شُهداءُ الحَقُّ اِرْتَقَت دِمَائِهِمْ مِنْ أَجْلِ الفِكْرُ ؤالاِعْتِدالِ ؤالتَّقْوَى فِي كَرْبَلاءَ

بقلم: أحمد الحياوي

شُهداءُ الحَقُّ هم شُهداءُ المبدا والعقيدة -وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) (آل عمران) قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : (من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله)، وكذلك من مات غريقاً أو محروقاً فهو شهيد.

الشهداء رمز الكرامة والفكر

الشهداء كل مانتذكرهم يوم نراهم عالقون في ضمائرنا والذاكرة، فعندما نبحث عن الحرية والكرامة، نتذكرهم وأن لنا أبطالاً زرعوا مبادئ من العقيدة والفداء والتضحية، في طريق الحق ,وأينعت ذكراهم الخالدة كلما أينعت الزهور، وعندما نسير يوماً أحراراً وبأمان نتذكر أن لنا شهداء ارتقوا للعلا، والمجد وتزكت الأرض بدمائهم الطاهرة.

ذكراكم لاتنسى أيها الأبرار

نتذكركم عند كل فجر صلاة وصباح ودعاء وكل إشراقة شمس جديدة، وسطوعها صيفاً وكل يوم جديد آمن بحزنة وفرحه، نتذكركم لأنكم كنتم أشجع منا بموقفكم وإيمانكم، ولأنكم نور في سماء الكون، فقد أنرتم كل قناديل العز والفخر في أرجائها، ودافعتم عن مرجعيتكم وعن صلاتكم ووجودكم  وعن دعائكم ،وعن أرضكم ومكانتكم وقيمكم وشموخكم.

ثلة الوفياء المجاهدين 

هذه الثلة المجاهدة لم يعتدوا على أحد، ولم يجيشوا الجيوش والطائفية ضد الأبرياء ,لم يفرقوا شمل أبناء الوطن الواحد، لم يضعوا أيديهم ويصافحوا المحتل الغاصب من إيران و أمريكا، لم يقتلوا على الهوية، ولم يسرقوا ديناراً أو ملياراً من البلاد، ولم يتصارعوا على المناصب والكراسي والمحاصصة، ليس لهم لاكتلة أكبر ولا أصغر، ولاأحزاب ولابرلمانيين، ليس لهم وزير ولا أمير، لم يتسلطوا على رؤوس الفقراء، ولم يحكموا البلاد لسبعة عشر سنة، ولم يتسببوا في المرار والعذاب والقحط الآن، عندما تسئل عن ما هو الذنب الذي اقترفوه، وقتلوا وسحلوا من أجله  فلا تجد أخي القارئ إلا من أجل الكرامة والحرية والدين والمذهب والأمان والسلام والفكر.

لأنهم حافظوا على عقيدتهم ودينهم فقتلوهم الأشرار

لم يبيعوا الوطن والأرض للمحتل والمغتصب وأيادي الشر كما فعل العملاء وعلى رأسهم إيران التي تريد أن تجعل العراق عجينة لينة بأيديها ودولة ثانية تتحكم بمصيره ومصير أبنائه وطاقاته، ومن خلال أتباعها لممارساتها القمعية والإرهابية على العراق وشعبه ووحدته وخيراته وطوائفه العزيزة الخيرة تذكرنا تلك الذكرى اليانعة من الكوكبة الوضاءة التي لا تسقط ولاتنسى ماحيينا أبداً، باقية هي في الوجدان

ومن يبحث عن القيم والشجاعة والتحرر فلينظر حتى يجدها عند هؤلاء الأنصار، أولئك الأبرار ولذكراهم العطرة أوارح الشهداء طاهرة وتبقى أرواحكم الطاهرة,ترافق أرواحنا مابقيينا، وستبقى دموعنا تواسي غيابكم، وسيبقى الحنين يكوي القلوب إليكم والغصة عالقة في الحناجر، وتبقى أيامنا تحكي قصصكم وبطولاتكم أيها الشباب المضحي، وأنتم كالبدر هوى تحت التراب وكان الوداع بعيدًا.

الجنة والخلد لكم

هنيئًا لكم ماظفرتم به من أعلى المنازل وهي الشهادة والتضحية وفي سبيل الله والحق، كوكبة من الشهداء جاورت ربها وارتقت إلى العلا، من أجل الدفاع عن العقيدة ومن أجل رفع الظلم عن أهل العراق، فكانت نعم التضحية ونعم الفداء لتبقى راية الحق خفاقة، ولتبقى راية الدولة العدل الإلهي قائمة فستبقى أسمائهم ونحتها في القلوب و الذاكرة، ولتبقى حاضرة في كل وقت وزمان ومكان فدائما الدماء الطاهرة تنصر وخصوصاً من مات على حق ولم يكن طامعاً وأجيراً ولا متحزباً

كمثل هؤلاء الذين سيذكرهم التاريخ وكم مثلهم حاولت قوى الشر والضلالة أن تمحي ذكرهم إلا أنهم خالدون حافظوا على معتقدهم ورسالتهم ورمز للتاريخ والإنسانية، فما أكثر الأبرياء في وطني تقتل وما أكثر الأعداء والعصابات والمليشيات التي جندتهم إيران وضباعها لتقتل أولاد وشباب العراق وهم في ريعان الشباب ويطمحون لغد أفضل ومستقبل زاهر لكن إرادة الله إرادة لهم الشهادة والجنة والفردوس مع الشهداء والصادقون.

تعزية 

نعزي مولاي صاحب الزمان -عجل الله فرجه الشريف- بذكرى استشهاد تلك الكوكبة، من الأخيار الأبرار الذين سقطوا برصاص المحتل وأعوان المحتل في باب دار المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله الشريف- السلام على الدماء الزاكيات السلام على الأرواح الطاهرة، السلام على الشهداء السعداء، السلام على الأخيار الأبرار ليلة ٢٠ شعبان ١٤٢٤هـ  ١٧/ ١٠/ ٢٠٠٣ م

بقلم: أحمد الحياوي

أضف تعليقك هنا