طه حسين الوجه الآخر

كثيرون هم من يعرفون طه حسين الأديب والمفكر، عميد الأدب العربي ومبدع السيرة الذاتية، وصاحب المواقف المثيرة للجدل.

ماهي خلفية طه حسين النفسية؟

لعل كثيرا من القراء، خصوصا المهتمين منهم بمؤلفات هذا الرجل الأريب الأديب، قد تعرفوا على طه حسين  الطفل والشاب في  الأيام، والمهاجر إلى فرنسا في صوت باريس و أديب، والثائر على التاريخ من خلال  الشعر الجاهلي …لكن حينما تقرأ كتابه الماتع المعذبون في الأرض، وتسافر بين فصول هذا السفر النفيس، تكتشف شخصية أخرى في طه حسين، مختلفة تماما عن طه حسين الذي عرفته في مؤلفات أخرى كالتي ذكرنا،  شخصية أخرى يغلب عليها حب الخير والدعوة إليه، شخصية تحب الفقراء والمحتاجين وتدافع عنهم، وتحث على الاهتمام بهم والتوسيع عليهم.

كيف أثر طه حسين في المجتمع من خلال كتاباته؟

في رائعة طه حسين هاته الموسومة بـ المعذبون في الأرض، يصور المجتمع المصري، وما كان يعرفه من تفاوت طبقي، وتباين اجتماعي قبل ثورة سنة 1952، حيث كانت طبقة الفقراء البؤساء يستظلون بفيء الأغنياء الأثرياء، ويدعو الذين يجدون ما ينفقون إلى التصدق على الذين لا يجدون ما ينفقون، ويصرخ في وجه البخلاء الأشحاء حاثّا إياهم على التشبه بالصحابة الكرام الذين آثروا غيرهم على أنفسهم، وأنفقوا جل أموالهم في سبيل الله.

ماهي الحالة المجتمعية التي راهنها طه حسين؟

إنها صرخة من طه حسين تحث على التكافل الإجتماعي والتضامن الإنساني، والاقتداء بالرعيل الأول من الصحابة والتابعين، والنسج على منوالهم في هذا المضمار، صرخة صاغها في قالب أدبي بديع، وقصص اجتماعية جديرة بالقراءة خليقة بالمطالعة، فهذا أمين ما انفك يقدم يد العون إلى صديقه صالح الذي اختطفه الموت صبياً صغيراً، وتلك خديجة أكرهت على الزواج إكراهاً فاستطاع الموت أن يخلصها من هذا الإكراه حينما فشل الحب في ذلك، وهذه سعدة التي اختطف الموت أمها وأخويها فصارت بلهاء تمشي في الشوارع حتى صادفت وحشا آدميا فوضع في أحشائها جنيناً زادها ثقلاً على ثقل، وتلك سكينة اغتصبها زوج عمتها فانتحر والدها هرباً من العار والفضيحة…

كيف تحول طه حسين من الأدب والنقد إلى الدعوة والنصيحة؟

بين ثنايا قصص هؤلاء البؤساء الذين لعبت بهم الدنيا كما لعبت بكثير غيرهم، دعوة صارخة لكنها مضمرة، يستشفها القارئ اللبيب، دعوة الى الاهتمام بهم وبسط يد العون في سبيل التخفيف عنهم. فبؤس هؤلاء دفع طه حسين إلى خلع لباس النقد والسجالات الفكرية، وارتداء لباس النصح والدعوة إلى الفضيلة، متخذا الكلمة المجنحة سبيلاً، والأدب مطية لهذا العمل الجلل فما أحوج الأمة اليوم لمثل هذا الأدب الذي يخدم المجتمعات، ويسهم في معالجة القضايا التي تؤرق الإنسان وتقضي على طموحاته، فهل يا ترى هناك أدب يخدم الإنسان قبل العمران في وقتنا الراهن؟؟

فيديو مقال طه حسين الوجه الآخر

أضف تعليقك هنا