“رجل يعض كلبا”

كيف استطاع الفريد هارمزورث النجاح في عالم الصحافة؟  

أوجد فكرة المقال السريع

اسمه الحقيقي “الفريد هارمزوورث”، اما اسمه الذي عرف به في تاريخ الصحافه فهو “اللورد نورثكليف”، صاحب فكرة المقال السريع، فقد كان يرى أن أي خبر أو مقال لا يجوز أن يتعدي مائتين وخمسين كلمة، وطبق فكرته في جريدة “الديلي ميل” فأحدث ضجة وانقلابآ في تاريخ الصحافه البريطانية، فمع سنذوتشات البورجر، والماكدونالدز، وكنتاكي، وسرعه تحضيرهم، وأكلهم، هكذا المقال الصحفي يجب أن يكون كذلك.

في الواقع استطاعت أمريكا أن تصنع الأكلات السريعة، واستطاع اللورد نورثكليف أن يصنع الصحافة السريعة، وقبل أن نتحدث عن كيف أن اللورد نورثكليف قام بعض الكلب، وجعل تلامذته يقومون بعض الكلاب أيضا.

قام بعمليات تزوير وتحريف في الأخبار

أحب أن أشير إلى تصريح صرح به القائد الألماني لاندروف، بأن اللورد نورثكليف، هو الذي كسب الحرب العالمية الأولى، وليس “لويد جورج” ملك انجلترا، ذلك أن جريدة نورثكليف “التايمس” نشرت خبرا في 16/ 4/ 1917، عن وجود مصنع الماني لتذويب الجثث وتحويلها إلى علف وسماد للخنازير، ثم راحت تؤكد الخبر في أعدادها القادمة عبر تقارير وتحقيقات ومقالات، لتحذو حذوها معظم الصحف البريطانية، بل والعالمية، مما كان له أثر بالغ في تهيج الرأي العام، والمنظمات الحقوقيه ضد ألمانيا.

انتشر الخبر، واندلع كما تندلع النار في الهشيم، ونامت الحقيقة، لمدة ثماني سنوات، وهي أن مراسل التايمز بألمانيا وصلت إليه برقيه تكشف أن هناك مصنعا المانيا، يستغل جثث الحيوانات، فكتب المراسل إلى جريدته، أن هناك مصنعا بألمانيا، يستخدم الجثث الأدمية، كعلف وسماد.

جعل عناوين المقالات أكثر جذبا ولفتا للانتباه

هكذا كان نورثكليف يعلم مراسليه، وتلامذته من الصحفيين والمراسلين، كيفية الخداع، وكيفيه التزوير، علمهم أهم درس في تاريخ الصحافة والذي لا يزال يدرس إلى الآن، علمهم كيف يجعلوا الرجل هو الذي يعض الكلب، والحقيقة والواقع يقول أن الكلب هو الذي يقوم بالعض، علمهم أن الخبر الجيد هو الذي يثير القارئ، ويستفز فضوله، (كلب عض رجلا)، هذا خبر، لكن الخبر الجيد عند اللورد هو (رجل عض كلبا)!

لكي تكتب مقالا يلفت الانتباه، يصطاد القارئ عليك أن تجعل العنوان “رجل يعض كلبا”.. هكذا تكون العناوين الصحفيه، التي تلفت انتباه القارئ، وتجبره على شراء الصحيفة وقرائتها من الألف للياء، هكذا العناوين، يجب أن تكون في الروايات وفي الكتب، بل وفي البرامج التلفزيونية وعلى شبكات التواصل “رجل يعض كلبا “… أكاد أجزم عزيزي القارئ أن سبب قرائتك الأن لهذا المقال، هو ذاك العنوان: (رجلا يعض كلبا).

لا تكرهني عزيزي القارئ، لا تلقي باللوم علي نفسك، لا تقل أنك مغفل، أو أننا نستغفلك ونخدعك، اطلاقا..
دورنا كتلاميذ للورد نورثكليف أن نثير غريزتك، ونثير فضولك، ورغبتك في المعرفة، ودورك أنت أن تثأر لا أن تثور علينا، أن تقرأ وتنتقد وتفكر وتعلمنا، وتتعلم منا.. هكذا فعل نورثكليف، وهكذا فعل مصطفى أمين، وشقيقه علي أمين ،رائدا الصحافة المصرية، وهكذا فعل أنيس منصور، وغيره من الكتاب والصحفيين …

كلنا تلامذه في تلك المدرسة “مدرسة اللورد نورثكليف” والتي شعارها: (رجل يعض كلبا).

فيديو مقال “رجل يعض كلبا”

أضف تعليقك هنا