زمن كورونا

لست مطورا في مجال التكنولوجيات الحديثة، ولا خبيرا بيئيا، ولا باحثا في العلوم السياسية أو الإقتصادية أو القانونية، لست ناشطا تنموي ولا حتى فاعلا جمعوي، أنا مجرد إنسان أصابه الهلع من كورونا جراء التقارير المتواصلة عن هذا الفيروس والإجراءات التي تتخذها دول العالم في مواجهة هذه الجائحة والحيلولة دون انتشارها، أنا مجرد إنسان كثرت من حوله الاتهامات حول من المتسبب في الأزمة، و التي باتت تقلق مضجعه على سطح هذا الكوكب.

بعض السيناريوهات المتداولة بين الناس عن أسباب ظهور الكورونا

أنا مجرد إنسان وجد نفسه أمام سيناريوهات تختلف باختلاف مخرجيها :

  • هناك من يشير بأصابع الإتهام إلى حملة القمع التي تشنها السلطات ضد أقلية الإيغور المسلمة واحتجازهم بشكل جماعي داخل مخيمات في منطقة نائية شمال غرب البلاد أو ما يمكن أن نعنونه ب” كرونا عقاب الرب لنصرة الإيغور”.
  • هناك من يلقي اللوم على الصينيين ويربط ظهور وانتشار فيروس كورونا بتناولهم لحيوانات مثل الخفافيش والأفاعي وأنواع أخرى .
  • هناك من ينسب الأمر لبعض الأحاديث النبوية أو الآيات القرآنية مشيرا بذلك إلى أن ما يحدت ما هو إلأ علامة من علامات اقتراب النهاية او قيام الساعة على حد قوله.
  • هناك من يعتنق نظرية المؤامرة و يقول إن الصين تقف وراءه لتحقق هدفها بقيادة العالم، وهناك أطراف أكثر بكثير، تقول إن أميركا تقف وراء زرع الفيروس، وانتشاره، وتحويله إلى وباء عالمي، من أجل وقف زحف الصين نحو قيادة العالم.

ضياع الحقيقة بكثرة النظريات وغرابة التصرفات من الناس في زمن الكورونا

أنا مجرد إنسان اختلط عليه الحابل بالنابل فضاعت الحقيقة من أمامه وسط تداول كميات هائلة من النظريات، أنا مجرد إنسان رأى سلوكا بشريا غريبا في الهجوم على الأسواق عندما كانت التدابير الاحتياطية في زمن كورونا تتطلب البقاء في المنازل، فقد هرع الناس إلى مراكز التسوق كأنهم في غارةٍ، وبدؤوا يتبضعون وكأنهم ينهبون أو يجمعون الغنائم.

أنا مجرد إنسان يستغرب لرؤية الطب الأميركي الأوربي الذي أضحى أسطورة في مستوى تطوره غير قادر الآن على مواجهة كورونا، أنا مجرد إنسان يرى حربا صامتة باردة دون سلاح، ولا انفجارات ولا شظايا ولا دخان، حربا لا تخلف وراءها آثار تدمير في المباني والمنشآت، حرب هدفها الوحيد هو الإنسان، حرب لا يرى فيها الخصم خصمه ولا يشعر به، بل تتم مباغتته حيثما وحينما لا يتوقع، حرب يتحقق فيها الموت والفناء.

فيديو مقال زمن كورونا

أضف تعليقك هنا