين لأنّي قلت : (إن مت بعد هذا الفرح فسأذهب عند ربّي مرتاح من هذه الدنيا..) رغم محدودية دخلي(راتبي) قد تكلفت فوق طاقتي حبا في إسعاد بنيتي.

حملتُ له فلذة كبدي ليوم زفافها

فوق هذا وذاك لم أشتغل بكلام الناس ووسوستهم وشيطنتهم وجعلته من باب (هذا حسدا من عند أنفسهم) ورميت به في سلة مهملات الكلام الفارغ….حملت له فلذة كبدي بزينة قلّ نظيرها قد اختارتها  بنفسها ليوم زفافها ودفعت أجرها نقدا وبسمة وحبورا وقد تصورت  وأنا في حلم اليقظة حفدتي يمسكون بثوبي  قاصدين المسجد وتارة أتخيلهم  نجباء القسم وتهاني المعلمين والأساتذة تنزل عليهم مطرا مدرارا ولا أخفي عليكم كنت أرى في هذا الصهر قطعة منّي قد منحت لي بغير جهد فشكرت الواهب على عطائه الجزل.

 كان ذلك الزوج سبب تعاست تلك الفتاة وحزنها

كل ذلك قد حدث لي ولم أطاوع نفسي لأرد بذرة نقيصة خوفا أن أكون مثل الذي أحسنت إليه فجزأني جزاء سنمار … ليعلم أنّ الأنثى التي ارتمت في أحضانك لم تكن أنت القهر ولا القدر المحتوم في حياتها وستصبح من ماضيها الذي تطوى أوراقه لترمى في سلّة النفايات لتجدد صفحة من صفحات الحياة المزروعة بالأمل وستبقى الشجرة التي تثمر وتورق و لاتموت  إلّا واقفة وجبلا شامخا عصيّا لا تعرف له الرياح العاصفة إلتواء  ولا خنوع ولا سجود إلّا لله  وقيل من باعك بالرخيس بعه ببلاش(بلا ثمن) وقطار العطاء لن يتعطل لمّا قررت أنت أن تحول مسار السكة…لكن نسيت أن السكة تسير وتبقى تمتد وتمتد نحو الأمل.

ما هو سبب حزن الأب؟

زهنا رفعت يديا لرب السماء أطلب توكيله في أمري ويدخر لي ما قد أصابني من ضر ليوم لا ينفع فيه مال ولا ولد ومنصب ولا جاه إلّا ما قدمت يداك…الذي حزّ في نفسي وترك جرحا غائرا لم يندمل بعد, صورتان: أولاها قد قابحني بقوله “هذه بضاعتك ردت إليك” خلال سبعة عشرة يوما  بغير حياء ولا استبولنوار قويدر-الجزائر-حياء والثانية قوله المضمر كما في بتنا مطلقة أريد أن يكون في بيتك مطلقة…نمت  وإستيقضت ولم أجد لحلمي تفسير. تخمارت 23/12/2019.

بقلم: بولنوار قويدر

أضف تعليقك هنا