صندوق السعادة وهم

بقلم: عبدالرحمن محمود فراج

يعتقد كثير من الناس أن السعادة توجد داخل صندوق مغلق بإحكام، وأن عليهم البحث عن هذا المفتاح، مفتاح السعادة، ويقضي هؤلاء حياتهم يبحثون عن المفتاح وعن الصندوق الذي ليس له أي وجود، وللأسف يضيعون أسعد أوقاتهم، وأحلى أيام حياتهم دون أن يشعروا، بل أنهم يعتقدون في داخل أعماقهم أنهم علي الطريق الصحيح، وأنهم علي صواب، يستيقظون في الصباح وهم يهتفون هيا نبحث عن سر السعادة هيا نبحث عن مفتاح السعادة.

هل أضعنا العمر و نحن نبحث عن السعادة؟

ابحث في الحديقة، هنا ارفع هذا الحجر، لعل المفتاح أسفله، ابحث هنا احفر في هذا المكان لعل أحدهم دفنه هنا…!
ابحث هنا واحفر هناك، اسأل عنه هل رأى أحدكم مفتاح السعادة؟ هل بحثت جيداً؟
حسنا حسنا لنكمل غداً
وهكذا يضيع اليوم والغد والعمر في البحث عن شيء ليس موجوداً بالأساس
إن أبواب السعادة لم تغلق يوماً لنبحث عن مفاتيحها
إن السعادة ليست كالحديقة السرية، علينا العثور علي أبوابها، والتسلق اليها
السعادة موجودة حولنا، في كل مكان…

أين تكمن السعادة الحقيقية؟

إنها موجودة في صوت العصافير، استمع إلى ألحانها وتسبيحها، استمع أليس شيئاً جميلة أليس شيئاً يسعد قلبك
إن السعادة موجودة في نظرة الرضا في عين والديك
في تقبيلك لأيديهما
إن السعادة موجودة في إسعاد ابنءك وتحقيق ما يتمنون
إن السعادة في قراءة كتاب، او قصه تقرأها لابنك فتغير طريقة تفكيره، وأسلوبه في الحياة
إن السعادة موجودة في زرع الزهور، في إروائها بالمياه
في لون الورد في رائحة الورد، انظر استنشق عطرها، تأمل جمالها إلا تشعر بالسعادة.

ساعد غيرك في إيجاد السعادة

إن السعادة موجودة في النظر إلى الأنهار، في اللعب مع الأطفال في صدقه، في نظرة في ابتسامة
في آيه قرأنية، في لوحة فنية، في أغنية عاطفية
إن السعادة موجودة عن يميننا وعن يسارنا من فوقنا من أسفل منها
إنها تدور حولنا ، انها في كل مكان ، تعانقنا فلنعانقها نحن ايضا لنأخذها بالأحضان لنقبلها.

ماهو الطريق إلى السعادة؟

لنسعد الآخرين ففي إسعادهم سعادتنا
لتساعد زوجتك، لتجلب لها ولنفسك السعادة
لتساعد جيرانك أخوانك أقاربك
لتساعد نفسك، أسعد الآخرين لتسعد أنت
هيا قبل أن ينقضي الوقت وينقضي العمر
هيا قبل أن تهاجر الطيور، وتختفي الفراشات
وتذبل الورود و يودعك الأهل والاصحاب
هيا السعادة تناديك
دع عنك فكرة المفتاح، وفكرة الصندوق
فما هي إلا وهم…
نعم وهم…
هيا هيا السعادة تنتظرك…

بقلم: عبدالرحمن محمود فراج

 

أضف تعليقك هنا